السياسة الأمريكية : فوضي أم توزيع أدوار؟

نشر المقال فى 22 يونيو 2017

تغير وجه المنطقة العربية بشكل عام ومنطقة الخليج بشكل خاص بعد الزيارة التى قام بها الرئيس الامريكي دونالد ترامب للسعودية وتوقيعه اتفاقيات قيمتها 460 مليار دولار تعتبر الأكبر فى تاريخ العلاقات الأمريكية السعودية  ، فبعد مغادرته بيومين فقط  فوجيء العالم بقرار الدول الخليجية الثلاث السعودية والأمارات والبحرين بإعلان الحصار البري والجوي والمقاطعة الكاملة لقطر وترقب الجميع الموقف الأمريكي من هذه الخطوة التى عبرت عن تفجر صراع قديم بين الدول الثلاث وقطر يزيد عمره عن عشرين عاما ، وذلك لمعرفة إن كان هناك تنسيق بين هذه الدول الثلاث والولايات المتحدة أم أنها قفزة فى الهواء لكن سرعان ما صدرت تصريحات عن كل من وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين ريك تلرسون وجيمس ماتيس تدعوان إلي الهدوء والبحث عن حل سلمي للأزمة بل زاد الأمر علي ذلك حينما وجه الناطق باسم القيادة الأمريكية الوسطي شكرا لقطر علي جهودها فى مكافحة الأرهاب كما صدرت عن  السفيرة الأمريكية في قطر تصريحات أكدت علي نفس المعاني وكانت هذه التصريحات كافية لتبديد المخاوف فى البداية  لكن لم يمض وقت طويل حتى أطل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتغريدة علي حسابه علي تويتر كشف فيها عن أنه يقر الخطوات التى اتخذت بل وكأنه أكد علي أن هذه الخطوات التى اتخذت ربما تكون” بداية نهاية الأرهاب ” ، هنا بدا أن الموقف الأمريكي إما متخبط بالفعل أو أنها سياسة توزيع أداور بين ترامب وإدارته ، لكن كل المسارات التى سارت فيها الأمور بعد ذلك لاسيما التصريحات بين ترامب ووزارتي الخارجية والدفاع أكدت أن هناك تخبط حقيقي فى الأدارة لاسيما بعدما صمت ترامب وأكدت عدة مصادر أن ترامب سوف يصمت ويترك إدارة الأزمة لوزارتي الخارجية والدفاع بعدما تدخل الناطق باسم البيت ألأبيض أكثر من مرة ليخفف من حدة تصريحات ترامب ودلالاتها جون جدوي ، هنا تغير كل شيء وبدا أن الضوء الأخضر الذي أخذته دول الحصار كان شخصيا من ترامب وأن الأدارة الأمريكية بمؤسساتها لم يكن لديها علم بذلك ، هنا بدأت الدول الثلاث تتخبط فى كلامها وتصريحاتها لاسيما بعدما الرفض الذي حصلت عليه فى كل المحافل الدولية للأجراءات التى قامت بها  ولم يستجب لها ويؤيدها فيها  إلا دول صغيرة لا تملك التأثير حتى علي قرارها ، ومع دخول الأزمة أسبوعها الثالث أعلنت قطر أنها ليس لديها أية مطالب واضحة من الدول التى أعلنت الحصار هنا أعلن كل من وزير الخارجية السعودي ووزير الدولة الأماراتي أن قائمة الشكاوي يتم إعدادها وكان هذا كفيلا بأن يفضح ويحرج ماقامت به الدول الثلاث ويدفع الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي 20 يونيو 2017 أن تعلن بوضوح عن اندهاشها لعدم تقديم الدول الثلاث قائمة بالشكاوي وأنه كلما طال الأنتظار فإن هذا  يدفع بالشكوك تجاه الأجراءات التى قامت بها تجاه قطر ،  كما أكدت الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية الأمريكي قد أجري عشرين مكالمة هاتفية بهدف حل الأزمة منذ بدايتها ، أصبح الآن واضحا أن الخارجية والدفاع هما الجهتان اللتان تديران الأزمة وأن دول الحصار فى حرج بالغ وربما تكشف الأيام القادمة مزيدا من التفاصيل .

Total
0
Shares
السابق

قوافل الإعدام في مصر

التالي

اعتراف المحاصرين بالفشل

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share