محمد داود عودة ج8: فشل محاولة احتجاز رئيس الوزراء الأردني والسفير الأميركي

محمد-داود-عودة

يستعرض أحمد منصور مع عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد داود عودة ج8 من حوارهما في برنامج شاهد على العصر الذي جرى بثه في 11 سبتمبر 1999، أسباب فشل محاولة احتجاز رئيس الوزراء الأردني والسفير الأميركي ومحاكمة المنفذين، وكذلك طريقة اختيار أعضاء العمليات الفدائية، وأسباب الإفراج عن أبو داود وجماعته، وأسباب الصدام بين الفلسطينيين واللبنانيين عامي 75 و76..

يستعرض أحمد منصور، مع محمد داود عودة (أبو داود)، أحد القيادات البارزة في حركة فتح وعضو المجلس الثوري، عملية الأردن عام 1973، والتي تلت عملية ميونخ الشهيرة، وتعقيدات العمل الفدائي الفلسطيني، وخلفيات الصدام مع الأنظمة العربية، خصوصاً الأردن ولبنان، كما تكشف الشهادة حجم الاختراقات الأمنية والتحديات السياسية التي واجهتها حركة فتح في تلك الفترة.

أبرز ما جاء في شهادة محمد داود عودة:

أسباب فشل عملية الأردن (1973):

-كانت الخطة تهدف إلى احتجاز رئيس الوزراء الأردني، والسفير الأميركي، وأعضاء السفارة الأميركية في عمّان، من أجل الضغط للإفراج عن 2400 فلسطيني معتقلين في السجون الأردنية.

-فشلت العملية قبل أن تبدأ، نتيجة اختراق داخلي، حيث تم تسريب معلومات عن العملية إلى السلطات الأردنية.

-تم إعداد كمين لعناصر العملية، مما أدى إلى اعتقال أبو داود وعدد من المشاركين.

-صدر حكم بالإعدام على المشاركين، لكن الملك حسين خفف الحكم إلى المؤبد ثم أصدر عفواً عاماً لاحقاً.

لقاء الملك حسين:

-بعد الإفراج عن أبو داود، التقى بالملك حسين.

-خلال اللقاء، أبلغه الملك بأنه لا يرغب في دخول الحرب (في إشارة إلى حرب أكتوبر 1973)، معبراً عن عدم ثقته بعواقبها.

حادثة عين الرمانة في لبنان (1975):

-تناول أبو داود أيضاً بداية الحرب الأهلية اللبنانية، التي تفجّرت إثر حادثة عين الرمانة بين الكتائب اللبنانية والفصائل الفلسطينية.

-أشار إلى أن الكتائب اللبنانية رفعت شعار “لا للوجود الفلسطيني في لبنان”.

-وذكر أنه في البداية كانت الكفة تميل لصالح الفصائل الفلسطينية، لكن مع الوقت تحسنت قدرات الكتائب من حيث التدريب والتسليح.

-أكد أن الكتائب استعانت لاحقاً بالقوات الإسرائيلية، مما رجّح كفتهم في مراحل لاحقة من الصراع.

نص حوار أحمد منصور مع محمد داود عودة عن

فشل محاولة احتجاز رئيس الوزراء الأردني والسفير الأميركي

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (شاهد على العصر)، حيث نواصل الاستماع إلى شهادة السيد محمد داود عودة – أبو داود- (عضو المجلس الثوري لحركة فتح، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، وأحد مؤسسي منظمة (أيلول الأسود)، والمشرف المنفذ على عملية (ميونخ) التي وقعت للإسرائيليين في الدورة الأوليمبية عام 72، أستاذ أبو داود مرحباً بيك.

محمد داود عودة: أهلاً وسهلاً بيك.

فشل محاولة احتجاز رئيس الوزراء الأردني والسفير الأميركي

أحمد منصور: في الحلقة الماضية توقفنا عند حادث هام في تاريخ العمل الفلسطيني، وفي تاريخك أيضاً الشخصي، وفي تاريخ صناعة الأحداث فيما يتعلق بعمليات النضال، وهو المحاولة التي كنتم قد رتبتم للقيام بها في الأردن عام 73، لاحتجاز مجلس الوزراء الأردني، والسفير الأميركي، وأعضاء السفارة بهدف الإفراج عن 2400 فلسطيني محتجزين في سجون الأردن آنذاك، وكشفت العملية في وقت مبكر، كيف تم القبض.. رويت لنا كيف تم القبض عليك، كيف تم القبض على باقي أعضاء المجموعة الذين يبلغ عددهم 16؟

محمد داود عودة: مثلما حكيت لك أنا إنه هذا اللي كان داخل بالسيارة الأميركية اللي فيها مستودع غلط، لما كشفوا المستودع فكروا إن هو مهرب مخدرات، فأرسلوه مع زميله بحراسة شرطي واحد لعمان، من الـ(h 4) لعمان، طبعاً مسافة طويلة، وطبعاً هو ما حسش بالخطر إلا لما وصل عمان، فألقوا بالجندي خارج السيارة وهربوا التنين، على الدوار وقَّف شرطي وسلم حاله، طبعاً كان منهار، فجابوه على السجن، كنت أنا بصالة التعذيب يعني عم بيقوموا بالواجب معي يعني..

أحمد منصور [مقاطعاً]: إيش أشكال التعذيب يعني..

محمد داود عودة [مستأنفاً]: والله يعني ما بديش أنكأ جروح يعني، تعذيب.. كل المخابرات العربية كانت تمارس التعذيب، والآن هما بيقولوا بطلنا نعذب وأرجو ذلك يعني..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أنت ماجربتش اليومين دول..

محمد داود عودة [مستأنفاً]: أنا.. لا، بها الأيام لأ، وأرجو ألا أجرب.. ما عادش أحتمل يعني..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لا إحنا ولا إنت.

محمد داود عودة [مستأنفاً]: إن شاء الله ولا محبينَّا كلهم.

أحمد منصور: آمين، ولا كل اللي بيسمعونا.

محمد داود عودة: إن شاء الله، فبعدين بالصدفة هما جابوه وقالوا.. يعني جابوني وقالوا لي.. صدفة يمكن يكون له علاقة في.. وهو ما بيعرفش إن أنا معتقل ولا شيء.. فقالوا له تعرف هذا.. إلا بيقول لهم آه طبعاً هذا الأخ أبو داود وأنا جاي معه، فأنا رحت ضاربه كف، وقلت له مين أبو داود اللي بتحكي.. فمسكوني فأخذوني رجعوني للصالة، و سألوه عن الموضوع فقال لهم أنا جاي ومجموعة شباب ومواعيدنا كذا كذا كذا، فراح معطيهم تفاصيل.. لأنهم مجموعات كان.. وقائد مجموعة كان، بيعرف المواعيد وين، بس ما يعرفش الهدف، ولا أي شيء، فالمهم راحوا لموا جزء منهم، وجزء هرب طلع ، كانوا عشرين هما، فأربعة استطاعوا إنه ينفذوا والـ 16 اتمسكوا، فجابوا إلى إياهم، صفوهم صف، وأنا طبعاً يعني بيحكوا إلى الشباب لما شافوا منظري يعني كان.. كان شيء عجيب، طبعاً من الضرب وجهي متنفخ ورجليه متنفخة و.. يعني وجهي غير وجهي، فقلت لهم يا شباب اللي بتعرفوه إحكوه، وعملت لهم بإيدي هيك..

