صالح حشاد
أحد الطيارين المتهمين بمحاولة إسقاط طائرة الملك الحسن الثاني في المغرب
ولد الطيار صالح حشاد في بني ملال في المغرب عام 1938 م ..
التحق بالمدرسة العسكرية في مراكش في فبراير عام 1957، ثم ابتعث للتدريب على الطيران الحربي في فرنسا حيث أكمل دراسته عام 1959.
كان أحد طياري الميغ التي أهداها السوفيات إلى الملك محمد الخامس في العام 1960، كما كان صالح حشاد آخر طيار ودع الميغ السوفياتية عام 1965 في استعراض جوي جرى في المغرب وذلك بعد التحالف الكامل الذي أقامه الحسن الثاني ملك المغرب آنذاك مع الولايات المتحدة الأميركية.
ابتعث بعدها حشاد للدراسة والتدريب على الطائرات F5 الأميركية فائقة السرعة وذلك في قاعدة فنس إيرفورس في ولاية أوكلاهوما الأميركية حيث بقي هناك إلى العام 1967 وكان الأول على دفعته حيث تفوق حتى على الطيارين الأميركيين وحصل على درع الـ top gun وهو أعلى درع عسكري أميركي يمنح للطيارين المقاتلين آنذاك.
عاد صالح حشاد إلى المغرب ليصبح طياراً في قاعدة القنيطرة الجوية ثم ابتعث مرة أخرى إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1968 وبقي عاما كاملا يدرس أحدث التقنيات العسكرية في الكلية الجوية في قاعدة مونتغمري في ألاباما وكان الطيار الوحيد غير الأميركي الذي شارك بطائرته في حفل التخرج وذلك بسبب تفوقه وبراعته العسكرية.
عاد بعد انتهاء دراسته في الولايات المتحدة إلى قاعدة القنيطرة الجوية في المغرب حيث تدرج في المسؤوليات بها من قائد سرب إلى قائد فيلق جوي ثم رئيسا للعمليات في القاعدة. وفي السادس عشر من أغسطس عام 1972 انقلبت حياته رأسا على عقب، فقد كان قائد سرب الطائرات التي أقلعت من قاعدة القنيطرة الجوية لمرافقة طائرة ملك المغرب الحسن الثاني حال دخول الأجواء المغربية قادما من فرنسا، فوجئ حشاد الذي كان قائدا للسرب بثلاثة من الطيارين المرافقين له يفتحون نيران أسلحتهم على طائرة الحسن الثاني المدنية التي أصيبت في معظم أجزائها، ورغم إصابة طائرة الملك إصابات قاتلة حتى أن بعض محركاتها بدأت تحترق إلا أنها تمكنت من الهبوط ونجا الحسن الثاني في تلك المحاولة الانقلابية الشهيرة الفاشلة التي قادها الجنرال محمد أوفقير وزير الدفاع آنذاك والتي كانت الثانية ضد الحسن الثاني خلال عام واحد بعد محاولة انقلاب الصخيرات التي وقعت في العاشر من يوليو/ تموز عام 1971.
قبض على الطيار صالح حشاد وعلى من بقي على قيد الحياة من المشاركين في المحاولة الانقلابية وعلى رأسهم قائد سلاح الطيران وقائد قاعدة القنيطرة الجوية وأعدم الكثير من الطيارين والضباط. أما قائد المحاولة الجنرال محمد أوفقير فهناك روايات متعددة عن مصيره، بعضها يشير إلى أنه قد انتحر بينما تشير أخرى إلى أنه قد نحر، وحكم على صالح حشاد بالسجن عشرين عاما قضى منها ثمانية عشر عاما في أهوال سجن تزمامارت الرهيب.