الإخوان..لم يأخذوا العبرة من تاريخهم ويحافظوا عليه !

نُشر المقال فى 10 مايو 2017

تألمت كثيرا وأنا أتابع محاكمة الرئيس المصري محمد مرسي وهو يتحدث عن عزله طيلة أربع سنوات عن أهله ومحاميه، كما تابعت كثيرا من المحاكمات الهزلية التي جرت وتجرى للإخوان، ومنها الحكم الأخير الذي صدر الاثنين الماضي 8 مايو 2017 على المرشد وبعض قيادات الجماعة بالسجن المؤبد، وأحكام مشددة أخرى بالأشغال الشاقة فيما عرف بقضية «خلية رابعة»، ولأن تاريخ المحاكمات مع الإخوان المسلمين ليس جديدا، وإنما تكرر ثلاث مرات وهذه هي الرابعة بعد سيطرة العسكر على السلطة عام 1952، فإن هذا يدعونا إلى العودة لبعض صفحات التاريخ وتصفح ما جرى للإخوان المسلمين على يد العسكر منذ العام 1954 لنجد أن ما يجرى اليوم حدث من قبل بنفس السيناريو والأحداث والتهم والمعاملة السيئة والعزل والقتل تحت التعذيب والأحكام الجائرة بالإعدام التي كان من أبرز من أعدم فيها الشهيد عبد القادر عودة، وقد تكرر الأمر مرة أخرى عام 1965 وكان من أبرز الذين أعدموا الشهيد سيد قطب، وقد صدرت عشرات الكتب التي روت عن المآسي التي وقعت للإخوان، وكذلك الجرائم التي ارتكبها العسكر بحق مصر وشعبها.
سبق أن تعرضت خلال العشرين عاما الماضية لهجمات منظمة على صفحات صحف الإخوان التي كانت تصدر ومن كتابهم بعد تسجيل «شاهد على العصر» مع كل من الأستاذ «يوسف ندا»، والأستاذ «فريد عبد الخالق»، عضو الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين، لأني فتحت ملفات أحداث العام 1954 التي يرفض كثير من الإخوان حتى الآن الخوض فيها أو فتحها أو حتى التعرف على ما حدث فيها لأنها تدين قيادة الجماعة آنذاك وترويجها لأدب المحنة بدلا من الاعتراف بالأخطاء والاعتبار بها، فالله خلق البشر ليقيموا دينه في الأرض لا ليقضوا حياتهم في السجون والمعتقلات بسبب جهلهم أو عجزهم أو مطامعهم أو انقيادهم دون محاسبة لقيادة عاجزة عن إدراك الواقع والتعامل مع متطلباته بينما تترك القيادة والريادة للفاسدين والظلام والمتغلبين.
يؤسفني القول إن كثيرا من قيادات الإخوان المسلمين لم يدرسوا تاريخهم ولم يعرفوه ولم يقفوا على أحداث العام 1954 تحديدا التي كانت هي الفيصل بين العسكر وشعب مصر حيث حول العسكر مصر وشعبها إلى دولة مستباحة وشعب مستضعف ينشرون بينه الجهل ويمارسون ضده الظلم، لقد تكرر سيناريو 2013 بنفس أخطاء سيناريو 1954 تماما وكما تعاونت قيادة الإخوان آنذاك مع عبدالناصر أو غضت الطرف عنه حينما قضى على الأحزاب والحياة السياسية فأكلوا يوم أكل الثور الأبيض تعاونت قيادة الإخوان التي تقبع الآن ظلما في السجون مع السيسي والعسكر، وكما رفض الأولون نصيحة بعض العقلاء رفضت قيادة الإخوان نصيحة كثير من العقلاء الذين طلبوا منهم ألا يضعوا أيديهم في يد العسكر وألا يكرروا أخطاء الماضي ولأن قيادة الإخوان لم تنصت لأحد ولم تدرك أن قصص القرآن وأحداث التاريخ إنما هي للعبرة والعظة والتعلم لاجتناب التكرار فدفعت مصر وشعبها بل والأمة كلها الثمن فهل يجد التاريخ من يعي أحداثه ويفهم مراميه أم أننا لن نسمع إلا ما نسمعه من شتائم ولوم كلما دعونا الإخوان للمراجعة وفهم أحداث التاريخ والاعتبار بصفحاته.

رابط المقال

Total
0
Shares
السابق

 من يقف وراء مذبحة العباسية؟

التالي

خدش رونق القضاء المصري

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share