المتورطون في محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا، يستعرضهم أحمد منصور مع د.حسن الترابي، الزعيم والمفكر السوداني في حوارهما في برنامج شاهد على العصر، الذي جرى تسجيله في أكتوبر 2010، وبثه في منتصف 2016.
وفجًر الترابي في الحوار العديد من المفاجآت، إذ أعلن أنه لم يكن على علم بعملية الاغتيال، رغم تمويل حركته لها بنحو مليون دولار.
كما كشف أسماء المتورطين في محاولة الاغتيال وعلى رأسهم علي عثمان محمد طه نائب الأمين العام ” للجبهة الإسلامية القومية” ونائب الرئيس السوداني، وجهاز الأمن العام الذي كان يترأسه نافع علي نافع.، ودوافع محاولة الاغتيال، ورأيه في فكرة الاغتيالات عموماً، والمعلومات التي حصل عليها من الأمريكيين عن كواليس العملية، وأسباب اتهام مبارك له بالوقوف وراء محاولة اغتياله؟
وتعدّدت محاولات اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، لكن تظل محاولة اغتيال مبارك، أثناء انتقاله من المطار إلى العاصمة أديس أبابا، لحضور مؤتمر القمة الإفريقي يوم 26 يونيو 1995، هي الأكثر شهرة وأهمية، بل والأعظم أثراً.
فمحاولة التخفيف من تبعات العملية وآثارها، انتهت إلى اعتقال جهاز المخابرات السوداني الكثير من الإسلاميين الأجانب، وتسليم بعضهم لبلدانهم، وطرد آخرين، أبرزهم أسامه بن لادن.
وفي الثالث من نوفمبر 1997 أصدر الرئيس الأمريكي بيل كلينتون قرارا بفرض عقوبات مالية وتجارية قاسية على السودان.
أيضاً فكثير من المراقبين أجمعوا على أن تلك الحادثة غيَّرت من بوصلة القاهرة بعيداً عن القارة السمراء، ما مهد الطريق لإثيوبيا لبناء سد النهضة.
.
مقتطفات من حوار حسن الترابي عن محاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا
كشف زعيم ومؤسس الحركة الإسلامية في السودان الدكتور الراحل حسن الترابي عن أسماء المتورطين في محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك يوم 26 يونيو/حزيران 1995 في أديس أبابا، وأكد أنه لم يكن هو والرئيس السوداني عمر البشير يشاركان بالأمر.
علمه بمحاولة اغتيال مبارك
وأكد الترابي -في شهادته- لبرنامج “شاهد على العصر”- أنه علم بمحاولة اغتيال مبارك في نفس اليوم الذي أخفقت فيه، حيث أخبره “بشكل مباشر” علي عثمان محمد طه نائب الأمين العام “للجبهة الإسلامية القومية” التي كان يتزعمها -الترابي- عن تورطه في العملية مع جهاز الأمن العام الذي كان برئاسة نافع علي نافع.
تورط علي عثمان محمد طه
وقال الترابي إن الترتيبات التي قام بها علي عثمان محمد طه رفقة علي نافع أخفيت عنه وعن الرئيس السوداني، وإن اجتماعا خاصا عقد للنظر في المسألة، حضره الرئيس ومدير الأمن وآخرون واقترح خلاله علي عثمان محمد طه أن يتم التخلص من مصرييْن عادا إلى السودان بعد مشاركتهما في محاولة اغتيال مبارك.
غير أن الترابي -بحسب قوله- اعترض بشدة على هذا الاقتراح، ليقرر المجتمعون في الأخير العدول عن فكرة القتل.
الجبهة الإسلامية القومية
وكشف الترابي أيضا أن تمويل العملية تم بمبلغ مالي أخذه علي عثمان محمد طه سرا من الجبهة الإسلامية القومية (أكثر من مليون دولار).
وبحسب الترابي، الذي اتهمه المصريون بالتورط في محاولة اغتيال مبارك، فقد جاءه في البداية أشخاص من حركات إسلامية قال إنها كانت من بلد (رفض ذكر اسمه) ليس بعيدا جدا عن مصر، وطلبوا منه تسهيلات في عملية اغتيال مبارك، وقالوا: “رئيسنا سيذهب إلى القمة الأفريقية في أديسا أبابا ونريد أن نقضي عليه”.
رفض مبدأ الاغتيالات
وأضاف أنه رفض الأمر وأقنعهم بضرورة العدول عن الفكرة وقالت: “قلت لهم حتى لو نجحتم.. هل تشفون غيظكم الشخصي على شخص؟.. لو نجحتم سيقتل منكم المئات وتسد المساجد في بلادكم، ويضرب الإسلام عشرات السنين للوراء”.
ولفت الترابي إلى إنهم اقتنعوا بنصيحته. كما أكد أنه حدث وقتها نائبه ورئيس الدولة بأمر هؤلاء الأشخاص الذين أتوا إليه طلبا للتسهيلات، وأنه صدهم بحجة أن الاغتيالات لا تجدي.