جرائم المليشيات الطائفية في الموصل

نشر المقال فى 15 نوفمبر 2016

تمتلىء صفحات التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو صورتها المليشيات الشيعية العراقية تفخر بجرائم الحرب التي ترتكبها ضد سنة العراق في الموصل، فمن طفل صغير يقومون بإطلاق الرصاص عليه ثم يضعونه تحت دبابة تسحق جثته إلى شخص أعزل يجتمع عليه العشرات ثم تفتح مجموعة منهم الرصاص عليه في مشهد من مشاهد الحقد الجماعي الأسود، إلى عشرات السنة يساقون بملابسهم البسيطة في طوابير طويلة في إذلال متعمد منحني الرؤوس والأجساد ليساقوا إلى مصير مجهول غالبا ما يكون مجزرة أومقبرة جماعية تكشفها الأيام أولا تكتشف على الاطلاق، هذا بعض ما يقومون بتصويره والتباهي به فما بالك بما لا يتم تصويره من جرائم وهو الأعم الغالب، هذا التباهي بتلك الجرائم الذي لا يقابل من أي دولة عربية أو إسلامية بأدني درجات الأنكار وهو الاحتجاج يدفعهم لمزيد من الجرائم ومزيد من سفك دماء السنة في العراق طالما أن أحدا لا يبالي، فالميليشيات الشيعية هي جزء ـ كما قال رئيس الحكومة العبادي ـ من النسيج العسكري العراقي الرسمي الذي ترعاه الدولة ومن ثم فإن هذه أصبحت جرائم دولة، ولأن الغرب هو الذي يرعى ما تقوم به هذه الدولة فإن هذه الجرائم تجري برعاية دولية ولا تجد أي نوع من أنواع الانكار طالما أن الضحايا من أهل السنة بل إن هذه الجرائم تجري برعاية أميركية حيث يوجد باعتراف رسمي من الولايات المتحدة أكثر من خمسة آلاف جندي أميركي يقدمون الدعم اللوجستي والعسكري للقوات التي تقوم باقتحام الموصل، ورغم أن وجوه رجال المليشيات واضحة في معظم الفيديوهات المصورة إلا أننا لم نسمع أن أحدا منهم قد تم إيقافه أو محاسبته ولعل هذا ما دفع الأكراد في الشمال أن يمارسوا جرائم من نوع آخر ولكنها أيضا جرائم حرب حسب العرف القانوني الدولي وثقتها منظمة هيومان رايتس ووتش في تقرير بثته يوم الأحد الماضي قالت فيه «إن القوات الكردية في العراق، البيشمركة، هدمت بشكل غير مشروع على مدى السنتين الماضيتين مساكن وقرى عربية في محافظتي كركوك ونينوى عراقيتين في مناطق طرد منها مسلحو ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية فيما قد يرقى إلى جريمة حرب» .
عشرات الآلاف من أهل السنة في العراق يعانون منذ سنوات من جرائم المليشيات دون أن ينجدهم أو يرفع عنهم الظلم أحد لذلك فإن المليشيات تجاوزت في جرائمها من مجرد الاعتقال والتعذيب إلى الطرد والتشريد والقتل الجماعي والفردي بل والمباهاة والتفاخر بالجرائم، ولم يقتصر الأمر علي المليشيات الشيعية وإنما أصبح البيشمركة هم الآخرون يمارسون جرائم التهجير والتطهير العرقي للعرب السنة تحديدا الذين أصبحوا بين مليشيات الشيعة في الجنوب والبيشمركة في الشمال حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت بينما باقي السنة يكتفون بالمشاهدة.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

ترانيم الثورة فى مصر

التالي

الصراع بين المخابرات الحربية و العامة على أجهزة الإعلام (1)

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share