أوغلو يدعو إلى حلف لنصرة المظلوم

نشر المقال فى 27 أكتوبر 2014

شهد الرسول صلى الله عليه وسلم قبل بعثته حينما كان عمره 20 سنة حلفا في دار عبدالله بن جدعان التيمي القرشي يسمى «حلف الفضول» شهدته قبائل قريش هاشم وزهرة وتيم بن مرة تعاهدوا فيه على أن يكونوا يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدي إليه حقه.
وقد قال الرسول صلى عليه وسلم عن هذا الحلف بعد بعثته «لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبدالله بن جدعان ما أحب إلي به حمر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت».
مـأساة البشرية اليوم وربما على مدار تاريخها في الظلم، وانحياز الظالمين إلى بعضهم البعض، وضعف المظلومين وعدم وجود من ينصرهم، ويتجلى هذا الأمر بشكل واضح في عالم اليوم، فقد غابت القيم الإنسانية عن عالم اليوم، لأن الذي يمسك بزمامه الماديون عديمو الإنسانية الذين يسعدون بممارسة الظلم، لذلك فإذا نظرنا حولنا نجد أن مآسي العالم كله متمثلة في طرف قوي ظالم وطرف ضعيف مظلوم، تذكرت حلف الفضول وهذه المعاني خلال حواري الأخير مع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، مهندس السياسة الخارجية التركية، صاحب القيم والمبادئ في عالم يخلو منها لاسيما في عالم السياسة القائم على الخداع والأكاذيب، وقد قدم رئيس الوزراء التركي من خلال الحوار دروسا قيمة في علم السياسة والأخلاق والقيم في عالم غابت عن الساسة فيه تلك القيم، فحينما سألته عن أثر هجرة ما يقرب من مليوني سوري على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في تركيا أجاب قائلا:
«لنعترف أولا أنه لو انتقل مليونا إنسان من منطقة إلى منطقة داخل تركيا فإنهم سيتسببون في مشاكل وهم في نفس البلد، ولكن إذا كانت قلوبكم واسعة وتعتبرون هؤلاء الناس إخوة لكم، فلن تعتبرون ذلك عبئا، نعم نحن نواجه مشاكل اجتماعية واقتصادية كثيرة بسبب تواجد اللاجئين السوريين، لكن حكومتنا لم تنظر أبدا إلى إخواننا السوريين على أنهم عبء علينا، اعتبرناهم أمانة لدينا من عند الله، تعاملنا معهم كالأنصار، فهم المهاجرون ونحن الأنصار، وفي الحقيقة نفقاتنا على اللاجئين السوريين فاقت 4.5 مليار دولار، تقاسمنا خبزنا وطعامنا معهم، نحن لسنا أغنياء بالنفط وليس لدينا موارد طبيعية غنية، نحاول مساعدة إخواننا السوريين بالضرائب التي نحصل عليها من الشعب، ومع ذلك لم نر أحدا من الشعب لغاية الآن يقول لنا أنتم مخطئون، ظهر البعض وانتقدنا، ووقعت مشاكل اجتماعية كبيرة، فعدد اللاجئين السوريين في مدينة كيليس حاليا يفوق عدد سكان المدينة، وفي غازي عنتاب وصل عددهم إلى نصف سكان المدينة، والنسيج الاجتماعي هناك يتأثر بذلك بالطبع، عدد الطلاب السوريين الدارسين في مدارس مخيمات اللاجئين فقط وصل إلى سبعين ألفا، وعدد الطلاب خارج المخيمات 450 ألفا، والجميع يدرس.. لم نترك أحدا دون دراسة في المخيمات، لأننا لا نريد أن يضيع جيل من السوريين إذا طال أمد الأزمة، قمنا بتعيين معلمين سوريين من المخيمات ودفعنا لهم مرتبات، وهم يقومون بتدريس أبنائهم بتمويل منا، ولكي لا تتأثر كرامة اللاجئين السوريين في المخيمات أوقفنا توزيع الطعام في المخيمات، ونقوم بإعطائهم صكوكا شهرية.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق
أحمد منصور

الإنتربول يوجه صفعة للسيسي وقضائه ويرفض اعتقال أو ملاحقة الإعلامي أحمد منصور

التالي

أوغلو يقدم درساً في الإنسانية!

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share