التدمير المروع للإنسانية في حلب

نشر المقال فى 26 سبتمبر 2016

رغم حرب التدمير المنظمة ضد الشعب السوري منذ أكثر من خمس سنوات إلا أن ما يجري في حلب هذه الأيام يمثل قمة الإجرام ضد الإنسان في عصر يتشدق فيه أعداء الإنسانية بالإنسان وحقوقه، فالروس يمارسون أعلى مستوى في الإجرام ضد الإنسانية من خلال استخدامهم للأسلحة المحرمة دوليا، وعلى رأسها القنابل العنقودية، كما أنهم لا يكتفون بقصف الأسواق والتجمعات السكانية المدنية، بل يستهدفون كل ما يخدم البشر من محطات المياه والكهرباء وكل أسباب المعيشة، بحيث لا يجد الناس في النهاية أسباب الحياة التي يمكن أن تدفعهم للبقاء والمقاومة.
لقد اجتمعت قوى الشر الثلاث الروس والإيرانيون والعلويون في سوريا على الشعب السوري، وتواطأت معهم الولايات المتحدة والقوى الغربية، وصمت العرب والمسلمون دون أسباب مفهومة، مما مكن الروس من صناعة واحدة من أكبر الجرائم ضد الإنسانية في العصر الحديث، والغريب أن الروس على مدار التاريخ لاسيما التاريخ الحديث كدولة لا تراعي أبدا حرمة للدم الإنساني بل إن أبسط ما لديها هو أن تدمر الإنسان وتحاربه ولا تبقي له أثرا، لاسيما إذا كان هذا الإنسان مسلما، فجرائم روسيا ضد مسلمي آسيا الوسطي والتي أهيل الرماد على كثير من فظائعها لم ينساها أهل الشيشان والقفقاس وطشقند وقيرغيزيا وغيرها، بل إنهم يروونها لأبنائهم جيلا بعد جيل حتى يعلموا حجم ما تعرض له آباؤهم وأجدادهم بسبب الحفاظ على دينهم، وللأسف نسي بقية المسلمين أن عيون التراث لديهم من كتب الحديث والفقه والأصول وعلم الرجال وغيرها جاءت من علماء آسيا الوسطى التي سيطر عليها الروس بعد ذلك وساموا أهلها سوء العذاب حتى يردوهم عن دينهم، كما أن جرائم روسيا في أفغانستان على مدار ثلاثة عشر عاما من الاحتلال لا تزال قائمة حتى الآن، فقد استخدموا خلالها كل أنواع الأسلحة المحرمة وكانت أفغانستان مسرحا لتجريب أحدث الأسلحة السوفياتية، وقد أصبحت سوريا الآن، كما اعترف المجرم بوتن بنفسه، مجالا لتجريب كل أنواع الأسلحة الروسية الحديثة، وأن الجيش الروسي ليس بحاجة لمناورات فهو يقوم بتجربة أسلحته على أهداف حقيقية وعلى شعب استباح دماءه واستباح كل أسباب الحياة المتبقية له ليقضي عليها وليحول سوريا وأرضها إلى بلاد تستحيل الحياة فيها بعد ذلك، بسبب المخلفات التي تتركها الأسلحة المحرمة دوليا التي يستخدمها، فكل مخلفات هذه الأسلحة المحرمة حينما تهطل الأمطار تتسرب للتربة وللمياه الجوفية فتصبح كل التربة والمياه الجوفية مشبعة بالإشعاعات الضارة والمواد الكيماوية واليورانيوم وغيرها من محتويات الأسلحة والذخائر، فتؤدي إلى فساد الحياة وإلى أمراض فتاكة تدمر الحرث والنسل كما هي الحال في الفلوجة على سبيل المثال التي استخدم فيها الأميركان في معركة العام 2004 أسلحة مازال مفعولها يتفاعل يوما بعد يوم فيدمر حياة الناس هناك، ويخرج أجيالا مشوهة من البشر، إن ما يجري ليس مجرد جرائم حرب ولكنه تدمير منظم للحياة الإنسانية.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

مسيرة انتقام من الجنرال الهزلي

التالي

مسرحية كيري لافروف الدموية

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share