معركة ترامب مع جهاز إف بي آي

نُشر المقال فى 15 مايو 2017

بمجرد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وصول العلاقة بينه وبين رئيس جهاز إف بي آي أقوى أجهزة الأمن الداخلي الأميركية جيمس كومي إلى مرحلة الطلاق البائن بإقالة ترامب له حتى ققزت إلى ذهني قصة أسطورة الجهاز ومؤسسة إدغار هوفر، الذي أسس الجهاز في 10 مايو 1924 وبقي رئيسا له حتى وفاته 2 مايو 1972 وكان في السابعة والسبعين من عمره، عاصر خلالها ثمانية رؤساء للولايات المتحدة هم فرانكلين روزفلت وهاري ترومان وداويت إيزنهاور وجون كينيدي وليندون جونسون وريتشارد نيكسون، وقد سطرت الأساطير حول إدجار هوفر لاسيما حول بقائه في منصبه حوالي نصف قرن ولم يقم أي رئيس باتخاذ قرار عزله أو إبعاده، ورغم أنه حقق نجاحات أمنية كبرى في علم كشف الجرائم كما أسس أكبر بنك في العالم للبصمات وساهم في القضاء على كثير من عصابات الجريمة وكشف شبكات التجسس إلا أن السر في بقائه طوال هذه المدة على رأس عمله بقي لغزا وإن كانت لجان تحقيق من الكونغرس أشارت في العام 1975 إلى أن الرجل كان يستغل منصبه لابتزاز حتى الرؤساء الأميركيين من خلال تسجيلات خاصة لهم أو لزوجاتهم حيث كان يقوم بزيارة كل رئيس جديد لتهنئته بالرئاسة ثم يضع تحت يديه ملفا لفضائحه وفضائح أقاربه مما يجعل له سطوة على أي رئيس وما كان يمارسه مع الرؤساء كان يمارسه مع كل طبقات المجتمع المخملية من أعضاء كونغرس وإعلاميين وغيرهم، وقد أصيب هوفر بجنون العظمة والقوة حتى وصف بأنه أقوى شخصية أميركية في القرن العشرين وقد كانت حياته مادة خصبة لكثير من الكتابات والأفلام الوثائقية والكتب والروايات، وفي العام 2011 قدم المخرج الأميركي كلينت ايستود شخصية إدجار هوفر في فيلم سينمائي مليء بالتفاصيل قام بأداء دور إدجار هوفر فيه بإتقان شديد ليوناردو دي كابريو وإن كان المخرج قد تعرض لانتقادات شديدة بسبب تأكيده شائعة أن هوفر كان شاذا رغم إنكار كثيرين ممن عملوا معه ذلك.
لذلك أدرك دونالد ترامب في ظل التحقيقات التي تجرى بشأن احتمال وجود علاقات محتملة بين فريق ترامب بالروس خلال الانتخابات الرئاسية خطورة الأمر لاسيما دور جهاز مكتب التحقيقات الفيدرالي وأن رئيسه جيمس كومي ربما يملك من الأدلة ما يمكن أن يطيح بترامب فقام ترامب بالاتصال به أكثر من مرة ثم أطاح به، ويبدو أن الحوار الذي دار بين جيمس كومي رئيس الجهاز وترامب كان خطيرا مما جعل ترامب يحذر كومي من تسريب أي تفاصيل للصحافة حول الحوار.
الأمر يبدو أنه لن يقف عند حد الإطاحة بكومي لاسيما وأن لجانا مختلفة في الكونغرس تجري تحقيقات في الأمر علاوة على مطالبات في الولايات المختلفة بإجراء تحقيقات في الأمر قد تؤدي في النهاية إلى فضيحة لن تقل دويا عن فضيحة ووترجيت التي أطاحت بالرئيس الأميركي نيكسون، «إف بي آي» في امتحان عسير هل ستبقي مؤسسة تحمي الأمن القومي الأميركي أم ستصبح جزءا من امبراطورية ترامب وتلزم الصمت خوفا من مصير جيمس كومي؟

رابط المقال

Total
0
Shares
السابق

تسليح الأكراد .. وإعادة رسم خرائط المنطقة

التالي

موقع العرب من حرب الفيروسات !

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share