جرائم أمريكا فى العراق

” أردت أن ألفت أنظار العالم كله إلي فظاعة الجرائم المرتكبة ضد الشعب العراقي ، أردت أن أتصالح مع نفسي فقد بقيت فى العراق منذ بداية الحرب عام 2003 ، .. ذهبت إلي العراق بإحساس جندي ذاهب للقيام بواجب مساعدة العراقيين ، لكنني اكتشفت بشاعة الحرب حين رأيت بأم عيني طريقة القتل ضد الأبرياء ، وأننا هناك فى العراق للدفاع عن البترول “

جيمي ماسي ” جندي مارينز أمريكي”

يوثق المؤلف في هذا الكتاب بعض جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الأمريكية في العراق منذ الهجوم عليه واحتلاله في شهر مارس عام 2003 ، من خلال الروايات والاعترافات التي قدمها الجنود الأمريكيون أنفسهم عما قاموا بارتكابه من جرائم بحق العراق وشعبه، ما أدى إلى مقتل ما بين نصف مليون إلى مليون عراقي، بحسب بعض المصادر.

قراءة الكتاب تحميل الكتاب
جرائم أمريكا فى العراق
كتاب جرائم أمريكا فى العراق

صدر كتاب “جرائم أمريكا فى العراق ” عن دار الشروق فى 1 يناير 2009.

وبحسب بعض المصادر أسفرت الحرب التي شنتها القوات الأمريكية في العراق منذ الهجوم عليه واحتلاله في شهر مارس عام 2003 ، عن مقتل ما بين نصف مليون إلى مليون عراقي، .

توثيق بعض الجرائم وكيفية ارتكابها يعكس جانباً من همجية الجيش الأمريكي وطبيعة جرائم القتل والسلوكيات التي مارسها الجنود في القيام بهذه الجرائم.

أحمد منصور

جرائم أمريكا فى العراق

ويوضح الكاتب أن كل قتيل من هؤلاء له قصة، وعليه فمن المستحيل توثيق عمليات قتل الجميع، لكن توثيق بعض الجرائم وكيفية ارتكابها يعكس جانباً من همجية الجيش الأمريكي وطبيعة جرائم القتل والسلوكيات التي مارسها الجنود في القيام بهذه الجرائم. كما قدم المؤلف ووثق روايات بعض العراقيين لما حدث لهم على أيدي الجنود الأمريكيين.

يرصد الإعلامي أحمد منصور فى بداية كتابه جرائم القتل، واستخدام اليورانيوم في الحرب، ثم جرائم سجن “أبو غريب” ، ودور الإسرائيلين الذي نقلوا خبراتهم في التعامل مع الفلسطينيين للأمريكين، ثم قدم مآساة أم عراقية وابنتها كصورة لملايين الأمهات العراقيات بعد ذلك قدم قصص نهب أموال ونفط العراق بشكل منظم على يد قوات الاحتلال وتحت رعايتها.

جيمي ماسي

ينوه المؤلف فى مقدمة كتابه إلى كتاب ” أقتل !.. أقتل ! .. أقتل .. جرائم الحرب فى العراق ” الذي أصدره جيمي ماسي الجندي الأمريكي السابق في قوات المارينز الأمريكية والذي خدم فى العراق .
موضحاً أن ماسي لم يجد دارا للنشر فى الولايات المتحدة تقبل بنشر الكتاب الذي حوي كثيراً من الأعترافات بالجرائم التى يرتكبها الجنود الأمريكيون فى العراق فقام بنشر الكتاب عن دار ” بناما ” الفرنسية فى 13 أكتوبر 2005 .

“ذهبت إلي العراق بإحساس جندي ذاهب للقيام بواجب مساعدة العراقيين ، لكنني اكتشفت بشاعة الحرب حين رأيت بأم عيني طريقة القتل ضد الأبرياء ، وأننا هناك فى العراق للدفاع عن البترول”

جيمي ماسي

و كشف ماسي في حوار أجرته معه مجلة ” لومانيته ” الفرنسية ونقلته مجلة ” المجتمع ” الكويتية فى 3 ديسمبر 2005 عن سبب انقلابه رأسا علي عقب بعد مشاركته فى حرب العراق ، وقيامه بكتابة هذا الكتاب الذي وصف بأنه ” الكتاب الصدمة ” وقال : ” أردت أن ألفت أنظار العالم كله إلي فظاعة الجرائم المرتكبة ضد الشعب العراقي ، أردت أن أتصالح مع نفسي فقد بقيت فى العراق منذ بداية الحرب عام 2003 ، .. ذهبت إلي العراق بإحساس جندي ذاهب للقيام بواجب مساعدة العراقيين ، لكنني اكتشفت بشاعة الحرب حين رأيت بأم عيني طريقة القتل ضد الأبرياء ، وأننا هناك فى العراق للدفاع عن البترول ” .

