أوغلو يقدم درساً في الإنسانية!

نشر المقال فى 28 أكتوبر 2014

يكمل رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو إجابته عن نصرة المظلومين السوريين فيقدم للعالم درسا في الإنسانية والسياسة وأصول الحكم قائلا: «هؤلاء لجؤوا الينا، ونحن نحاول مساعدة إخواننا بالقدر الذي نستطيعه، وللعلم فقد دخل تركيا 178 ألف شخص من عين العرب- كوباني وحدها خلال ثلاثة ايام، وخلال أسبوع استقبلنا 200 ألف شخص.
بعضهم أقام عند أقاربه والبعض دخل المخيمات التي أقمناها، ونحن بدورنا قمنا بدفع مساعدات للذين أقاموا مع أقاربهم، إن هذه المساعدات لا تقتصر على المسلمين أو طائفة معينة، فقد استقبلنا أيضا 36 الف يزيدي من العراق ونهتم بهؤلاء أيضا، وأكمل داوود أوغلو قائلا: «وللأسف حساسيات المجتمع الدولي تكون في مواقع معينة وتجاه شرائح معينة فقط، أما بالنسبة لنا فلا يهم أن يكون يزيديا أو مسيحيا او شيعيا أو سنيا..لا فرق ابدا لأنه إنسان، نحن نعتبر كل من يأتي إلى بابنا هو ضيف الرحمن حسب تقاليدنا، وفي بيتنا الذي يقع في قرية نائية على قمة جبال طوروس، حيث ولدت أنا، كانت هناك غرفة كبيرة مفتوحة الباب دائما، يأوي إليها كل من يزور المنطقة أو يحتاج لشيء، وهي غرفة وقفية منذ ثلاثة أو أربعة قرون، ونحن نقدم فيها الطعام وكل ما يحتاجه المسافر حتى نفقات الطريق إلى المكان الذي يقصده، وكانت لدينا وثيقة موروثة من جدنا يكتب فيها أن «أي رجل من عائلة داوود أوغلو لا يقدم العون للناس فهو منبوذ»، والآن أصبحت رئيس وزراء تركيا وأصبحت مسؤولية البيت التركي لدي، فكيف أغلق بابي في وجه الضيف القادم لنا؟ كيف أدير ظهري لمن اتانا مستغيثا من كرب ألمّ به وأبقى جالسا مستريحا؟ كيف اسأل القادم إن كان عربيا أو تركيا أو كرديا؟ سنستقبل الناس مهما كانوا.. وحتى لو تجاوزت النفقات 4.5 مليار دولار، وسنقدم كل ما بوسعنا، لكن على كل العالم أن يرى ذلك، وعندما جاء المندوب السامي لمفوضية اللاجئين الدولية الى المخيمات لدينا قال انها رائعة».
وحينما سألته عن قرار قبول الطلبة السوريين للدراسة في الجامعات التركية دون امتحانات قبول رغم الشروط الصعبة التي توضع للطلبة الأتراك قال داوود أوغلو «هذا صحيح، دخول الجامعات في تركيا صعب جدا، ولكن عندما يتقدم السوريون يدخلون جامعاتنا، نخضع الاتراك لامتحان جامعات ولا ينطبق هذا على السوريين الذين يدخلون دون امتحان، واليوم وخلال لقائي مع رجال أعمال أتراك، أبلغتهم نيتنا منح إذن العمل للسوريين بشكل مؤقت لكي يتمكنوا من كسب رزقهم بالحلال، وتكون حياتهم أكثر تنظيما، وإن شاء الله عندما يعم السلام في سوريا يعودون لديارهم، ونأمل أن يدعوا لتركيا آنذاك، رجال الأعمال سألوني لماذا نسمح للسوريين بالعمل ونسبة البطالة في تركيا 9-10 في المائة، قلت لهم: نحن نؤمن بأن اليد التي تمتد لمساعدة المظلوم يبارك فيها الله تعالى، ونؤمن أن هناك حصة للمظلومين في مخصصات تنمية تركيا الاقتصادية، نحن ننحدر من ثقافة لا تنظر إلى كل شيء نظرة مادية، إن شاء الله تحل البركة على ميزانيتنا التي نجمعها بالضرائب بفضل ما نقدمه من مساعدات، ونعتقد أنه إذا حرمنا المظلومين من ميزانيتنا فإن الله سيمنع عنا البركة والخير في هذه الميزانية، ولذلك عندما جاء المهاجرون الى المدينة واستقبلهم الأنصار، لم تنقص أموال الأنصار، وبعد ذلك ظهر الكثير من الأغنياء في الأنصار، المهم هنا هو فتح الباب أمام المهاجرين».
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

أوغلو يدعو إلى حلف لنصرة المظلوم

التالي

أوغلو يحذر من التقسيم العرقي والطائفي

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share