إسقاط بغداد وتسليمها لإيران

نشر المقال فى 14 أكتوبر 2014

بعد إسقاط نظام حركة طالبان في أفغانستان في نوفمبر من عام 2001 واشتراك إيران مع الولايات المتحدة في إقامة نظام قرضاي الموالي لطهران وواشنطن في كابل، جاءت الفرصة الثانية لإيران على طبق من ذهب للتخلص من عدوها اللدود صدام حسين حيث طلبت الولايات المتحدة وبريطانيا من مجلس الأمن تفويضا لإسقاط نظام صدام حسين، فالحرب التي بدأتها أميركا ضد صدام حينما ورطته في الحرب مع إيران ثماني سنوات، واحتلال الكويت عام 1990، ثم الحصار الذي امتد لأكثر من ثلاثة عشر عاما لم يأت بنتائجه قررت الولايات المتحدة أن تنوب عن إيران وإسرائيل وتدمر أقوى جيش عربي في المنطقة وهو الجيش العراقي.
حيث تم تحييد الجيش المصري الذي يعتبر الأقوى من خلال معاهدة كامب ديفيد وأصبح يحارب ويقتل الشعب المصري بدلا من قتال إسرائيل.
في التاسع من أكتوبر عام 2001 حطت طائرة وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في مطار طهران، ليتفاوض مع إيران «محور الشر» للدخول في التحالف الذي قادته الولايات المتحدة وبريطانيا من أجل إسقاط صدام حسين وحينما التقى سترو الرئيس الإيراني آنذاك محمد خاتمي قاله له خاتمي «فلنكرر تجربة أفغانستان، ولكن هذه المرة لنجعلها 6+6 وليس 6+2 كما حدث في أفغانستان» هنا تساءل سترو ماذا يعني خاتمي بـ 6+6 فقال له خاتمي نشرك الدول الست التي تجاور العراق في التحالف ضد صدام علاوة على مصر مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وبذلك يكون التحالف 6+6 وما طلبه خاتمي هو الذي تحقق وهذا يعني أن إيران هي التي وضعت إستراتيجية إسقاط نظام صدام السني كما سبق أن وضعت استراتيجية إسقاط طالبان السنة رغم كل الملاحظات والانتقادات على كلا النظامين إلا أنهما كانا يمثلان السنة في دولتين سنيتين. لقد جاءت ساعة الانتقام من صدام لإيران على طبق من ذهب ووقف وزير الخارجية البريطاني إلى جوار الإيراني ليعلن من طهران الموت والدمار لصدام حسين، لكنه في الحقيقة كان الموت والدمار للعراق السنية وإقامة نظام شيعي طائفي مدعوم من الولايات المتحدة والغرب. لم تبخل إيران بالمعلومات الاستخباراتية المهمة التي كانت لديها عن العراق، حيث قدمتها للولايات المتحدة والتحالف الذي كافأ إيران بحل الجيش العراقي وإقامة ميليشيا ونظام طائفي أعطى الشيعة السلطة المطلقة على السنة حيث بدأت عملية إبادة مازالت مستمرة لكل العلماء والخبراء وأساتذة الجامعات والأطباء وضباط الجيش السنة في العراق، وانتهكت الحرمات وملئت السجون والمعتقلات بأهل السنة، والعجيب هو التوافق الأميركي الإيراني في حكم العراق واختيار من يحكم بل ودعمه مثلما حدث مع حكم المالكي الطائفي ومن قبله وحتى من جاء بعده، فإيران حينما وافقت على الدخول مع أميركا في التحالف لإسقاط صدام كان هدفها هو أن يتولى الحكم المنفيون العراقيون المقيمون في طهران وهذا ما حدث بالفعل بعدما تم حرق العلمانيين الشيعة الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأميركية من أوروبا والولايات المتحدة في البداية، وأصبح الذين يحكمون هم حلفاء طهران، وما حدث في العراق لم يكن لصالح إيران وحدها بل كان كذلك لصالح إسرائيل أيضا، وبعد الخروج الأميركي المخزي من العراق بسبب الحرب التي شنها السنة على الاحتلال الأميركي أصبحت اليد الطولى لإيران وأصبحت بغداد هي العاصمة الثالثة التي تحكم إيران قبضتها عليها من العواصم العربية بعد بيروت ودمشق، وخلال تلك الفترة وتحديدا في عام 2005 كانت إيران تعد الحوثيين في جبال صعدة ليستولوا على صنعاء واليمن.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

إيران تساعد أميركا في إسقاط نظام طالبان

التالي

السجن «15» عاماً لي!

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share