وبحسب بعض ما جاء فى الكتاب فقد قام ميسي على حد قوله شخصيا ووحدته التى كان يقودها بقتل عشرات المدنيين الأبرياء وغير المسلحين فقط لشعورهم بأنهم مهددون من قبلهم : ” لقد قتلنا ثلاثين مدنيا خلال ستة أسابيع لذلك شعرت أننا نقوم بعملية تطهير وإبادة للشعب العراقي .. المدنيون الجرجي كانوا يقذفون فى الشوارع وكنا نترك جثثهم بعد أن نقوم بنهبها ، لقد نسينا لمذا شنت هذه الحرب فى الواقع ” .

يقول ماسي الذي كان مسئولا عن عن فصيل من المارينز يقوم على تشغيل رشاشات وصورايخ مضادة للدبابات خلال اجتياح بغداد فى اعترافات متناثرة فى الكتاب : ” مهمتي كانت دخول بعض المناطق فى المدن وتأمين الطرقات ، كانت هناك أحداث كثيرة ، ولكن كان هناك حادث واحد دفعني فى الحقيقة إلي النقيض : شاهدنا سيارات عراقية تقل المدنيين ، حسب التقارير الأستخباراتية التى تسلمناها ، كانت السيارات مليئة بالقنابل والإنتحاريين ، كانت السيارات قادمة باتجاه حاجزنا ، قمنا بإطلاق طلقات تحذيرية ، لكن لم تبطي من سرعتها ، وعندئذ قمنا بإطلاق النارعلي السيارات وإشعالها وقتل من فيها ، أحد الأشخاص جاء نحوي وهو يصرخ لماذا قتلت أخي ؟ نحن مدنيون ولم نفعل أي شيء وليس معنا شيء ، شعرت وكأن طنا من الحجارة قد سقط فوق رأسي .. بعد ذلك فقط تبين لي أن ماحدث لم يكن سوي يوما عاديا نمطيا حيث كنا كل يوم نواصل قتل المدنيين ونلقي بجثثهم في المستنقعات ثم نواصل سيرنا كالمتعاد ” .

” العراقيون شاهدونا ونحن نقوم بسلب المقتولين طوال الوقت كنا نركل الجثث ونغرس السجائر فى أفواههم ،

جيمي ماسي

ويتحدث ميسي عن عمليات السلب التى يقوم بها الجنود الأمريكيون للعراقيين فيقول ” العراقيون شاهدونا ونحن نقوم بسلب المقتولين طوال الوقت كنا نركل الجثث ونغرس السجائر فى أفواههم ، كما شاهدت سيارات عسكرية تسير فوق الجثث ، لقد كانت مهمتنا أن نقوم بتفتيش جيوب القتلي للبحث عن معلومات استخباراتية لكننا كنا نسرق طوال الوقت ، نسرق السلاسل الذهبية والساعات والمحافظ المليئة بالمال ، وقد قلت لقائدي إننا نقوم بعملية إبادة عرقية ، فنعتني بـ “الضعيف ” و” الجبان ” وسرعان ما بدأت تلاحقني الشتائم بعدها وتصفني بـ ” الخانع ” ” المستنكف ضميريا ” ضعيف الشخصية ” فيما حاول الأطباء العسكريون التأكيد علي أني علي أني ” مصاب بصدمة نفسية تحول بيني وبين القيام بواجبي ” ويضيف ميسي ” لقد كانت الأوامر الآتية من الأدارة العليا واضحة وصارمة : إطلاق النار على كل من يتحرك ، والحال أن ذلك كان يعني إبادة الأطفال والنساء والشيوخ بغير ذنب … ” .

جرائم حرب

ميسي وصف فى كتابه وفي مقابلته مع مجلة ” لومانيته ” الفرنسية أن ماقام به الأمريكيون فى العراق لم يكن سوي جرائم حرب وقال : ” إنه التعبير الذي يجب استعماله ، هي جرائم حرب ، لقد تلقينا تقريرا وصل من الأستخبارات العسكرية يقول : إن كل العراقيين إرهابيون ، حين اطلعنا على ذلك التقرير ، صار العديد منا فى حالة عصبية وتوتر ، فصاروا يطلقون النار علي كل من يتحرك ، إنها جرائم حرب ، لأن الذين قتلناهم لم يكن أحد منهم يحمل السلاح ، كان بعضهم من الشيوخ و الأطفال والنساء والمرضي والعاجزين عن الحركة ، لقد كانت إبادات جماعية حقيقة مروعة ضدهم ..” وأكد ميسي علي أن الجنود الأمريكيين كانوا يستمتعون وهم يقومون بعمليات القتل بل كانوا يطلقون النكات الجنسية وهم يمارسون القتل ويضحكون .

اعترافات ماسي بحسب المؤلف لم تكن الدليل الوحيد على أن جرائم القتل والسلب ولا النهب التى قام الجيش الأمريكي بارتكابها فى العراق كانت منهجية ، وبدأت من أول يوم لاحتلال العراق بل إن هناك عشرات التقارير التى نقلتها المصادر الأخبارية المختلفة والتى تؤكد أن ماسي لم يكن يروي سوي جانبا من الحقيقة .

بعد كل هذه الروايات يؤكد الإعلامي أحمد منصور أن ما قدمه فى الكتاب ليس سوى محاولة للتوثيق للقليل من الجرائم الأمريكية، لكنها ستصف للقراء الكثير من المشاهد التي ربما لم يسمعوا عنها من قبل.

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share