دوغلاس لوت قيصر الحرب الأمريكي الجديد

في الوقت الذي أعلن فيه السفير الأمريكي لدي العراق ريان كروكر في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية فى 17 مايو الجاري بأن العراق اقترب من ” حافة الهاوية ” ، اختار الرئيس الأمريكي جورج بوش اللفتاننت جنرال دوغلاس لوت ، ليصبح ” قيصر الحرب ” الجديد في كل من العراق وأفغانستان ، وهذا المنصب الذي استحدثه الرئيس الأمريكي بوش ، يهدف من ورائه إلي البحث عمن يمكن أن يساعده في تأخير إعلان الهزيمة ، التى أصبحت حقيقة واقعة في رأي كثير من المراقبين ، ليس فى العراق فقط ولكن فى كل من العراق وأفغانستان ، وهذا ما دفع بوش طوال الأشهر الماضية إلي البحث عن ” قيصر للحرب ” يمنحه صلاحيات واسعة ليساعده علي تأخير إعلان الهزيمة ولو إلي ما بعد الأنتخابات الرئاسية القادمة فى الولايات المتحدة والتى ستجري فى شهر نوفمبر من العام 2008 ، وقد نشرت صحيفة ” واشنطن بوست ” الأمريكية تقريرا فى 14 إبريل الماضي قالت فيه إن بوش سعي لأقناع كثير من الجنرالات ذوي الخبرة العسكرية المميزة لتولي هذا المنصب لكنهم جميعا اعتذروا ، وكان من بينهم الجنرال المتقاعد جون شيهان الذي كان أحد كبار الجنرالات السابقين فى حلف الناتو ، لكن شيهان اعتذر عن المنصب قائلا : ” إن ديك تشيني نائب الرئيس وجماعته لازالوا مؤثرين أكثر من البراجماتيين الذي يبحثون عن مخرج من العراق ” ، وأضاف هادلي : ” لقد قررت رفض العرض بدلا من الذهاب إل العراق والأصابة بقرحة فى المعدة ” ، والرفض الذي أعلنه الجنرال هادلي للمنصب شاركه فيه أيضا كل من جنرال الجو المتقاعد جوزيف رالستون ، وجنرال الجيش المتقاعد جاك كين ، لكن بوش فى النهاية وجد ضالته فى الجنرال دوغلاس لوت الذي وصفه بوش فى بيان تعيينه قائلا : ” إن الجنرال لوت قائد عسكري بارع جدا يفهم الحرب والحكومة ويعرف كيف ينجز المهام ” وأضاف بوش : ” إن لوت سوف يصبح مدير تنفيذ استراتيجيتنا فى العراق وأفغانستان بدوام كامل ” ، ولأن استراتيجية بوش في العراق وأفغانستان ليست ـ كما وصفها كثير من المراقبين ـ سوي ” استراتيجية الفوضي والتخبط ” فإن مهمة لوت سوف تكون مهمة عسيرة كما كانت مهمات الجنرالات الكثيرين الذين فشلوا فى تجميل وجه بوش وإدارته مثل الجنرال جون أبي زيد و الجنرال ريكاردو سانشيز وعشرات الجنرالات الأخرين الذين أوفدهم بوش للعراق وأفغانستان فغرقوا فى المستنقع هناك وتدهورت أوضاع القوات الأمريكية من سيء إلي أسوا حتى وصل الأمر بالسفير الأمريكي الأمريكي الجديد الذي أوفده بوش إلي العراق ريان كروكر أن يقول بأن الوضع في العراق قد وصل إلي حافة الهاوية ، لكن زلماي خليل زاد السفير الأمريكي السابق فى بغداد كان أكثر وضوحا فى رسالته التى أرسلها إلي وزيرة خارجيتة كوندليزا رايس ونشرت مقتطفات منها صحيفة الأنبندنت البريطانية فى 20 يونيو 2006 تحت عنوان ” الحقيقة البشعة حول الحياة اليومية فى بغداد ” حيث قال في المذكرة التى أرسلها لها بتاريخ 6 يونيو 2006 ” إن العراق فى طور التحلل ، حيث أصبحت السلطة الحقيقية فى يد المليشيات ، والحكومة لا حول لها ولاقوة ” وقد لخص الوضع المتحلل فى ثلاثة وعشرين نقطة كلها تتناقض تماما مع الصورة الوردية التى يحاول بوش ومن حوله من خلال التدليس والتضليل أن يظهروا غيرها لذا فإن الجنرال شيهان فهم الأمر بعمق حينما رفض العرض حتى يقي نفسه شر الأصابة بقرحة فى المعدة من جراء الفشل الذي أحاط بمن قبله وسوف يحيط بمن بعده .
وقبل أن يحصل الجنرال لوت ” قيصر الحرب الجديد ” علي الموافقة علي تعيينه فى منصبه الجديد من الكونجرس سوف يلتقي الرئيس بوش مع الأمين العام لحلف الناتو جاب شيفر في اجتماع علي مدي يومين هما 20 و21 مايو الجاري للبحث فى الوضع العسكري في أفغانستان والعراق ، وقد أشار الكاتب البريطاني باتريك سيل فى مقال نشره فى 14 مايو الجاري بأن فحوي الرسالة سيكون بأن ” الناتو بدأ يخسر الحرب فى أفغانستان ” لاسيما بعدما صادق مجلس الشيوخ فى أفغانستان في 8 مايو علي مشروع قرار يقضي بالتفاوض الرسمي مع حركة طالبان ووقف إطلاق النار معها ، وتحديد جدول زمني لانسحاب القوات القوات الأجنبية من البلاد، ونص المشروع علي عدم مهاجمة القوات الأجنبية لحركة طالبان مالم تتعرض هذه القوات لهجمات من الحركة ، وقد سبق للجنرال ديفيد بترايوس الذي عينه بوش قائدا عسكريا جديدا فى العراق ووصف بأنه ” أمل بوش الأخير ” أن صرح في أول مؤتمر صحفي عقده فى بغداد في 8 مارس الماضي بأن : ” الحرب فى العراق لا يمكن حسمها عسكريا ، ولابد من الحل السياسي ومصالحة الجماعات المتضررة ” ، كل هذه مؤشرات إلي أن مهمة القيصر الجديد ليس كسب حرب عسكرية خاسرة كما وصفها زعيم الأغلبية الديمقراطية هاري ريد ، ولكن تجميل وجه بوش وإدارته بحيث تتحول الهزيمة العسكرية إلي نصر سياسي علي أسوأ تقدير فهل يفلح الجنرال لوت فيما فشل فيه كل جنرالات بوش السابقين ؟

.”

Total
0
Shares
السابق

الإسلام والنفط .. سرالإهتمام الأمريكي بإفريقيا

التالي

الحرب على الصحفيين .. أصبحت مهنة الموت

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share