أحمد منصور [مقاطعاً]: قدام الـ..

محمد داود عودة [مستأنفاً]: قدام الضباط، فطبعاً يعني بدأ التحقيق من جديد معي، بدأ الضغط من جديد معي، واستطاعوا يعني يأخذوا بعض الأشياء من الشباب، لكن مستودعات الأسلحة ما عرفوها، لأن واحد بيعرفها..

أحمد منصور [مقاطعاً]: وما ذكر أي شيء عنها؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: وما ذكر أي شيء.

أحمد منصور: خلاصة ما ذكروه في التحقيقات إن .. تفاصيل العملية التي جئتوا من أجلها.. كانوا يعرفون بالمهمة؟

محمد داود عودة: لأ، ما كانوا يعرفوا، وأنا بقيت مخبي الهدف الرئيسي 4 أيام، على أمل إنه الـ 4 أيام اللي أنا معتقل فيها أول شيء، كنت أنا مخبي الهدف على أساس إنه بيجي واحد من بره بعدما اعتقلت أنا ويلم الشباب وينفذ الهدف.

أحمد منصور: آه، يعني كان فيه شخص بديل عنك؟!

محمد داود عودة: المفروض كان ييجي واحد، ما جاش.. إتأخر، اعتقلوا الشباب، فالمهم خدونا بعدين على المحكمة بشكل جماعي، وخلال خمس دقائق حكمنا القائد العسكري بالإعدام..

أحمد منصور [مقاطعاً]: مباشرة؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: مباشرة!

أحمد منصور: لا محامين ولا أي شيء؟

محمد داود عودة: ولا شيء.

أحمد منصور: التهم كانت واضحة؟!

محمد داود عودة: لأ، ما فيش يعني… هما يعني التهمة إن إحنا بنحتل مجلس الوزراء، فيعني حتى موضوع السفارة بقي لوقت متأخر كتير يعني.. فبعدين بأقول للقادة أنا يعني الدستور الأردني بالفعل فيه مادة بالدستور وأنا محامي بأعرف إنه بالقضايا الجنائية يجب أن يكون محامي، حتى إذا ما عندك محامي إنت، لازم المحكمة تحط لك محامي، فقال لي: عدالة المحكمة كفاية، فشتمته أنا طبعاً، ورحنا محكومين إعدام بعدين طبعاً..

أحمد منصور [مقاطعاً]: كلكم؟!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: الـ 16 وأنا..

أحمد منصور: 17..

محمد داود عودة: آه، فصارت ضغوط هائلة جداً.

أحمد منصور [مقاطعاً]: أنا هنا.. الشخص اللي تصرف في الأول التصرف اللي أنت أشرت إليه اللي راح سلم نفسه وارتبك وكذا.. إنت كلمتنا عن الشباب اللي كانوا معاك في ميونخ كلام من حيث الإعداد، التجهيز، الكتمان، التربية، عملية الـ… شباب فدائيين يعني..

محمد داود عودة [مستأنفاً]: نعم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يمكن أي واحد بيسمعنا يقول إنتوا جايبين دول من على أنهوا قهوة اللي رايحين يسلموا…

محمد داود عودة [مستأنفاً]: لا.. لا.. أحب أوضح لك، القضية إنه واحد طلع معانا غلط وانهار، أما الـ 15 الباقيين فكانوا شباب بمستوى ميونخ وأحسن، وها دول الـ 15 يعني كانوا رجال بالفعل، وبقيوا حتى اليوم، منهم من يقاتل في لبنان، وبقي على صلابته، اللي رحنا فيه على عمان، واحد.. واحد وقع وهو يعني هو فيه أحياناً الصدف بتلعب دور عجيب..

اختيار الفدائيين

أحمد منصور [مقاطعاً]: لكن مثل هذه العمليات إنت بتعتقد إنها بتحتاج أيضاً إلى عملية إعداد واختيار غير عادي؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: مظبوط.. مظبوط.. مظبوط، ما لازم نغلط بواحد.. ما لازم نغلط بواحد، أنا معاك، بس غلطنا بواحد..

أحمد منصور [مقاطعاً]: ولا في نصف واحد يعني..

محمد داود عودة [مستأنفاً]: غلطت.. يعني مش أنا بتعرف ما كنتش أنا يعني بأنقي الشباب، بس كنت بأختلط فيهم، ويمكن هو هذا الشخص أخفي حاله بعدما طلعنا إحنا، لم يخرج معنا بره، بقي.. عارف حاله إنه غلط غلطة كبيرة يعني فلذلك بقي بالأردن وطبعاً يعني…

أحمد منصور [مقاطعاً]: أنا طبعاً في رؤيتي للموضوع ليس عملية تأييد لأن العملية تتم أو ما تتمش، ولكن إحنا بنشوف معيار اختيار الأشخاص اللي ممكن يقوموا بعمليات مثل هذه العمليات الفدائية، أنتم هنا اتفضل!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: صحيح حتى أنا يعني.. أنا مش مع يعني الآن لو جيت تقيم أنا مش مع إن العملية تتم، يعني كل .. في ذلك الوقت كانت ظروف وحساسيات، وأهالي 2400 شخص بيطالبونا سواء مباشرة أو بشكل غير مباشر بإنه أبناءهم شو ذنبهم يظلوا بالمعتقل..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لكن إنتوا ما بذلتوش محاولات سلمية؟!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: كتير.. كتير، تعبنا وإحنا بنبذل محاولات..

أحمد منصور [مقاطعاً]: سعيتوا لدى رؤساء وملوك دول آخرين؟!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: واترجينا كل الناس، كانوا يذهبوا قيادة فتح ويترجوا من المرحوم الملك فيصل رحمه الله، وكان يسعى إلى ملوك ورؤساء عرب إلى دول الخليج وكلهم.

أحمد منصور: الوقع الإعلامي إيه في وقتها لعملية اعتقال مجموعة فدائية بقيادة أبو داود كانت تهدف إلى احتلال مجلس الوزراء الأردني والسفارة الأميركية والقيام بعملية كذا، كانت ردود الفعل إيه؟

محمد داود عودة: الكل كان يناشد الملك حسين إنه لا ينفذ حكم الإعدام، وبذل كثير من الناس، منهم المرحوم الملك فيصل جهداً كبيراً لوقف حكم الإعدام، والمرحوم الرئيس أبو مدين أيضاً، والشيخ سعد العبد الله، وطار بطائرته الشيخ سعد العبد الله لعمان، وكان في قسط متأخر وإلى آخره.. وجابه على أساس إنه يوقف حكم الإعدام، ونتيجة هاي الضغوط وأيضاً بالوضع الداخلي، الوضع الداخلي الأردني، نحن 16 واحد موزعين عل كامل فلسطين والأردن..

