ترانيم الثورة فى مصر

نشر المقال فى 14 نوفمبر 2016

«الشعب يريد إسقاط النظام» تلك الترنيمة التي كانت أيقونة للثورات العربية لاسيما في مصر، حسمت المطالب كلها حينما خرج المصريون يهتفون بها في يناير من العام 2011 ومازالوا يهتفون، ولدت معها عشرات الشعارات والترانيم والمطالب الأخرى من أهمها «عيش حرية عدالة اجتماعية» يسقط يسقط حكم العسكر» هذه الترانيم التي بقيت أما عشرات الترانيم الأخرى التي كانت ترتبط بمراحل معينة فلا نهاية لها، تذكرت كثيرا من هذه الترانيم الثورية التي كانت تولد في الميادين والشوارع والمسيرات فيرددها الناس دون أن يقول أحد أنا صاحبها وإنما كان الشعب كله يرددها فتحولت من صياغة فردية إلى مطالب شعبية.
تذكرت هذه الترانيم التي ولدت مع الثورة حينما انطلق الناس في شوارع مصر يوم الجمعة الماضي استجابة لما سمي بـ «ثورة الغلابة» وبغض النظر عن أي ملابسات ترتبط بالدعوة والداعين فقد كنت أتابع الذين أخرجهم الضجر من العيش وعدم الخوف من العسكر لأتعرف على ترانيم المرحلة الجديدة من الثورة لأن الثورة المصرية لم تخمد ولم ينتصر العسكر فالثورات تحتاج إلى سنوات وربما أجيال حتى تنجح وتقوم بإسقاط النظام بالفعل، لذلك فالثورة المصرية ماضية في طريقها وإذا كان الجيل الذي قام بها لم يتمكن من إسقاط النظام فسيأتي الجيل الذي سيسقط النظام ويكون أهلا للنصر.
خرجت تظاهرات 11/11 في معظم محافظات مصر وإن كانت الأعداد والزخم قليلا لكنها جاءت بترانيمها المرتبطة بالحدث وهو تفشي الغلاء وانهيار الجنيه المصري فكان من هتافاتها «ثورة الغلابة ضد الدبابة»، «ثورة حرية.. ضد الداخلية»، و«العيشة بقت مرة عايزينها دولة حرة»، «يادي الذل ويادي العار الأسعار بتولع نار»، «يا اللي خايف خايف ليه؟ بعد قوتك فاضل إيه» و«قوم يا مصري صح النوم.. رزقي ورزقك بق معدوم»، «غلوا السكر غلوا الزيت بيعتونا عفش البيت»، و«العيشة بقت مرة عايزينها دولة حرة».
ولدت هذه الترانيم من رحم المعاناة وميزت ما أطلق عليه ثورة الغلابة، لكن الناس لم ينسوا الترانيم والشعارات الثورية الأولى من الهتاف بإسقاط النظام بل طوروا بعضها وحددوه مثل الهتاف مباشرة ضد السيسي الذي خرج ربما نفس هؤلاء الناس ليهتفوا له حينما قام بانقلابه على خيار الشعب المصري «يسقط يسقط حكم السيسي» و«ارحل يا فاشل»، و«ارحل يا غراب خليتها خراب».
ما يميز الترانيم والشعارات الثورية أنها تتطاير في الهواء وتنتقل معه من مكان إلى آخر يمكن أن تولد ترنيمة في أسوان فتجدها في الإسكندرية خلال دقائق والعكس، الناس تتلقف الهتافات والترنيمات دون معرفة في أي مكان ولدت أو في أي تظاهرة أطلقت أو من الذي صنعها وأطلقها فتجد الشعب يهتف بهتافات واحدة لأن معاناته أصبحت كبيرة وشبه موحدة، تظاهرات الجمعة أكدت لدي شيئا واحدا أن الثورة المصرية مازالت حية وستظل حية حتى تسقط النظام.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

ترامب وصدمة الغرب

التالي

جرائم المليشيات الطائفية في الموصل

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share