اعتراف المحاصرين بالفشل

نشر المقال فى 25 يونيو 2017

قائمة المطالب التى أرسلتها دول الحصار لقطر بعد ضغوط وسخرية من وزارة الخارجية الأمريكية كشفت هشاشة وضحالة وسذاجة الدول المحاصرة ، فالمطالب لم ينقصها شيء سوي أن يطلبوا توكيلا من الدولة القطرية لتمثيل قطر فى المحافل الدولية والأقليمية وربما إدارة الدولة ، لن أخوض فى القائمة التى ستدخل التاريخ كواحدة من أكثر المطالب السياسية ضحالة وسذاجة وسفاهة ونذالة فى الخلافات السياسية بين الدول  ، ولكني سأقف عند مطلب واحد يتعلق بإغلاق شبكة الجزيرة وكل الوسائل الأعلامية القطرية التى تزعج المحاصرين لأن هذا الطلب يعطي دلالة علي الفشل الذريع الذي حققته هذه الدول فى مجال الأعلام ومنافسة قناة الجزيرة الذي أنفقوا عليه عشرات المليارات من الدولارات خلال العشرين عاما الماضية .

فمنذ أول يوم انطلقت فيه قناة الجزيرة الفضائية فى نوفمبر من العام 1997 أصيبت الدول الخليجية بشكل خاص والعربية الأستبدادية بشكل عام بالصدمة ، حيث فاجأتهم الجزيرة بشيئين لازالت تحافظ عليهما إلي الآن وهما سر نجاحها هما الحرية والمهنية ، فى البداية قاموا بممارسة الضغوط وسحب السفراء وقطع العلاقات وغيرها من الوسائل الأخري ولما فشلوا قرروا أن يدخلوا مجال السباق مع الجزيرة وكانت إمارة أبو ظبي هي أول من سعي لهذا الأمر وقد استخدموا سلاح المال لشراء بعض الصحفيين والأعلاميين من الجزيرة ذهب البعض بالفعل لكن التجربة بعدما أنفق عليها عشرات الملايين فشلت فشلا ذريعا وأغلقت  بدؤوا بعدها قناة إخبارية فى دبي وسعوا لنفس الطريق هو محاولة تفريغ غرفة أخبار الجزيرة من صحفييها المميزين فذهب البعض وراء المال لكن لم يذهب لهم شخص مميز واحد ، وحتى لو ذهب المميزون فالمال وحده لا يكفي مهما كان قدره ليقيم محطة تليفزيونية ناجحة ، وفشلت التجربة ثم أطلقوا قنوات أخري ودخلوا في شراكات مع قنوات أخري وكان الهدف من وراء كل هذا هو تحطيم قناة الجزيرة أو سحب البساط من تحت أقدام ريادتها أو سحب الأعلاميين المميزين العاملين فيها وأعتقد أنهم لم يتركوا أحدا لم يحاولوا معه أو يعرضوا عليه لكنهم فشلوا فشلا ذريعا وأعتقد أن حجم الأموال التى أنفقوها علي هذه المشاريع الأعلامية الفاشلة قد تخطي المليارات لاسيما وأنهم بعدما فشلوا فى مشروعاتهم المباشرة التى أطلقوها سعوا لشراء بعض المشروعات القائمة وعلي سبيل المثال فإن كل فضائيات نظام السيسي وكل الأعلاميين العاملين فيها وكذلك ملاكها من رجال الأعمال يذهبون بشكل منتظم إلي أبو ظبي حيث تعتبر الراعي الرسمي لكل هذه الفضائيات بكل ما فيها من أراجوزات لا يمتون لمهنة الأعلام بصلة ، بعد كل هذا يأتي علي رأس المطالب إغلاق شبكة الجزيرة ، وهذا يعني الفشل التام فى مواجهة الجزيرة طيلة عشرين عاما حيث بقيت الجزيرة وستبقي هي منارة الشعوب العربية الأعلامية وليست الشعوب العربية فحسب فالجزيرة الآن أصبحت أيقونة عالمية لأنها تبث بلغات كثيرة إلي معظم شعوب العالم وتمكنت أن تكون فى نسختها العالمية رسالة مهنية راقية  من العالم العربي إلي العالم ، لقد أعلنوا الفشل ولن ينالوا فى مطالبهم إلا الفشل والفضيحة علي رؤوس الأشهاد.

رابط المقال

Total
0
Shares
السابق

السياسة الأمريكية : فوضي أم توزيع أدوار؟

التالي
المنصف المرزوقي

المنصف المرزوقي ج 15 : عودة فلول نظام بن علي..وخلافاته مع حمادي الجبالي

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share