أحمد منصور [مقاطعاً]: كعائلات.. كتوزيع جغرافي يعني..

محمد داود عودة [مستأنفاً]: كعائلات.. كعائلات بالصدفة يعني، إحنا مش مخططين له، لكن بالفعل فيه ناس في داخل الأردن مثل نزار بدران، ومحمد رسول الكيلاني، طلعوا لجلالة.. للملك حسين، كان هو الملك حسين مسافر بعدها، كان بالمغرب، فطلعوا له بس رجع يعني، وقالوا له إنت بتعدم 16 واحد من كامل.. يعني الضفة الغربية والأردن، فتخلق لك مشاكل هاي، فعمل عفو عام، ونزل حكم الإعدام.. عفواً عمل تنزيل لحكم الإعدام إلى المؤبد.

أحمد منصور: إنت في الفترة اللي.. من النطق بالحكم إلى تخفيف الحكم، كان شعورك إيه كإنسان الآن حكم عليه بالإعدام في دولة عربية وإنت بتعتبر نفسك بتناضل في سبيل قضية عادلة، وكنت هتقوم بعملية من أجل الإفراج عن زملاء ليك في السجن!

محمد داود عودة: يعني بتعرف المحكوم بالإعدام له إحساس فريد..

أحمد منصور [مقاطعاً]: طيب عيشنا الإحساس ده معاك!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: هأقول لك شغلة، بيختلف بين واحد وآخر، بس أنا شخصياً يعني كنت عندي إحساس داخلي إنه لا يمكن يتم التنفيذ، حتى لما كانوا أهلي إجوا يودعوني آخر يوم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: على أساس رايح إنت تعدم يعني؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: التنفيذ ثاني يوم كان، فإجوا والدي ووالدتي..

أحمد منصور [مقاطعاً]: تاريخ التنفيذ كام.. يعني إنت كان ممكن تكون في عداد…؟!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: أول شهر 3..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أول مارس 73؟!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: آه فلذلك العمر زيادة يعني، فلذلك لما كان ابن عمي اللي جايبهم، وكان ضابط بالجيش، وبعدين صار ضابط مع الفدائيين بيبكي، وأنا بأقول له عيب عليك تبكي، إنت ضابط ومقاتل وما بيصير تبكي، طبعاً هو فاكر إني أنا مش فاهم إنه تاني يوم التنفيذ، بعدما طلعت قال لي إنت بتقول لي ما بتكيش وإنت مش عارف شو اللي كان صاير؟ قلت له لأ عارف، لأنه كنت يعني فيه ناس بييجي يرمي لي ورقة صغيرة عالزنزانة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: من الحراس؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: من الحراس، ويقول لي إنه التنفيذ بكرة إلى آخره يعني..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يظل حكم التنفيذ لمن حوكموا بالإعدام سر إلى اللحظة الأخيرة!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: لأ، هما يعني بده يحضروك، يجيبوا خياط بيقيس لك البدلة الحمراء.

أحمد منصور [مقاطعاً]: إنت لبست البدلة الحمراء؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: آه، إجى قاس لي إياها، فأنا بأقول له يعني (موهير) وإلا إيه، يعني البدلة فصار يبكي المسكين.

أحمد منصور: طلبت إنت قماش معين يعني؟

محمد داود عودة: أنا بأضحك، آه، بأضحك.. بأمزح معه فهو المسكين صار يبكي، فالكل كان متأثر لأنه إحنا ما كناش مرتكبين جريمة يعني ، لا سطو على بنك ولا..

أحمد منصور [مقاطعاً]: ولم تقع الجريمة يعني!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: ولم تقع.

أحمد منصور: حتى إذا.. إذا صنفت في عداد الجريمة؟

محمد داود عودة: يعني كتير كانت قاسية وبسرعة مذهلة.

أحمد منصور: كان.. كان لك أي اتصال من قريب أو بعيد بال 16 الآخرين تشوف مشاعرهم، أحاسيسهم؟

محمد داود عودة: آه طبعاً، لأ، أنا كان عندي أربعة منهم بالمخابرات مسجونين، والباقي انتقلوا على الزرقا، فدولك ما كانش فيه اتصال، بس بالأربعة كان اتصال يومي فيهم.

أحمد منصور: كان مشاعرهم إيه هما الآخرين؟

محمد داود عودة: كانوا صامدين.. كانوا صامدين بشكل فظيع يعني كنا…

أحمد منصور [مقاطعاً]: كنتم بتعتبروا أنفسكم شهداء في سبيل قضيتكم؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: آه طبعاً، إحنا يعني إحنا مشروع شهداء من يوم ما جينا، ومنهم ناس بعدها وقعوا في ظروف أقسى من هاي و صمدوا، يعني قاتلوا في 82، أحمد بن بيلا مثلاً كان معي..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أحمد بن بيلا فلسطيني هذا أصلاً أحد مساعديك أظن الآن أو له علاقة بك؟!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: آه، أحد الناس اللي لهم علاقة معي.

أحمد منصور: حتى لا يختلط بأحمد بن بيلا الجزائري؟!

محمد داود عودة: نعم، لا. لأ، أحمد بن بيلا يعني هو أحمد القيعي اسمه، هذا في 82، كان في داخل.. كان خارج بيروت، ودخل ماشياً، وقاتل في بيروت قتالاً عنيفاً، وعندي واحد من اللي كانوا معي أيضاً استشهد في الحرب اللبنانية في المسرح، كان قائد القوة اللي…

أحمد منصور [مقاطعاً]: اللي هي 75، 76؟!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: اللي هي 75، 76.

أحمد منصور: الآن صدر الحكم أو صدر تخفيف الحكم من الملك حسين بتخفيف الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد قبيل التنفيذ.

محمد داود عودة: نعم.

أحمد منصور: في نفس الليلة التي زارك فيها أمك وأبوك؟

محمد داود عودة: تاني يوم، جابهم هو وخدوهم على القصر، فيعني سلموا عليه، وقال لهم أنا خفضت الحكم لمؤبد.. بعدها..

أحمد منصور [مقاطعاً]: كانوا هما جايين يسلموا عليك، كانوا عارفين إنهم جايين يودعوك..

محمد داود عودة [مستأنفاً]: آه كانوا منهارين، كانوا منهارين، لأنهم بلغوا إنه تعالوا شوفوه للمرة الأخيرة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: اللي جاء والدك ووالدتك فقط، زوجتك ما جاتش ولا حد من..

