يسلط أحمد منصور الضوء مع الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ في حلقات برنامج شاهد على العصر التي جرى بثها بين شهري مارس ويوليو 2001، على مسلسل الانقلابات العسكرية في سوريا.
وعُين الحافظ ( 1921-2009) على إثر انقلاب 8 مارس عام 63، رئيساً للأركان، ووزيراً للدفاع بالوكالة، وانتخب رئيساً لسوريا بين 27يوليو 1963و 23 فبراير 1966، قبل أن يسقط بانقلاب دموي.
يصف المؤرخون فترة رئاسته لسوريا بأنها من أخطر الفترات وأهمها، وشهدت رئاسته قضية الجاسوس الإسرائيلي الشهير (إيلي كوهين) ومذبحة حماة الأولى في إبريل عام 1964م.
يتناول أمين الحافظ في الحوار :علاقة جمال عبد الناصر بالبعثيين، وقصة مهزلة الوحدة بين مصر وسوريا، والمسؤول عن الانفصال، وانقلاب الناصريين في 1963 وتمكنه من إجهاضه، وخلافاته مع جمال عبد الناصر بعد توليه الحكم، وبدايات الخلافات الطائفية في الجيش، وتصفية الضباط السنة لصالح العلويين والدروز، ومسؤوليته عن مذبحة حماة الأولى، وعلاقته بالجاسوس إيلي كوهين، والصراع بين القيادة القطرية والقيادة القومية لحزب البعث، وأسباب ونتائج انقلاب فبراير 1966، وهيمنة العلويين على الحكم في سوريا، ومسؤولية حافظ الأسد عن هزيمة 1967، وسقوط الجولان.
كان نظام بشار الأسد في سوريا، قد سقط في فجر الثامن من ديسمبر عام 2024، بعد هروبه المفاجئ إلى روسيا، وفُتح سجن صيدنايا الشهير وغيره من السجون، بعد 11 يوماً فقط من القتال بين جيش النظام، وإدارة العمليات العسكرية، إيذانا بانتهاء حقبة الحكم النصيري الطائفي المستمرة منذ العام 1970 .
ففي الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء 27 نوفمبر2024، بدأت قوات المعارضة السورية حملة “ردع العدوان”، وسحقت في طريقها جيش النظام بداية من ريفي حلب وإدلب، وقاعدة الفوج 46، قبل الاستيلاء على الطريق m5، ثم حلب، ثم حماة، التي كان تحريرها بمثابة شهادة وفاة مبكرة للنظام، ما سهل تحرير حمص و دخول دمشق.
و تعتبر دمشق تاريخياً محطة أول انقلاب عسكري عربي، قاده حسني الزعيم في 30 مارس عام 1949، كما كانت فاتحة انقلابات عسكرية ضربت المنطقة العربية برمتها، بما فيها سوريا أيضاً، إذا لم يمكث الزعيم في الحكم سوى 5 أشهر فقط، وقتل في انقلاب آخر قاده سامي الحناوي، في أغسطس من نفس العام، فيما شهدت البلاد بين عامي 1949 و1971 م 11 انقلابا انتهت بالحكم النصيري الطائفي الذي أسسه حافظ الأسد
أمين الحافظ
ولد الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ في حي (البياضة) أحد الأحياء القديمة في مدينة (حلب) عام 1921م، حيث كانت تخضع سوريا آنذاك للانتداب الفرنسي.
بدأ نشاطه السياسي في وقت مبكر، حيث شارك عام 1963 في مظاهرة حاشدة ضد الفرنسيين، اعتقل على إثرها وحكم عليه مع بعض رفاقه بالسجن، حيث قضى به عدة أسابيع، سعى مراراً للالتحاق بالكلية العسكرية إلا أنه لم يتمكن من دخولها إلا بعد خروج الفرنسيين من سوريا عام 1946م.
تخرج من الكلية العسكرية وشارك في حرب العام 48، كان أول من استجاب لدعوة مصطفى حمدون للانقلاب على أديب الشيشكلي عام 54، وكان أبرز الضباط الذين مهدوا لقيام الوحدة بين مصر وسوريا عام 58.
أقام في مصر عدة أشهر أثناء الوحدة حيث عمل مدرباً في كلية أركان الحرب عام 61.
أوفد بعد ذلك في بعثة عسكرية إلى الاتحاد السوفيتي، وبقي هناك حتى وقوع الانفصال بين مصر وسوريا في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 61، حيث عاد من بعثته الدراسية إلى دمشق وعمل مع رفاقه من البعثيين والوحدويين لضرب الانفصال، فأبعدته حكومة الانفصال إلى الأرجنتين ملحقاً عسكرياً، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعين فيها سوريا ملحقاً عسكرياً في الأرجنتين، حيث بقي هناك خمسة عشر شهراً، استدعى بعدها للعودة إلى سوريا إثر انقلاب الثامن من مارس عام 63، حيث عين عضواً بمجلس قيادة الثورة ووزيراً للداخلية.
