استضاف الإعلامي أحمد منصور فى حلقة برنامج الشريعة والحياة التي تم بثها فى 5 يوليو 1998 الدكتور عبد الرزاق الشايجي العميد المساعد بكلية الشريعة بجامعة الكويت، للحديث عن العلمانية بين المفهوم الغربي والعربي، وأهداف المشروع العلماني في العالم العربي، وطبيعة الخلاف القائم بين المفكرين الإسلاميين والعلمانيين في العالم العربي
مقتطفات من الحلقة
في بداية الحلقة أكد الدكتور الشايجي أن الصراع بين التيار الإسلامي والتيار العلماني هو صراع بين الإيمان والكفر، وأوضح أن العلمانية في العالم العربي تنقسم إلى مدارس منها ما هو متطرف في طرحه ومنها ما هو معتدل ويكون نتيجة فكره جهل أو انبهار بالغرب
وحول أهم الفوارق الأساسية بين العلمانية الغربية والعربية أوضح الدكتور الشايجي أن الدين المسيحي لم يمانع من ترويض العلمانية الغربية للكنيسة ومن أن تكون السلطة بيد الناس بعيدا عن الدين، في حين أن الإسلام يرفض أن يشاركه في الحكم أو التشريع أي أيديولوجية أخرى لأنه جاء كعقيدة وشريعة ودين ودولة
كما بين أن العلمانية الغربية نشأت كشيء أصيل في المجتمعات الغربية وجاءت تحقيقاً لرغبة الجماهير الأوروبية، في حين أن العلمانية العربية تناهض وتصطدم بالعقيدة الإسلامية
وأكد الدكتور الشايجي أن العلمانيين العرب ليس لهم مشروع أو أهداف محددة سوى الحرب على المشروع الإسلامي وتغييب الهوية الإسلامية وتغيير ملامح المجتمع الإسلامي
وعن إمكانية وجود حوار علماني إسلامي أكد الدكتور الشايجي إمكانية الحوار فقط مع العلمانيين الذين لا يؤمنون بالعلمانية الشاملة وإنما الجزئية التي تؤمن بفصل الدين عن الدولة دون هدم القيم الأخلاقية للإنسان
وخلال مداخلة هاتفية أكد الدكتور عبد الوهاب المسيري الكاتب المتخصص في الحركتين العلمانية والصهيونية، على تقسيم العلمانية إلى قسمين، الأول هو العلمانية الجزئية وهي المطالبة بفصل الدين عن الدولة وتلتزم الصمت بخصوص القيم الأخلاقية المطلقة والحياة الخاصة للأفراد، أما القسم الثاني فهو العلمانية الشاملة والتي تفصل الدين عن الدولة كما تفصل القيم عن الحياة في شكليها العام والخاص
وحذر الدكتور المسيري من خطورة العلمانية الشاملة التي تظهر من خلال الإعلانات التلفزيونية أو الأفلام الأمريكية حيث أكد أنها تستهدف الإنسانية والكيان البشري بشكل أساسي عن طريق التسلل إلى الوعي من خلال منظومة قيمية تعيد تشكيل الوجدان والأحكام على الواقع
وأوضح الدكتور المسيري أن الممارسات العلمانية في الدول العربية بدأت مع الاستعمار ودخول نابليون وبعده الاحتلال الإنجليزي لمصر وظهور نظام تعليمي جديد منفصل عن النظام التعليمي الديني القديم تبنَّي فكرة أن العلم منفصل عن الدين.