محمد داود عودة [مستأنفاً]: آه، لا زوجتي وولادي بالشام، مافيش حداً بعمان يعني، وبعدها بقينا بالسجن يعني بشكل عادي، حتى مثل ما قلت لك إنه الـ..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أفرج عنكم في 18 سبتمبر 73؟!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: الملك حسين التقى بالرئيس حافظ الأسد والرئيس السادات وأخبروه أنه..

أحمد منصور [مقاطعاً]: طبعاً ده تفصيلاته في لقاء الملك حسين معك حينما جاء الملك حسين لزيارتك في السجن؟!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: جاني يوم ما.. عمل العفو العام، يعني نصحوه إنه ما بيصيرش فيه حرب في المنطقة ضد إسرائيل وعندك 2500 فدائي بالسجون، فنصحوه بعمل عفو عام، هو كان عنده عادة يعني، عنده عادة..

لقاء مع الملك حسين

أحمد منصور [مقاطعاً]: تفاصيل اللقاء الذي تم بينك وبين الملك حسين في سبتمبر 73!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: أنا بصراحة اتفاجأت إنه قالوا لي إلبس أواعيك، وفتحوا لي الباب، وأخدوني على غرفة قريبة من الزنزانة اللي أنا فيها، فدخلت الباب، وفوجئت بإنه الملك حسين ومحمد رسول..

أحمد منصور [مقاطعاً]: الكيلاني.. كان محمد رسول وقتها رئيس المخابرات؟!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: كان رئيس المخابرات، آه، والحمد لله إن محمد رسول عايش حتى يعني لا يقال إني بأروي شيء عن واحد توفي..

أحمد منصور [مقاطعاً]: فيه ناس كتيرة عايشين لأحداث إنت رويتها..

محمد داود عودة [مستأنفاً]: أنا بأحب يعني أروي رواية وفيه واحد عايش حتى ما يقولوا روى على لسان الأموات، وبالفعل كان الملك حسين بمنتهى اللطف والظرف، وتختلف معه سياسياً..

أحمد منصور [مقاطعاً]: كيف التقى معك وأنت كنت يعني..

محمد داود عودة [مستأنفاً]: أنا سجين وهو الملك ومع هذا رحب فيَّ واتفضل.. استريح و..

أحمد منصور [مقاطعاً]: كانت المرة الأولى التي بتلتقي معه؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: آه، لأ، التقيت مرة بالشارع معه قبل.. قبل توترات الـ 70، ونزل وسلم علينا، ونزلنا إحنا وسلمنا عليه.

أحمد منصور [مقاطعاً]: كان يعرفك وقتها إنك قائد الميليشيا؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: لأ، ما أعتقدش في هذاك الوقت يعني ما كنتش معروف كتير يعني، بس هاي المرة الأولى اللي بأجلس أنا وياه جلسة طويلة يعني، فجلسنا نتحدث في كل شيء يعني، في أيلول وغير أيلول..

أحمد منصور [مقاطعاً]: إيش قال الملك عن أيلول؟!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: يعني قال الملك إنه تجاوزات كثيرة وأيضاً ضغوط خارجية كثيرة، فكلاهما اجتمعا، إنتوا ما قدرتوا تغطوا الساحة كويس، وأنا ما قدرت أقاوم الضغوط الخارجية بشكل كبير، لأنه الأردن كمان موارد ما فيه، الأردن يعيش على المساعدات، فاللي بيجي.. اللي يعطيك المساعدة ويقول لك أحسن وضعك وإلا ما فيش مساعدات، يعني شغلة محرجة، فالمهم تعاتبنا، وأنا كان رأيي إنه يا جلالة الملك كان ممكن نخلص من هذه المشكلة بدون أيلول، فقال لي يعني هذا اللي حصل، إن إنتوا تجاوزات من جماعة آخرين، وروى لي موضوع الديمقراطية وموضوع الطيارات وقد إيش سببت إحراج دولي للأردن، وأنا موافقه على هذا، وروى لي أيضاً الضغوط الدولية اللي كان تمارس عليه، لأنه الجبهة اللي كنا فاتحينها مش سهلة على إسرائيل..

أسباب الإفراج عن أبو داود

أحمد منصور [مقاطعاً]: الضغوط الدولية.. حدد لك دول معينة؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: يعني هو كان رأيه إن أكبر ضغط كان من أميركا.

أحمد منصور: من أميركا؟

محمد داود عودة: نعم.. فبعدين قال لي بصراحة أنا جاي من القاهرة، وإن الإخوان يمكن يحاربوا وأنا إلي وجهة نظر في هذه الحرب، فقال لي يعني بصراحة إذا السادات خسر القاهرة سيذهب إلى أسوان، وإذا الأسد خسر دمشق سيذهب إلى حلب أما أنا..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني عنده عمق استراتيجي؟!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: آه، أما أنا إذا خسرت عمان وين أروح، على الصحراء، فقلت له والله ما أنا عارف شو بأحكي لك، بس هذه حرب إذا دارت في المنطقة لازم يكون للأردن دور فيها، قال لي أنا ما أقدرش أغامر مرة ثانية زي 67، بدهم يحاربوا الله يوفقهم، أما أنا مش هأحارب..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني كان فعلاً الملك حسين واخد قرار بعدم دخول حرب 73؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: آه، بلغني إياه بصراحة فلذلك أنا قلت له إنه يعني ما دمت.. فقال لي ما تبقى البلد قلت له لا والله إنت جلالتك بتقول إن أنا ما بدي أحارب، وأنا الإخوان بيقاتلوا بدول أخرى، فلو سمحت يعني تسمح لي ألتحق فيهم، فهون اتدخل محمد رسول وقال لي ما بيصير يا أخي، جلالة الملك بيقول لك خليك هون..

أحمد منصور [مقاطعاً]: خليك هون يعني عرض عليك شيء معين، منصب، مسؤولية.

محمد داود عودة [مستأنفاً]: يعني ماعرضش إشي معين..

أحمد منصور [مقاطعاً]: ومعروف إن الملك حسين كان يفرج عن معارضيه ويعينهم وزراء؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: ويعينهم وزراء آه مظبوط، أنا ما عرض علي بالتحديد، بس يعني لمح لي إن بإمكانك تقعد وتأخذ المنصب اللي إنت عايزه، فأنا قلت له يعني يا أخ محمد بيصيرش هذا الحكي هيك، أنا بعد أواعي زنزانتي، فتدخل الملك وقال لي يا أبو داود، إحنا إخوان وإنت عربي، وبلدك كل الوطن العربي، وين ما بتحب تروح أهلاً وسهلاً فيك، وعلى الرحب والسعة، وهذا قرارك وأنت حر فيه..

