مستقبل أفغانستان وجذور الصراع بين المجاهدين الأفغان
كانت طائرات النظام العميل فى كابل تطاردنا وتغير علينا من آن لآخر، فيما كنت أسير خلف البروفيسيور برهان الدين رباني، وهو يصعد جبل أمان كوت العتيد، حيث كان يتفقد مواقع المجاهدين هناك بصحبة البروفيسيور عبد رب الرسول سياف …
أحمد منصور
يتحدث المؤلف في كتاب مستقبل أفغانستان وجذور الصراع بين المجاهدين الأفغان، وهو الكتاب الرابع فى سلسلة الحرب الأفغانية، عن المنحى الجديد الذي أخذه الصراع فى أفغانستان بعد سقوط النظام الشيوعي وإعلان قيام حكومة إسلامية فى إبريل 1992.
رغم اتفاق المجاهدون على الشكل المبدئي للدولة رفضها زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار، ما أدى للدخول فى صراع استمر سنوات طويلة.
يحاول الكاتب، والذي غطى فى السابق الحرب الأفغانية وألقى الضوء على بطولات الأفغان فى مواجهة العدوان السوفيتي الوحشي، تناول التطورات الجديدة فى الساحة الأفغانية بموضوعية بعيداً عن المعالجة العاطفية أو السطحية.
ينوه الكاتب فى مقدمة كتابه إلى أنه عايش أطراف الصراع، رباني وسياف وحكمتيار، سافر معهم وأكل وشرب، وكذا المئات غيرهم، لذلك يرى أن أي معالجة ستظل قاصرة، دون العودة إلى الماضي وجذور الصراع وإدراك أبعاده .
مشيراً إلى سياسات حكمتيار والتي أدت إلى حدوث انشقاقات كبيرة فى صفوف حزبه.
كما تحدث عن نشأة طالبان، وأهدافها وسيناريوهات المستقبل، ووضع تراجم لأهم 4 شخصيات فى الساحة الأفغانية، وهي: الرئيس رباني والقائد أحمد شاه مسعود، والبروفيسور سياف والمهندس حكمتيار.
فى كتابه يتحدث أحمد منصور عن اتفاق حكمتيار سراً في مارس 1990 مع شاه نوازتاناي وزير الدفاع في حكومة كابل ورئيس الجناح المتشدد في الحزب الشيوعي الأفغاني للانقلاب على الرئيس نجيب، مقابل تقاسمهما السلطة معاً !!.
لكن الانقلاب فشل، وقد سأل منصور حكمتيار حينها عن مواصفات الدولة التي كان سيؤسسها بالشراكة مع الشيوعيين، فقال حكومة إسلامية !! لكنه لم يضيع الفرصة وسأل تاناي عن شكل الحكومة، فقال حكومة مشتركة، فهل يعقل أن نعرض انفسنا للقتل ثم نسلم لغيرنا السلطة !!.
لكن بعد الحرب ظل حكمتيار يقصف كابل بالصواريخ ليل نهار بزعم وجود دوستم وميليشياته الأوزبكية في المدينة. الغريب أنه حينما أخرجهم مسعود منها، تحالف حكمتيار معهم !!.