تحت وابل النيران في أفغانستان

“إذا كنت حقاً جاداً فى صحبتي إلى حيث مواقع المجاهدين حول العاصمة كابل فعليك أن تعتبر نفسك من الآن فى عداد الشهداء “

نورالدين أحمد “أحد قادة المجاهدين”  فى حديثه مع الإعلامي أحمد منصور

صدر كتاب تحت وابل النيران فى أفغانستان، في 1992، في 244 صفحة، عن دار ابن حزم، ويتناول تغطية الحرب الأفغانية، وكشف مأسي الشعب الأفغاني، وبطولات المجاهدين، من خلال 20 رحلة قام بها المؤلف إلى الجبهات المختلفة خلال تغطيته الصحفية للحرب، وأهمها رحلته إلى كابل شتاء 1989، 1990، بعد ما يقارب العام على إعلان السوفييت خروجهم من أفغانستان.

تحت وابل النيران فى أفغانستان
تحت وابل النيران فى أفغانستان

وقد سعى الإعلامي أحمد منصور من وراء كتابه تحت وابل النيران فى أفغانستان، إلى سد النقص فى المكتبة العربية فى المعلومات حول هذا البلد الضارب في جذور التاريخ.

 وقد آثر الكاتب فى مؤلفه البعد عن التحليل والعرض السياسي، ووضع جل اهتمامه فى التوصيف ونقل الصورة  وتناول الحديث عن :

المجاهدين الأفغان ومعيشتهم وأسلوب حياتهم، وجهاده

المناطق المحررة والمناطق التي كانت لاتزال تحت الاحتلال، مشتعلة بالمعارك، لاسيما حول كابل.

بخلاف وصية القائد نور الدين أحمد، عن صعوبة الرحلة وتضاؤل فرص النجاة، غرق المؤلف عدة أيام فى التفكير المتواصل فالشتاء على الأبواب وشتاء أفغانستان لا يعرفه إلا من ذاق برده..

وفكر ملياً فى البقاء للصيف، لكنه سرعان ما بدأ الاستعداد للرحيل ..

فى بداية الرحلة ودع أحمد منصور زوجته وطفلته الرضيعه، وبدأ الاستعداد للتحرك.

يروي الكاتب لقائه بأمير الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار، فى الطريق إلى جاجي على الحدود الأفغانية، ومن ضمن التجارب التي مر بها المؤلف يذكر نجاته من الموت المحقق فى سردار،  حينما سقطت ثلاث صواريخ من طراز موشاك أطلقها الشيوعيون بالقرب من المنزل الذي يقيم فيه، والذي بدأ يهتز وتتهاوى جدرانه، وتتساقط أجزاء من سقفه.

ومن بين القصص الإنسانية يحكي أحمد منصور عن الطفلة سلمى 6 سنوات، والتي رأها تجلس متكومة من البرد خلف جدار  لتحتمي من القصف، بعد أن استمعت لصوت صاروخ وأدركت أنه سيسقط فى الجوار، ويذكر وصيتها له.

كما روى منصور معاناته مع قافلة الجرحى أثناء عودته من الطريق الذي سلكه ذهاباً.

وختم كتابه بالقائه النظرة الأخيرة، على الطريق المؤدي إلى كابل والحكمة التي خرج بها من عشرات الرحلات إلى أفغانستان: ” الطريق إلى فتح كابل يمر عبر بوابة واحدة، هي وحدة المجاهدين “.

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share