أحمد منصور [مقاطعاً]: كان ليك تعليق لما الملك قال لك إنه مش هيدخل حرب .. الحرب مع مصر وسوريا أو كده.. ولا مجرد إنك كنت بتسمع؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: لأ، أنا بأسمع لأنه أنا مش عارف شو الوضع يعني بس أنا بيني وبينك كشيت من عدم دخوله.. يعني قراره بعدم دخول الحرب، لأنه.. بعدين تبينت النتائج إنه كان قرار خاطئ، لو دخل الحرب كيف ما دخل كان أخذ فك ارتباط مثله مثل السادات، مثله مثل الأسد، وفك الارتباط بعلى النهر كان ريحنا من مشكلة النهر الأن اللي إحنا واقعين فيها إن الإسرائيليين متمسكين بقواتهم على النهر ومستعمراتهم على النهر، يعني هذا قرار تاريخي، يعني القادة أحياناً بقرار تاريخي بيعملوا المصايب، وبقرار تاريخي بيعملوا أيضاً الهائلات..

أحمد منصور: كيف كانت نهاية اللقاء مع الملك؟

محمد داود عودة: يعني بعد الحوارات أبلغني الملك إنه هو عمل عفو عام وإن أنا وزملائي…

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني عمليتك نجحت كده!!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: آه، نقدر نطلع بهذا.. نجحت بدون إراقة دماء وهذا بيسرني كمان، فبعدين دعا 4، 5 من قادة فتح والمنظمات اللي كانوا موجودين، وقعدنا إحنا وياه كمان نص ساعة، حكى كلام لطيف وعام وإلى آخره، وأنت مثل ما قلت أنا، بأختلف مع المرحوم الملك حسين سياسياً بأشياء كثيرة، لكن لمسته الإنسانية لا تستطيع أنك تنساها، عنده لمسة إنسانية رائعة، ورحمه الله هذا كان وطلعنا يومها .. طبعاً أصر محمد رسول إنه.. سريان العفو العام يبدأ في يوم 18..

أحمد منصور [مقاطعاً]: 18 سبتمبر؟!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: 18/9/1973، فظل يسلي فينا لصارت الساعة12، هو يعني ظريف في تخريجه للقضايا.

أحمد منصور: أنت نسيت بقى التعذيب اللي كلته على إيدين المخابرات؟!

محمد داود عودة: والله يعني يمكن يكون محمد رسول بالذات ما لوش دعوة فيه، ما كانش مدير مخابرات لما اتعذبت إجى بعدي هو..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني أنت .. أنت مصر أن تحفظ للرجل صفحة بيضاء؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: والله لأ، هو عنده سمعة إنه بيعذب، أما أنا شخصياً لم يعذبني، وأنا شوف كتير من الناس كانوا يطلعوا من السجن ويجيبوا سيرة محمد رسول ويحشوا ويقولوا لك لأ، محمد رسول عذبنا، ومش عارف إيش، أنا ما بأخجلش أقول فلان عذبني وفلان ما عذبني، ما عنديش يعني ها العقدة، أنا واثق من نفسي إنه لما أقول ما عذبنيش يعني ما عذبنيش، لما أقول عذبني يعني عذبني واللي عذبوني بيعرفوا حالهم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: ربما قاعدين يشاهدوك الآن؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: والله يعني يا ريت بأتمنى حتى يشعروا بتبكيت الضمير شوية.

الصدام بين الفلسطينيين واللبنانيين عامي 75، 76م

أحمد منصور: أستاذ أبو داود بعد الإفراج عنك في عام 73، انتقلت إلى لبنان، وكانت معظم القوات الفلسطينية التي خرجت من الأردن بعد أيلول 70، وبعد أحداث جرش، وعجلون في 71، اتجهت أيضاً إلى لبنان، وأصبحت لبنان هي القاعدة الرئيسية للقوات الفلسطينية، في 13 أبريل 1975، وقع حادث “عين الرمانة” الذي قتل فيه بعض الفلسطينيين على يد الكتائبيين واندلعت المواجهة أو حرب العامين 1975، 1976 بين الكتائب أو المارونيين من جهة، وبين الفصائل الفلسطينية والمسلمين اللبنانيين من جهة أخرى، ما هي التفاعلات التي أوصلت الأمور إلى حد المواجهة وإلى حرب العامين 75 و76، وأنت كنت وقتها قائداً للقوات الفلسطينية في بيروت الغربية؟

محمد داود عودة: يعني بأقول لك فيه تراكمات حصلت، أولاً: كان عند الإخوان في الجبهة اللبنانية اللي هما الموارنة اعتقاد بأن الفلسطينين هم جيش سنة، جيش المسلمين، السنة والشيعة، وكان هذا خاطيء، إحنا ما كناش جيش حد، إحنا كنا عايزين نوقف على الأرض وفي الجنوب لنقاتل.. نستمر في قتال الإسرائيليين، لكن هذا لعب دور تحريضي، كمان إحنا يعني كنا بنتخنها شوية بنتمدد من (فتح لاند) في جبل الشيخ إلى طرابلس ويعني كان.. ما أنكرش إنه كان عندنا أخطاء، وبعدين إحنا حلفاءنا ما كانوا المسلمين، كانوا حلفاءنا المسلمين والأحزاب الوطنية اللبنانية، وكان في الجبهة المقابلة الجبهة اللبنانية المشكلة معظمها من الموارنة بس من الكتائب، والأحرار وبعض المتطرفين، الأحزاب المتطرفة في الجهة الأخرى..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أي شكل من أشكال التطرف؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: كانوا يرفعوا شعار “لا للوجود الفلسطيني في لبنان” يجب أن يخرجوا الفلسطينيين مش القوات الفلسطينية أو منظمة التحرير…

أحمد منصور [مقاطعاً]: حتى المهاجرين أو اللاجئين؟!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: حتى اللاجئين.. حتى اللاجئين، حتى اللاجئين يعني “لا لوجود أي فلسطيني على أرض لبنان”.

أحمد منصور [مقاطعاً]: شعارات (لا) دية برضو انتشرت حتى في الأردن، (لا سلطة إلا للمقاومة) هنا (لا وجود للفلسطينيين)، يعني نسبة التطرف هذه التي دفعت إلى المواجهة، ما كان حجمها.. ما هو حجمها على الساحة اللبنانية كان؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: كانت تتطور الأمور بسرعة، مش بس بينَّا، إحنا الفلسطينيين كنا أقل مصادر التوتر، بس توتر كان فيه له جانبين أساسيين، كان فيه الصراع السياسي بين الفئات، الموارنة يريدوا أن يحتفظوا بالسيطرة والهيمنة السياسية على كل لبنان، وفيه ديمغرافيا انخلقت جديدة، فيه شيعة، فيه سنة كتروا وأصحبوا يعني شاعرين باضطهادهم من قبل الموارنة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني إنت الآن من أول انتهاء الانتداب الفرنسي على لبنان ظل للمورانة وضع متميز في السلطة، وفي السيطرة في الدولة، في الوقت الذي كانت فيه سلطات السنة وحقوقهم السياسية نستطيع أن نقول أقل بكثير؟!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: أنا، نعم السنة والشيعة.

