أوغلو يحذر من التقسيم العرقي والطائفي

نشر المقال فى 29 أكتوبر 2014

في ذكرى مرور ما يقرب من مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو التي أبرمت في العام 1916 بين بريطانيا وفرنسا لتقسيم إرث الدولة العثمانية في المنطقة والذي نتج عنه تقسيم الدول العربية ودول المنطقة بالشكل الذي هي عليه الآن، حذر رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو بشدة من المخطط الذي تروج له وتسعى لتنفيذه بعض القوى الغربية من إعادة تقسيم المنطقة من جديد.
وقال أوغلو في الحوار المطول الذي أجريته معه في برنامجي «بلا حدود» في الأسبوع الماضي والذي أعتبره وثيقة في السياسة والفلسفة ونظام الحكم والأخلاق والإنسانية «في الحقيقة ان هناك خاصية في الشرق الأوسط قادمة من الثقافات العريقة فيه، وهي أنه لا توجد أي مدينة أو حي أو مكان يعتمد على عرق واحد، في كل مدينة لدينا.. سواء كانت اسطنبول أو بغداد أو القاهرة أو دمشق أو كانت القدس، كل هذه المدن هي خليط من الأعراق.. ولا تقتصر على عرقية واحدة، وهذا الأمر موجود في هذا القرن أو القرن الماضي أو الألفية الماضية، والقومية في الغرب ومساعي إقامة الدولة القومية فيها، أدت إلى تقسيم مدننا وبلادنا وجعل المناطق إما خاصة بالأتراك أو العرب أو الأكراد أو الإيرانيين، وفي الحقيقة أنه تمت تفرقة الثقافات المترابطة.. عن بعضها، مثلا جعلوا بعض المدن سنية وأخرى شيعية، وبعضها عربية، وبعضها تركية.. وبذلك تمت تفرقة الأقوام والشعوب التي عاشت مع بعضها طوال العصور، نحن نطمح لإعادة تشكيل وحماية منطقة الشرق الأوسط وفق تراثنا وحضاراتنا، وهذا هو مصدر ثرائنا، والغرب يفتقر إلى مثل هذه التقاليد المدنية العريقة، أما لدينا فكان هذا سائدا دائما، انظروا الى القاهرة..اليوم أنا أؤلف كتابا يتعلق بالقاهرة، وأنا كنت على وشك الانتهاء من كتابة الجزء الخاص بالقاهرة، والقاهرة تعود إلى عهد الفراعنة.. هنا أوقفته وقلت له «وهل تجد الوقت للتأليف والكتابة وعليك هذه المسؤوليات أجاب داوود أوغلو« نعم أنا أقوم بالكتابة خلال السفر وفي الطائرات، أؤلف كتابا حول المدن والحضارات أتناول فيه مدنا وحضارات كثيرة في العالم، وتناولت فيه أجزاء عن القاهرة واسطنبول والقدس، مثلا في القاهرة كيف تبرزون عرقاً معيناً أثر فيها، كم عرق أثر في القاهرة؟
عندما ذهبت الى القاهرة لأول مرة عندما كنت وزيرا، كتبت مقالا للأهرام، تحدثت فيه عن القاهرة في عام 1517، وفي برنامج تليفزيوني سألني مقدم مثقف.. كيف تجرؤ على تناول القاهرة في عام 1517 وهو العام الذي احتلت فيه القاهرة؟ فقلت إذا كان هذا التاريخ يرمز إلى الاحتلال بالنسبة لكم، فإنه يعني عدم بقاء أي سهم في القاهرة، فأنا عاشق للقاهرة وأحبها كثيرا، وقبل العثمانيين كان هناك المماليك، ولم يكونوا من القاهرة أو مصريين، وكان هناك الأيوبيون قبلهم وهم ليسوا مصريين ايضا، كان فيها الأكراد والأتراك والشركس، وكان قبلهم الفاطميون وأبناء طولون وهم أيضا ليسوا مصريين، والعباسيون كانوا قبلهم غير مصريين، والبيزنطيون كانوا في القاهرة وروما أيضا وهم ليسوا مصريين. وهذا يسري ايضا على بغداد واسطنبول ودمشق، إن تاريخنا متعدد الثقافات، وتاريخ التسامح..علينا أن نعيد إنشاء هذا التاريخ مجددا، وإذا وصفتم المدن بالمذهبية كأن تقول هذه مدينة سنية أو شيعية وتقول الموصل سنية والبصرة شيعية، عندها تسيئون لروح المدينة» هنا أخبرته بأن هذا أصبح واقعا فأجاب قائلا: «نعم وللأسف، وعلينا ان نعترض على ذلك جميعا، لا يجوز حصر أي مدينة في عرق واحد، لو تركنا الأمور لمسارها التاريخي يكون أفضل». نكمل غداً.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

أوغلو يقدم درساً في الإنسانية!

التالي

أوغلو يدعو لإعادة تشكيل المنطقة

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share