في العاشر من يوليو/ تموز عام 63 رفع إلى رتبة لواء، وأصبح رئيساً للأركان العامة للجيش والقوات المسلحة ووزيراً للدفاع بالوكالة.
قام بدور بارز في القضاء على محاولة الناصريين القيام بانقلاب في الثامن عشر من يوليو/تموز عام 63.
انتخب رئيساً لسوريا بعد استقالة لؤي الأتاسي وبقي في منصبه في الفترة من السابع والعشرين من يوليو/ تموز عام 63 وحتى الثالث والعشرين من فبراير/شباط عام 66 حيث أنهيت فترة حكمه بانقلاب دموي حوصر فيه بيته عدة ساعات، دارت أثناءها معركة طاحنة بقيادته بين حرسه والانقلابيين، قتل فيها العشرات وأصيب خلالها أحد أبنائه وإحدى بناته.
أعتقل بعد ذلك وأودع السجن حتى العاشر من يونيو عام 67، حيث أفرج عنه وانتقل إلى بيروت ومنها إلى بغداد بعد قيام البعث بثورته في العراق عام 68، ولا زال يقيم في بغداد حتى الآن.
يصف المؤرخون فترة رئاسته لسوريا بأنها من أخطر الفترات وأهمها، حيث مثلث مفصلاً هاماً في تاريخ سوريا الحديث المليء بالانقلابات العسكرية، والتي كان له دور بارز في كثير منها، كما شهدت فترة رئاسته القمم العربية الأولى الثلاث، القمة الأولى لدول عدم الانحياز، وقضية الجاسوس الإسرائيلي الشهير (إيلي كوهين) التي لا زال يدور حولها كثير من الجدل والغموض، كما قصفت في فترة رئاسته مدينة حماه للمرة الأولى في إبريل عام 1964م.
توفي الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ فجر يوم الخميس 17/12/2009 عن عمر ناهز 88 عاماً بعد صراع مع المرض في المستشفى العسكري بحلب شمال سوريا وشيع جثمانه ظهر الجمعة في مسقط رأسه بحلب..
الانقلابات العسكرية في سوريا
1/ انقلاب حسني الزعيم على الرئيس شكري القوتلي / مارس 1949 .
2/ انقلاب سامي الحناوي، ضد حسني الزعيم / أغسطس 1949.
3/ انقلاب أديب الشيشكلي ضد سامي الحناوي / ديسمبر 1949.
4/ انقلاب أديب الشيشكلي، ضد حكومة ناظم القدسي والرئيس هاشم الأتاسي/ 1951.
5/ انقلاب فيصل الأتاسي على أديب الشيشكلي/ 1954.
6/ انقلاب العقيد عبد الكريم النحلاوي، الذي ألغى بموجبه الوحدة مع مصر/ 1961.
7/ انقلاب البعث على حكومة خالد العظم / مارس 1963.
8/ انقلاب الناصريين بقيادة جاسم علوان في 10 يوليو 1963 (أفشله أمين الحافظ)
9/ انقلب العلويون بقيادة صلاح جديد وحافظ الأسد والدرزي سليم حاطوم على البعثيين بقيادة أمين الحافظ / 1966.
10/ انقلاب حافظ الأسد على صلاح جديد والأتاسي في 13 نوفمبر 1970.. وبعدها بعام أعلن نفسه رئيساً لسوريا..
محاور شهادة أمين الحافظ
السيرة الذاتية للرئيس أمين الحافظ.
04:39 نضال الشعب السوري من أجل الاستقلال عن فرنسا، ودعم فرنسا للأقليات..
42:14 حرب 1948، و انقلاب حسني الزعيم .
01:22:33 انقلابي سامي الحناوي، وأديب الشيشيكلي وتسريح الضباط السنة..
02:01:10 المؤامرة على سورياـ وانقلاب مصطفى حمدون..
02:42:13 إعلان الوحدة مع مصر بضغط من البعثيين..
03:23:09 الخلافات بين الضباط السوريين والمصريين أثناء الوحدة..
04:03:30 لقاء الحافظ مع عبد الحكيم عامر، وصراع عبد الناصر مع البعثيين
04:43:46 الانقلاب على الوحدة في مارس 1963..
05:21:36 دعم عبد الناصر لانقلاب جاسم علوان ومذبحة الناصريين
05:58:22 الخلاف بين جمال عبد الناصر وأمين الحافظ، وموقف العرب من إسرائيل..
06:36:23 خطة تحرير فلسطين وموقف عبد الناصر منها، والخلاف الطائفي في سوريا
07:15:39 مجزرة حماة الأولى في إبريل 1964..
07:56:05 تفاصيل قصة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين
08:35:45 إعدام إيلي كوهين .
09:14:05 الانقلاب على أمين الحافظ وهيمنة العلويين على السلطة فى سوريا..