أحمد منصور [مقاطعاً]: خلال تقريباً 30 سنة حدث تغير ديموغرافي، وأصبح السنة يطالبوا بوضعهم، حينما أنتم خرجتم من الأردن، واتجهتهم إلى بيروت، أصبحتم أو اعتبركم المسلمين أنكم قوة يعني داعمة لهم، وممكن أن تحدثوا شكلاً من أشكال التوازن بينهم وبين الموارنة، هل هذه كانت الصورة؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: لأ، يعني مش بس السنة، كان عندنا الشيعة، والسنة، والأحزاب الوطنية..

أحمد منصور [مقاطعاً]: مسلمين بشكل عام.

محمد داود عودة [مستأنفاً]: لأ، فيه موارنة منهم، يعني الحزب الشيوعي كان قائده ماروني، الحزب القومي السوري كان قائده ماروني،FREE قوة مارونية أيضاً.

أحمد منصور: باختصار ممكن نقول لي الخريطة هنا وهنا؟

محمد داود عودة: آه يعني، كان حزب الكتائب وحزب الأحرار هما عمود…

أحمد منصور [مقاطعاً]: ده كان مين من الأحرار؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: كميل شمعون، وببير جميل، هادول كانوا عماد الجبهة اللبنانية ما يسمى بالجبهة اللبنانية، وكان عندنا إحنا الـ.. فيه جهتنا الأحزاب الوطنية كان المسلمين السنة والشيعة زائد كمال جنبلاط وهو درزي، لكن كان أكبر من طائفته وأكبر من لبنان حتى، ورجل يعني…

أحمد منصور [مقاطعاً]: كان مين بيمثل السنة؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: كان يمثل السنة رئيس الوزراء دائماً أي رئيس وزراء، أو..

أحمد منصور [مقاطعاً]: صائب سلام كان وقتها أظن؟؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: في ذلك الوقت أظن على ما أعتقد… شو اسمه..

أحمد منصور [مقاطعاً]: صائب سلام؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: لأ، بعديها..

أحمد منصور: بعدين، المهم أنه كان رئيس الوزراء هو بيمثل كتلة السنة، لكن على مستوى الأحزاب الأخرى كان عندكم كمال جنبلاط كممثل للدروز؟

محمد داود عودة: كان عندنا الحزب الشيوعي، الحزب القومي السوري شوية، ومجموعة أحزاب أخرى، وكانت..

أحمد منصور [مقاطعاً]: كل دول.. كل دول كانوا بيمثلوا التكتل المقابل؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: كانوا بيمثلوا القوى الوطنية، ما يسمى بالقوى الوطنية، فلما صار انفجار عين رمانة إجى الأخ المرحوم كمال جنبلاط، وأقنع الجميع بمقاطعة الكتائب، أو عزل الكتائب سموه في ذلك الوقت، بما فيه المقاومة الفلسطينية، إحنا قبلها كان شكَّلنا لجنة تنسيق بيننا وبين الكتائب لننفث الجو، وكان بيرأس اللجنة من جانب الكتائب كريم بقردوني، وهو حي يرزق، وكان بيرأسها من جانب الفلسطينيين أبو إياد –رحمه الله – وأنا كنت عضو فيها، وكنا نتحاور إحنا وياهم على أساس إنه نشيل كل ها التوترات، ونشعرهم إن إحنا لا جيش سنة ولا جيش مسلمين، إحنا ناس بنتعاون مع كل لبنان في سبيل أن يبقى لبنان وأن تبقى لنا قاعدة انطلاق على أرضنا المحتلة .

أحمد منصور: عايز أسألك: في الوقت ده 75، كانت كل الفصائل دي على كلا الجهتين مسلحة؟

محمد داود عودة: آه، كان التسليح صار.. وصل يعني حده للأسنان، بين كل الفئات.

أحمد منصور: هل التسليح ده بدأ بعد انتقالكم من عمان إلى الأردن؟

محمد داود عودة: لأ، بالكتائب كانوا مسلحين من زمان قبل ما ندخل، وأنا بأقول لك، يمكن اختلف على بعض الفئات الوطنية أنه لجؤوا لنا فساعدناهم بالتدريب، أما التسليح فكانوا يدبروا راسهم

أحمد منصور: منين؟

محمد داود عودة: بيشتروه…

أحمد منصور: عايزين نعرف برضو الجهات التي مولت عملية الطرفين؟ من أين كان..

محمد داود عودة: بلبنان.. بلبنان تستطيع أن تشتري أي شيء في أي وقت تريد، وحتى السلاح، يعني المهربين شغالين على العالم كله.

أحمد منصور: السلاح موجود لكن التمويل..

محمد داود عودة: التمويل بأعرفش يعني، كل حزب له تمويله الخاص، يعني مثلاً كمال جنبلاط كان عنده يعني تمويله الخاص، عنده شركاته، عنده مصانعه، وعنده شعبه..

أحمد منصور [مقاطعاً]: بس دي حرب وسلاح وكذا تبتلع.. يعني أنظمة ودول يعني..

محمد داود عودة [مستأنفاً]: تبلع كل شيء، لكن كمان كانوا يدبروا حالهم ، الشيوعيين كان عندهم تمويل يمكن الاتحاد السوفيتي كان يمدهم، القوميين السوريون إلهم امتداد في أميركا اللاتينية كان بيمدهم بمبالغ كبيرة جداً، من القوميين اللي هربوا بعد الانقلاب ال61، اللي حصل في لبنان عندهم قوميين وفشل راحوا هاجروا على إفريقيا وعلى أميركا اللاتينية..

أحمد منصور [مقاطعاً]: وصلوا الآن إلى رئاسة بعض هذه الدول!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: وصلوا بالفعل للرئاسة، فكانوا يمولوهم يعني.

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني فشلوا في رئاسة لبنان ونجحوا في رئاسة..

محمد داود عودة [مقاطعاً]: آه فشلوا بلبنان ونجحوا في أميركا اللاتينية، فكان التمويل يعني يجيهم وما فيش حداً منهم كان ما عندوش مصادره، وكانوا يشتروا يتسلحوا، إحنا يمكن أسهمنا أول ما أسهمنا في تدريب الكتائب، وقلنا لهم مستعدين ندربكم كمان على السلاح، لأنه إحنا كان بيهمنا أن الكل يتدرب، لتكون القرى اللي بالجنوب محصنة من دخول الجيش الإسرائيلي كان بيدخل وبيطلع بدون مقاومة، فلذلك لما المرحوم الإمام الصدر رفع شعار (البنادق زينة الرجال) أنا في هذلك الوقت كنت بأشتغل بالقوى الوطنية، فأنا كنت بأرافق الإمام الصدر في القرى الجنوبية الشيوعية والسنية، وهو يحرض الناس على حمل السلاح، وأنا طبعاً يعني مبسوط بها الشغلة لأنه بيهمنا إنه الناس كلها تحمل السلاح.

أحمد منصور: فين اتركز الفلسطينيين حينما دخلوا إلى لبنان؟

محمد داود عودة: بالبداية تركزوا في جبل الشيخ في العرقوب والجنوب اللبناني.

