أحمد منصور
// للمرة الأولي تتحول التصريحات والتصريحات المضادة بين الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة خلال انتخابات التجديد النصفي للكونجرس وحكام الولايات إلي حرب كلامية طاحنة غير مسبوقة .
مما جعل بعض المراقبين يعلنون عن تخوفهم من أن يقود هذا الوضع المضطرب إلي حرب أهلية ، ومع استبعاد آخرين لهذا الخيار في هذه المرحلة فإن التأمل في التصريحات التي وصلت إلي حد وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لرئيسة مجلس النواب الأمريكي ناسي بيلوسي بأنها “حيوانة” ، وتهديد الجمهوريين بأنهم إذا حصلوا علي الأغلبية فإنهم سوف يطيحون بالرئيس الديمقراطي جو بايدن ، يمكن أن يعكس الخطورة التي وصل إليها الوضع .
وتكمُن خطورة هذه الانتخابات في تأثيرها الكبير المتوقع علي الانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تُجري في العام 2024 ، والتي يُتوقع أن يُعلن الرئيس السابق دونالد ترامب خلال أيام عن ترشحه فيها عن الجمهوريين .
ويعتبر بايدن هو الرئيس الأكبر سناً في تاريخ الولايات المتحدة حيث يبلغ عمره ثمانون عاماً وهو ما يعني صعوبة ترشيحه لولاية أخري من قبل الديمقراطيين
كما أنها تأتي في ظل حالة من الاستقطاب والانقسام السياسي الداخلي ، وهي حالة غير مسبوقة -أيضاً- في المجتمع الأمريكي ، مع أداء هزيل للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن وظهوره شبه اليومي وهو تائه بعد القاء خطاباته أو أثناءها، حتي أصبح مثار تندر ليس داخل الولايات المتحدة ولكن في العالم أجمع .
ويعتبر بايدن هو الرئيس الأكبر سناً في تاريخ الولايات المتحدة حيث يبلغ عمره ثمانون عاماً وهو ما يعني صعوبة ترشيحه لولاية أخري من قبل الديمقراطيين ، ولعل تصدّره مع ترامب للمشهد يعكس شيخوخة الحزبين والعجز عن إنتاج قادة وسياسيين جُدد أصغر سناً في الولايات المتحدة .
الحديث عن اندلاع حرب أهلية في الولايات المتحدة لم يعد مجرد توهم أو إشاعات
أما الخوف الأكبر فهو يكمُن في إمكانية أن يرفض بعض المرشحين نتائج الانتخابات ويتهموا القائمين عليها بالتزوير ، كما أن التدخل الخارجي واختراق توجهات الناخبين كما حدث في انتخابات سابقة من شركات الدعاية أو الاستخبارات الروسية أو الصينية يمكن أن يُلقي بظلاله علي مجتمع مسلح به عشرات الجماعات اليمينية المتطرفة التي تنتظر شرارة البداية ، لاسيما في ظل تنامي ظاهرة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين .
الحديث عن اندلاع حرب أهلية في الولايات المتحدة لم يعُد مجرد توهم أو إشاعات بل إن نصف الأمريكيين حسب استطلاعات رأي نشرتها مصادر أمريكية عديدة وأكدت عليها الجارديان البريطانية في تقرير أخيرٍ لها أصبحوا يتوقعون اندلاع حرب أهلية في بلادهم .
لقد كانت البداية في اقتحام الكونجرس من قبل أنصار ترامب ، كما أن الاعتداء علي زوج رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي قبل أيام ليس حدثاً عارضاً ، و كذا تهديد أنصار ترامب بأن توجيه أي تهم إليه لن يمر مرور الكرام ! كل هذه الأجواء تلقي بظلالها علي الانتخابات ونتائجها ، تلك الانتخابات التي تعتبر بحق واحدة من أهم الانتخابات التي تجري في الولايات المتحدة ، فما الذي تخبئه نتائجها ؟