نيكولا ساركوزي… إلى مزبلة التاريخ!

نشر المقال فى 24 نوفمبر 2016

«حان الوقت لكي أعيش حياتي الشخصية بشغف» بهذه الكلمات أعلن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي اعتزاله السياسة بعد حياة مليئة بالانتهازية والعنصرية والكراهية، حيث حقق فشلاً ذريعاً يوم الأحد الماضي في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لاختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية وحل ساركوزي ثالثاً بعد كل من فرانسوا فيون رئيس الوزراء السابق الذي حصل على 44% من الأصوات وآلان جوبيه الذي حصل على 28 % من الأصوات بينما حل ساركوزي ثالثاً بـ21 % من الأصوات بعدما بنى حملته الدعائية على بث الكراهية ضد المسلمين والأقليات وخاطب الفرنسيين وهو ابن مهاجر يهودي مجري ليس له أي علاقة بالفرنسيين سوى أنه سطا عليهم فتحدث بعنصرية عن «الأجداد الغاليين» للفرنسيين، كما هاجم الأقليات واتهمها بالفساد حتى أن كثيراً من الفرنسيين اليمينيين رفضوا خطابه الأكثر عنصرية وتطرفاً منهم.
فساركوزي الذي تمكن من اعتلاء أكبر كرسي للسلطة في فرنسا متهم بالرشوة والفساد والبذخ والانتهازية السياسية وهو نموذج حقيقي للسياسي الجشع الذي يجمع كل أنواع الفساد، لذلك كانت شماتة وسائل الإعلام الفرنسية فيه كبيرة حينما حل ثالثاً فوصفت هزيمته بأنها «مذلة ومهينة» لاسيما أن ساركوزي كان يأمل أن يعود مرة أخرى للرئاسة رغم كل تجاوزاته، فهذا المرتشي لم يترك أحداً لم يأخذ منه حتى القذافي قدم له رشوة خمسة ملايين يورو لدعم حملته الانتخابية والصحف الفرنسية مليئة بفضائح ساركوزي وسيرته الذاتية تصلح أن تكون دليلاً للانتهازية السياسية المكيافيلية القذرة التي لا تراعي أي أخلاقيات في الحياة وقد سبق أن كتبت عدة مقالات عنه وهو في السلطة والصحف الفرنسية مليئة بملفات تتحدث عن فساده، مما يعني أن مكانه يجب أن يكون السجن وليس التفكير في العودة مرة أخرى لكرسي الرئاسة لكن الأنظمة السياسية في فرنسا شأنها شأن معظم الدول الغربية متصدعة ومليئة بالثغرات واللوبيات التي تدير كثيراً من الملفات وقضايا الفساد بشكل خاص لدى السياسيين الفرنسيين تحوي مجلدات كبيرة وكل يوم عن يوم تتسع والغريب أن الانتهازيين الذين يجيدون خطاب الناس حتى بالأكاذيب هم الذين يستطيعون إقناع الناخبين باختيارهم، ويشير المراقبون إلى أن ساركوزي وصل بداية للرئاسة بفضل الدعم الإسرائيلي الأميركي له، فهو يوصف بأنه أكثر سياسي فرنسي موال لإسرائيل وأميركا، ولعل هذا ما دفع اليمين والجمهوريين إلى التصويت بقوة لفرانسوا فيون بعدما كانت استطلاعات الرأي كلها تشير إلى أن ألان جوبيه هو الخيار المفضل للفرنسيين وهو الرئيس القادم، وهنا تحقق استطلاعات الرأي مرة أخرى هزيمة كبري بعد هزيمتها في الانتخابات الأميركية ومع ترقب الفرنسيين لما يمكن أن تسفر عنه الانتخابات النهائية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، فإن النتيجة التي حققها فيون في الجولة الأولي تجعله أكثر حظاً من جوبيه وهذا يعني أن فرنسا يمكن أن تسير في طريق آخر وتسلك سياسات أخرى ستتضح بجلاء يوم الأحد القادم 27 نوفمبر.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

لماذا يدعم الغرب حكم العسكر ؟

التالي

فرنسا تختارمستقبلها السياسي

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share