أحمد منصور: دول المقاتلين؟

محمد داود عودة: آه المقاتلين.

أحمد منصور: عددكم كان كام في سنة 75؟

محمد داود عودة: يعني ما .. مش أقل من 20 ألف يمكن..

أحمد منصور [مقاطعاً]: مقاتل!

محمد داود عودة [مستأنفاً]: آه.

أحمد منصور: مدربين ويحملون السلاح؟

محمد داود عودة: ها دول المقاتلين.

أحمد منصور: نوعية السلاح إيه اللي كانت معاكم في ذلك الوقت؟

محمد داود عودة: كانت أسلحة خفيفة، بنادق و(بيشفنات) فقط، بعدين طورنا الأمر، وحصلنا على مدافع 130 و 155، وهذا ما اضطر الإسرائيليين لعقد وقف إطلاق النار معنا مرة تلو الأخرى.

أحمد منصور: الأمر الذي أدى إلى اشتعال الحرب بعد حادث عين الرمانة في 13 أبريل 75، وكيف أنتم الآن أصبحتم مع القوة الوطنية في جهة، والكتائب في جهة أخرى؟

محمد داود عودة: لما قرر المرحوم كمال جنبلاط عزل الكتائب، يعني صار هناك حتمية المعركة بيننا وبينهم، فإحنا طبعاً القوى اللبنانية خبرتها ضعيفة في القتال وها الشغلة، فلذلك قسمنا بيروت إلى أقسام، واستلمنا قيادة هذه الأقسام، بما فيها القوى اللبنانية اللي كانت موجودة والقوى الفلسطينية.

أحمد منصور: يعني نستطيع أن نقول بأن الفلسطينيين كانوا الجبهة الرئيسية وكل القوى انضوت تحت قيادتها؟

محمد داود عودة: آه، طبعاً..لأ، طبعاً..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني إنت الجبهة اللي كانت بتقودها في بيروت الغربية طوال حرب العامين، كان عندك لبنانيين تحت..

محمد داود عودة [مستأنفاً]: آه طبعاً.

أحمد منصور: من الأحزاب الوطنية؟

محمد داود عودة: كان من الأحزاب الوطنية، كان من القوميين السوريين، وكان من الشيوعيين، وكان من منظمة العمل اللي بيرأسها محسن إبراهيم أيضاً، حتى نسيت أذكرها بالأول، من البُنُى الأساسية للحركة الوطنية، وكان شباب سنة عنده تنظيمات مثل المرابطون لإبراهيم قليلات، وكل ها دولا كانوا من هو بالمنطقة الغربية فكان يعني بإمرتي.

أحمد منصور: كيف كان سجال الحرب أو مسار الحرب باختصار؟

محمد داود عودة: خليني أقول لك بصراحة، بالبداية كان سهل علينا، يعني أنا لما بديت الصدام مع الجبهة اللبنانية.. كانوا بالحمراء، في منتصف منطقتي.. يعني بمنتصف بيروت الغربية، وما خدت عناء كبير إني أزيحهم باتجاه الشرق للبور إلا في بعض مواقع، مثل الفنادق الـ(هوليداي إن) لوضعه ال..

أحمد منصور [مقاطعاً]: مشهور هوليداي إن في طول الحرب.

محمد داود عودة [مستأنفاً]: آه، لوضعه الصعب شويه، وفجأة عندما اقتربت من الميناء، وكان ذلك في يمكن بداية الـ 76، بالأشهر الأولى من بداية 76، اختلف الوضع أصبح القتال من جانبهم أكثر صعوبة وأصبح أداؤهم أفضل..

أحمد منصور [مقاطعاً]: ما هي الأسباب؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: فأنا استغربت.. فأنا استغربت، أنا استغربت يعني مش معقول، وأسلحتهم أفضل.

أحمد منصور [مقاطعاً]: إنتوا كان في المعركة دي كنتم عايزين تكتسحوا تستولوا على المناطق ولا إنتوا بس؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: لأ، إحنا كنا ناخد المناطق ونسلمها للبنانيين، يعني تنظيم لبناني، مثلاً الهوليداي إن أنا أخذته المرة الأولى وسلمته..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني أنت الذي خضت المعركة الأولى في الهوليداي إن؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: آه، أنا الذي أخذته في أول مرة وتاني مره، أخذته بالمرة الأولى وسلمته للمرابطون، بعد 3 ساعات الكتائب استعادوه من المرابطين، فرجعت مرة أخرى وأخدته بمساعدة أحمد جبريل يعني فنياً، فلما اختلف الوضع واختلف الأداء بدينا نبحث، ما السبب؟ وبعدين أنا كنت أنا يعني لي شاب –رحمه الله- قتل بيشتغل مع الأحرار، فجاني وقال لي أنا بدي أروح دورة، فقلت له وين الدورة اللي بدك تروحها، فقال لي على إسرائيل..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني نقدر نقول إنه كان جاسوس أوعين لك؟

محمد داود عودة [مستأنفاً]: لأ يعني مش جاسوس، هو ..هو قومي، يعني حسه القومي العربي كبير فلذلك مرة كان يساعدنا يعني..

أحمد منصور: كان يجيب لكم معلومات؟

محمد داود عودة: آه، يجيب لنا معلومات عن الوضع بالشرق، فقال لي: بدي أروح على إسرائيل، وقلت ليش إسرائيل؟ فقال لي فيه دورة ستتحرك من الكتائب والأحرار للأرض المحتلة، تأخذ دورة تدريبية، فقلت له: لا، إوعى، لأنه هيك بإسرائيل مش لعبة، هيكشفوك، ويكشفوا علاقتك فينا ويذبحوك، ما تروحش، من هون بدينا نتطلع شو اللي صار، إذن معناها دخلوا الجماعة على خط إسرائيل، والآن صارت شغلة معروفة، أنهم ذهبوا…

أحمد منصور [مقاطعاً]: و أنا شفت الكتاب (كرة الثلج) للصحفي الإسرائيلي (شيمون شيفر) يكاد يكون ذكر محاضر الاجتماعات التي تمت ما بين الكتائبيين، وما بين الإسرائيليين، والأن زيارة كريم بقردوني لإسرائيل الأخيرة –أيضاً- فتحت أشياء كثيرة فيما يتعلق.. وحتى بعض الكتائبيين اتكلموا عن العلاقة..

محمد داود عودة [مقاطعاً]: لأ، هو فيه كتاب كمان طلع لواحد منهم، من قادتهم وصف الرحلة الأولى لهم اللي هي ببداية 76، وعرفنا ببداية 76، حتى بدون ما يذكر التاريخ من الدوار اللي صابهم بالبحر، يعني معناها كان البحر هايج، وحالتهم حالة، فاستعانوا بالإسرائيليين وبعدين إخواننا بسوريا لما دخلوا قالوا إحنا دخلنا لأن دول تعاونوا مع إسرائيل، بدنا نرجع نجرهم من الإسرائيليين.

