التضليل السياسي فى شرم الشيخ

في الوقت التى تمارس فيه الأدارة الأمريكية كما هائلا من التضليل الأعلامي بدأته بعد الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 لتبرر من خلاله كل ما قامت وتقوم به بعد ذلك ، فإنها تسعي الآن للتغطية علي فشلها الذريع في العراق وأفغانستان بعمليات من التضليل السياسي لا تقل فجاجة وصلافة عن التضليل الأعلامي الذي لم تتوقف عن ممارسته ، وقد أصبح منتجع شرم الشيخ في مصر هو المكان المفضل لعقد مؤتمرات التضليل السياسي الذي تدعوا له الأدارة الأمريكية ، كان آخرها المؤتمرين اللذين عقدا في الثالث والرابع من مايو الجاري ، أحدهما شاركت فيه ستون دولة حليفة أو تابعة للولايات المتحدة ، والآخر شاركت فيه دول جوار العراق ، وبغض النظر عما تحدث عنه المؤتمرون فلم يكن المؤتمر بكل كواليسه إلا محاولة للتغطية علي الفشل العسكري والسياسي للولايات المتحدة في العراق من جهة ، وكذلك الفضائح التى تشمل كل أركان إدارة الرئيس الأمريكي بوش والضغوط الهائلة عليه من الكونجرس من ناحية ثانية ، فرئيس الوزارء العراقي نوري المالكي تحدث فى المؤتمر وكأنه يملك من أمره شيئا ، في الوقت الذي كان فيه في القاهرة قبل أيام من المؤتمر وأعلن بشكل مفضوح أنه لا يدري شيئا عن سور الأعظمية الذي بنته القوات الأمريكية لتطويق سكانه السنة ، وأعلن أنه أمر بإيقاف بنائه ، لكن ضابطا عراقيا يعمل لدي الأمريكيين رد علي المالكي بشكل واضح وحاد وقال ، أن بناء السور لن يتوقف ، ولم يتوقف بالفعل ، لأن المالكي هو صورة هزيلة لهؤلاء الذين تعينهم سلطات ثم يعتقدون أنهم أصبحوا يحملون شيئا من اللقب الذين يمنحونهم إياه ، فالحاكم الحقيقي للعراق الآن هو الجنرال الأمريكي بتريوس هو الذي يصدر الأوامر وجميع من يعملون في المشروع السياسي الأمريكي ليس عليهم إلا الطاعة ، لكن الذين شاركوا في شرم الشيخ ساهموا في عملية التضليل وكثير منهم سيق إلي المؤتمر الذي تصدرته وزيرة الخارجية في محاولة يائسة للتغطية علي ما خلفته وراءها في واشنطن من الفضائح التى تلاحق إدارة بوش أو إدراتها هي فى الخارجية ، حيث تعرضت في أسبوع واحد إلي ثلاث هزات إثر استقالة ثلاثة من كبار مساعديها في الخارجية ، حيث كانت المكلفة بتحسين صورة الولايات المتحدة فى الدول العربية دينا باول في الأول من مايو لتكون ثالث مسئول رفيع في الخارجية يستقيل خلال أسبوع ، بعد استقالة باري لوينكرون مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية المكلف بملف الديمقراطية وحقوق الأنسان والشئون الأجتماعية ، وقبله استقال إثر فضيحة جنسية مدوية راندال توبياس مدير الوكالة الأمريكية للمساعدة فى التنمية ، وتعتبر استقالة دينا باول لها دلالاتها فهي كانت مسئولة عن الترويج وتحسين صورة الولايات المتحدة في الدول العربية ، لكنها حققت فشلا ذريعا في تلك المهمة المستحيلة التى كانت تقوم علي التضليل السياسي والأعلامي ، كما تعتبر استقالة لونكرون كذلك ضربة قاصمة باعتباره مساعد الوزيرة المكلف بحقوق الأنسان والديمقراطية ، وهو الملف الذي سعت الأدارة الأمريكية للترويج له ، لكن الممارسات علي الأرض أكدت أن ما كان يتم الأعلان عنه لم يكن سوي تضليل إعلامي وسياسي ، جاءت استقالة لونكرون لتؤكده ، وقد حققت رايس التي كانت تتزعم مؤتمر شرم الشيخ فشلا ذريعا في إدارتها للخارجية الأمريكية ، فكل زيارتها الأخيرة لم تحقق فيها تقدما يذكر ولو خطوة واحدة في أي قضية علاوة علي أن كبار الموظفين لديها قد استقالوا من الوزارة أو أقيلوا خلال الأشهر الماضية ومن أبرزهم ستيفن كراسنر مدير التخطيط فى الوزارة ، وبوب جوزيف مساعد وزيرة الخارجية المكلف شئون الأنتشار وجون بولتون السفير الأمريكي لدي الأمم المتحدة ، وكثير من هؤلاء لم يدخروا جهدا فى نقد رايس وسياستها ، هذه السيدة التى تدير سياسة فاشلة تأتي إلي المنطقة فتتربع دائما علي العروش في المؤتمرات والأجتماعات التى تحضرها لذا أصبحت تقضي هنا من الأيام أكثر مما تمضي فى وزراتها التى تعاني من الفضائح والأستقالات ، ومن تابع مؤتمرها الصحفي الذي عقدته في نهاية مؤتمر شرم الشيخ يدرك كم كانت هزيلة وغير مقنعة علي الأطلاق فى إجاباتها علي أسئلة الصحفيين الذين لم يبد أيا منهم من أسئلتهم قناعة سواء بالمؤتمر أو قراراته ، وبدا المؤتمر فى محصلته ونتائجه أنه مثل ستة عشر مؤتمرا مثله عقدت عن العراق لاتزيد عن كونها حفلات للعلاقات العامة والتضليل والتدليس السياسي ،، ومحاولة للتغطية علي الفشل الذي تعانيه الأدارة الأمريكية ، لكن هل سيفلح كل هذا علي التغطية علي الهزيمة الأمريكية فى العراق ؟ .

Total
0
Shares
السابق
بطرس غالي

بطرس غالي يرد على تساؤلات المشاهدين عن شهادته على العصر..وتورطه فى النفط مقابل الغذاء

التالي

استجداء ا لملا عمر

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share