مسيرة انتقام من الجنرال الهزلي

نشر المقال فى 25 سبتمبر 2016

أصبح عبدالفتاح السيسي يقدم مادة فكاهية لبرامج الفكاهة والسخرية السياسية في معظم التليفزيونات العالمية كلما شارك في مؤتمر أو ظهر في خطاب، فالرجل الذي قاد انقلاباً دموياً ويظهر على رأس نظام استبدادي لا يتقن من أول يوم أطل فيه على الناس طالباً التفويض إلا صناعة الفشل، فإذا كان النجاح في عالم السياسة والأعمال والحياة اليومية حرفة لدى كثير من الناس، فإن الفشل أيضاً حرفة يتقنها الفاشلون وقد صدق، عليه قول الله: «أينما يوجهه لا يأت بخير» فالسيسي لم يأت بخير للمصريين أبداً، لأن الله سبحانه لا يمكن أن يصلح عمل الفاسدين.
وعد السيسي المصريين بأن مصر «هتكون أد الدنيا» فإذا به يقزمها ويجعلها أصغر ما في الدنيا، ووعد المصريين بالرخاء فوصل الأمر إلى أكل لحم الحمير وتفشي الأمراض من ري المزروعات بمياه المجاري في بلد النيل فأصبحت فضيحة مصر عالمية بعدما أعلنت عدة دول حظر استيراد الخضراوات والفواكه وحتى المأكولات المصرية بسبب الأمراض التي تسببها، فما بالك بالمصريين الذي اصبحوا يأكلون الأمراض ويشربون الأمراض على مدار الساعة؟
اجتمع له حلفاؤه وأنصاره في شرم الشيخ وبشر المصريين بأن عشرات المليارات في طريقها إلى مصر لتحقق النهضة الكبرى على يد الجنرال فانفض السامر ولم يقبض سوى الريح، ثم جمع حلفاءه مرة أخرى وأعلن عن العاصمة الجديدة أكبر وأحدث عاصمة في العالم وأقيم السامر ثم انفض على خدعة أخرى وفكرة فاشلة لا جذور لها ولا أساس، ثم أعلن عن قناة السويس الجديدة وفي هذه المرة ضحك على الشعب وسحب مدخرات الناس من البنوك، ثم بددها في مشروع فاشل أدى إلى تراجع دخل قناة السويس بشكل غير مسبوق، ثم قرر أن يفلس كل الشركات العاملة في مصر، فوضع اقتصاد البلاد كلها في يد حفنة الضباط الفاسدين وجعل الجيش الذي دوره أن يحمي البلاد هو التاجر الرئيسي في كل شيء من المكرونة إلى حليب الأطفال، ثم قام بفضيحة لم يقم بها حاكم على مدار التاريخ وهو أن يعرض نفسه للبيع غير أنه لم يجلب في سوق النخاسة سوى مائة دولار، أي أن قيمته أقل من قيمة أي جحش في سوق الحمير، وكل يوم فضيحة في مؤتمر أو خطاب أو قرار حتى أن الأمر تجاوز مرحلة الفشل إلى مرحلة العار والفضيحة حتى أصبح كل مصري يشعر بالخزي والعار أن يتمكن مثل المتغلب الجاهل أن يحكم أكبر دولة عربية، لكن لو تمعن الناس في الأمر لوجدوا أن ما يجري ليس عبثاً على الإطلاق، بل إن الله ينتقم من هذا الظالم بأن يجعله أضحوكة للدنيا وسخرية للناس وهو في أعلى منصب، فانتقام الله له أوجه وأشكال وصور ولعل هذا من أشكال انتقام الله منه حتى تأتي نهايته فيأخذه الله أخذ عزيز مقتدر ولا يفلته، وإن غداً لناظره قريب.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

عجز القوة لدى إسرائيل رغم الدعم الهائل

التالي

التدمير المروع للإنسانية في حلب

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share