أحمد منصور: الدخول السوري كان في سنة 76، لكن بعد التدخل الإسرائيلي إلى جوار الكتائبيين إلى أين صارت دفة..

محمد داود عودة [مستأنفاً]: بقي توازن، بقي توازن في الأسواق، لذلك طالت معركة الأسواق أكتر من اللازم يعني صرنا إحنا ناخد عمارة نستردها منهم بعد.. يستردوها منا بعد يومين، وهم ياخدوا عمارة، نستردها منهم بعد يومين، فبقينا تقريباً في مكاننا ما تقدمنا.

أحمد منصور: ما الذي فعلتموه حينما أدركتم أن هناك علاقة ما بين الكتائبيين وبين إسرائيل في الحرب؟

محمد داود عودة: يعني صار أمر واقع إن إحنا بنقاتل الإسرائيليين، فصار علينا صعوبة في القتال، فبدأنا نستقدم بعض قواتنا من الجنوب، ونركزها على المحاور في بيروت حتى نحمي حالنا.

أحمد منصور: لو حبيت إنت الآن تقيم الحرب اللبنانية في 75 – 76 بإيجاز، كأهداف، كأسباب، كنتائج؟

محمد داود عودة: يعني أنا بأقول بإيجاز، أسباب الحرب كانت الفروقات الاجتماعية، والفروقات في الحصة السياسية بين الطوائف والأحزاب اللبنانية، واحد.

اثنين: السعي الإسرائيلي لبناء دولة طائفية تحقيقاً لأحلام (بن جوريون) و(موشي شريت) بالخمسينات.

والتالت: وجودنا اللي أصبح يعتبره الجانب اللبناني الآخر كأن إحنا جيش المسلمين وجيش الوطنيين.

أحمد منصور: خسائركم إيه في المعركة؟

محمد داود عودة: والله خسرنا، خسرنا كادر كبير، إحنا خسرنا في عم.. في بيروت أكثر من عمان، وخسرنا كادر .. يعني من قادة، قادة من قادتنا خسرناهم بالمعركة.

أحمد منصور: نقدر نقول إنكم كنتم مستهدفين كفلسطينيين في هذه المعركة؟ أم أن الحرب فرضت عليكم واضطررتهم أن تدخلوها؟

محمد داود عودة: لا، إحنا دفاعاً عن النفس، نحن الشعارات اللي كانت مطروحة كانت مخيفة.

أحمد منصور: ما كانش فيه أي وسيلة لتفويت عملية الحرب، لاسيما وأنكم خرجتم من حرب أخرى في عمان خسرتم فيها؟

محمد داود عودة: حاولنا.. كنا.. كنا بنفاوض الكتائب يعني، إحنا ما كناش

–أحمد- يعني غاويين حرب.

أحمد منصور: ما كررتوش أخطاءكم في عمان؟

محمد داود عودة: لا.. لا، مطلقاً، ما فيه، ما فيه، يعني الأخطاء يمكن كان اللبنانيين بيرتكبوا أخطاء بين بعض، حتى يعني صار مثلاً أقول لك في المنطقة الغربية عندي أنا، اللبنانيين عندهم حالة عجيبة بالقتال، يعني فيه عندهم.. كانوا.. أرجو ألا تعود هذه مرة أخرى في لبنان، التصفيات الطائفية على الهوية، القتل على الهوية، أنا بالمنطقة الغربية إن كنت أعتز بشيء، فبأعتز أني كنت أمنع التصفيات على الهوية، وكان واحد اسمه أحمد شنجر، لا أدري وين الآن، يصفي أي مسيحي على الهوية، فأنا بعت أطارده، ولو اعتقلته في ذلك الوقت لأعدمته، فهرب من بيروت كلها، ومرة من المرات أيضاً…

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني إنت عايز تقول إن قيادتك للقتال في بيروت الغربية كانت قيادة نظيفة؟

محمد داود عودة: آه، ما فيه، ما فيه مس بالطائفية، أولا قيادة نظيفة من جانبين، وهذا غريب، القتل على الهوية، واحتلال البيوت، أنا كنت أمنع قدر الإمكان أن يحصل هذا، مرات ما أستطيعش، نهب الأسواق كان غصباً عن إرادتي، وإرادة ناجي علوش الذي كان يشاركني في بيروت.

أحمد منصور: في الحلقة القادمة أتناول معك الخلاف الذي نشأ بينك وبين الرئيس عرفات في 78م، ومحاولة اغتيالك في (وارسو) في 81، بعدما نجوت من حكم الإعدام في الأردن، ونختتم شهادتك برؤية عامة للوضع الفلسطيني، أشكرك شكراً جزيلاً، كما أشكركم – مشاهدينا الكرام- على حسن متابعتكم.

تابعونا في الحلقة القادمة لمعرفة المزيد من التفاصيل عن شهادة السيد أبو داود، محمد داود عودة (عضو المجلس الثوري لحركة فتح).

في الختام أنقل لكم تحية فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محاور الحلقة

0:00 كشف عملية الأردن واعتقال المشاركين فيها

3:35 اعتراف أحد المشاركين على المجموعة واعتقالهم

4:20 بدء التحقيق مع أبو داود والمجموعة بالأردن

5:25 حكم بالإعدام لأبو داود ومجموعته

7:24 طريقة اختيار المشاركين في العمليات الفدائية

8:38 محاولات وضغوط من أجل الإفراج عن المعتقلين الفدائيين

9:00 الوقع الإعلامي لعملية احتجاز مجلس الوزراء

10:37 تخفيف حكم الإعدام من الملك حسين إلى مؤبد

11:00 وقع الحكم بالإعدام على أبو داود ومجموعته

15:40 الإفراج عن المجموعة في 18 سبتمبر 73 بعفو عام

16:15 لقاء الملك حسين بأبو داود

17:50 رأي الملك حسين عن أحداث أيلول

18:50 الضغوط الدلوية على الأردن

19:15 رأي الملك حسين وموقفه من حرب 1973.

21:30 رأي أبو داود في رفض الأردن دخول الحرب

25:43 حادث “عين الرمانة” في لبنان

27:40 شعار “لا للوجود الفلسطيني في لبنان

29:50 توزيع الأحزاب والفصائل داخل لبنان

32:15 مصادر الأسلحة لكل الأطراف بلبنان

35:00 أماكن وأعداد الفلسطينيين في لبنان

37:15 مسار الحرب بين الكتائبيين والفصائل الفلسطينية

39:40 علاقة الكتائب بالعدو الإسرائيلي

41:50 تقييم أبو داود لحرب لبنان 75 -76 أسباب وأهداف

Total
0
Shares
السابق
محمد-داود-عودة

محمد داود عودة ج7: محاولة اغتيال أبو مازن والتصفيات الداخلية

التالي
محمد-داود-عودة

محمد داود عودة ج9: محاولة اغتيال أبو داود على يد الموساد في وارسو

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share