فرنسا تختارمستقبلها السياسي

نشر المقال فى 27 نوفمبر 2016

سألت في باريس سائق التاكسي الذي كان ينصت باهتمام لبرنامج إذاعي عن الانتخابات التمهيدية لاختيار الجمهوريين لمرشحهم للانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا والتي تنحصر المنافسة فيها بين كل من رئيسي الوزراء السابقين فرانسوا فيون وآلان جوبيه والمقررة اليوم الاحد، سألته من المرشحين سوف يختار يوم الاحد فقال لي وهو يواصل إنصاته باهتمام لم احدد بعد، فقد اجبرت نتائج الجولة الأولى التي جرت يوم الاحد الماضي 20 نوفمبر الفرنسيين على ضرورة الاهتمام بما يجري اليوم، فقد كان الحديث كله يدور حول المنافسة بين كل من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الاسبق آلان جوبيه ونسي الجميع المرشحين الآخرين وعلى رأسهم فرانسوا فيون الذي فاجأ الجميع بحصوله علي المركز الاول بنسبة 44% بينما حصل جوبيه علي المركز الثاني بنسبة 28% وحل ساركوزي ثالثا وخرج من السباق ومن الحياة السياسية كلها بنسبة 21%، واعتبر المراقبون ان هذه النتيجة تشكل مفاجأة كبرى ليس من حيث خروج ساركوزي منها فحسب ولكن من حيث صعود نجم فرانسوا فيون الذي رشحته استطلاعات الرأي للخروج من الجولة الأولى أو يحل ثانيا على الاقل، لكن المفاجأة كانت فوز فيون بالمركز الاول، والمفاجأة الاكبر هو ان الفرنسيين كانهم عرفوا فيون للمرة الأولى من خلال تصريحاته العنصرية الحادة التي غلفت معظم خطاباته التي القاها بعد فوزه في الاسبوع الدعائي الذي يسبق الجولة الثانية التي من المقرر ان تجري اليوم الاحد، من بين الخطابات التي القاها فيون المعروف بتعصبه الديني ما ذكره في خطاب القاه يوم الثلاثاء الماضي 22 نوفمبر في مدينة ليون الفرنسية بين حشود من مؤيديه شن فيه هجوما علي الإسلام والمسلمين ومما قال فيه «لا بد ان نسمي الاشياء بأسمائها الإسلام المتطرف الآن بصدد تدمير جزء من مواطنينا المسلمين، هذا الإسلام المتطرف يتحدانا، إنه يتحدى قيمنا المشتركة لن اسمح له بذلك اريد رقابة صارمة علي العبادات الإسلامية طالما مازال الإسلام غريبا علي جمهوريتنا، اريد فورا حل كل التنظيمات المرتبطة بالتيار السلفي والمرتبطة ايضا بالاخوان المسلمين، كيف يمكن لمصر ان تقوم بحظر تنظيم الاخوان المسلمين وتسجله علي قائمة المنظمات الإرهابية بينما نقوم باستقبالهم بحفاوة في فرنسا، اريد توضيح علاقتنا مع الدول التي تحتضن رؤوس الإسلام المتطرف».
بهذا الاسلوب العنصري الكريه الذي تجاوز زعيمة اليمين المتطرف جان ماري لوبان تحدث فرانسوا فيون متخذا الكراهية للإسلام والمسلمين كبرنامج انتخابي يحصل به علي اصوات الفرنسيين، وقد سألت وزيرة الشؤون الخارجية وحقوق الإنسان الفرنسية السابقة راما ياد في حواري معها بلاحدود يوم الاربعاء الماضي عن هذا الخطاب فقالت إن الفرنسيين صدموا به وشغل الجميع بالمعركة بين ساركوزي وجوبيه فاستطاع فيون ان يقفز لذلك الكل يترقب اليوم خيارات الفرنسيين لان هناك شبه إجماع علي ان الذي سوف ينجح في الانتخابات التمهيدية اليوم هو الذي سيكون رئيس فرنسا القادم، إما فيون الذي سيقيم تحالفا مع ترامب وبوتن وإما جوبيه الذي سيواصل نهج اسلافه.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

نيكولا ساركوزي... إلى مزبلة التاريخ!

التالي
جوني عبده

جوني عبده (4) : عدم الثقة بالجيش والتوتر الطائفي وسباق التسلح وبدء شرارة الحرب الاهلية

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share