خطة عاجلة لإنقاذ مصر


لا أدرى لماذا يبدو الدكتور محمد مرسى، المرشح الرئاسى لجماعة الإخوان المسلمين، مشوشا فى أدائه الإعلامى حتى الآن ولا يقدم من خلال الحوارات التى تجرى معه أو اللقاء الأخير الذى أجراه مع المفكرين والإعلاميين يوم الخميس الماضى 31 مايو 2012 -ونشرت «الوطن» تفاصيله- أفكارا محددة واضحة يحشد بها الرأى العام المصرى وراءه ليصبح مرشح الشعب الحقيقى. إننى أشعر بالحزن والألم حينما أجد المعسكر المناهض للثورة الممثل لنظام مبارك تقوى شوكته يوما بعد يوم ويستقطب الناس أو يجعلها حيارى على الأقل فى الوقت الذى لا يبرح فيه الدكتور مرسى مكانه فيما يقدمه من أطروحات وأفكار، ولا أعرف لماذا لا يقبل أن يكون نصف رئيس أو ثلث رئيس مقابل ألا تضيع الثورة من أيدى الشعب بدلا من تشبثه بكل شىء، وأن يدرك أن خطاب السياسيين للشعوب ليس فيه تعليم أو توجيه فهذا ما يقوم به داخل جماعة الإخوان ولكن مع الشعب دوره أن يكون خادما لهذا الشعب وليس معلما أو موجها أو مربيا؛ فالشعب لا يريد من حكامه الجدد إلا أن يكونوا خداما له، وأن يدرك الدكتور مرسى أن السياسة فن، والقيادة علم، والحديث مع الناس حرفة. إننى لم أشعر أن مصر فى خطر منذ قيام الثورة كشعورى بالخطر الذى هى عليه الآن؛ لذلك كلما التقيت مع كل ذى بصيرة تحدثت معه وتحدث معى عن المخرَج.. وممن التقيتهم خلال الأيام الماضية ودار بينى وبينهم حوار عميق الصديق المبتكر والمصمم عمرو حلمى، وهو من الشخصيات التى تهتم بالإبداع والابتكار.. التقينا قبل عدة سنوات وفكرنا فى برنامج لتحفيز الابتكار والإبداع عند الشباب وما زالت فكرته قائمة، لكن خلال وبعد الثورة لم يقف عمرو حلمى عند حدود الابتكار والتصميم وإنما تخطاه إلى السياسة، وبدأ يلعب دورا فى «حزب الحضارة»، وقبل أيام التقيته وتدارسنا الهم الذى تعيشه مصر والمصريون ووصلنا لفكرة لن أطرحها الآن لأنها بحاجة إلى مزيد من الجهد والتفكير والوقت، لكنه طرح علىّ خطة عاجلة لإنقاذ مصر وثورتها تتلخص فيما يلى: بما أن التاريخ هو وعاء الحضارة الإنسانية، وكنزها الإستراتيجى، فإن المأزق الذى تعيشه مصر الآن له مخرج تاريخى أنقذ روما من قبل حتى أنه مكنها من حكم العالم وامتدت إمبراطوريتها إلى حوض المتوسط كله تقريبا وهذا المخرج يتمثل فى: قيادة ثلاثية لمصر، وهذا ما تنادى به القوى الوطنية توازى القيادة الثلاثية لروما القديمة حيث كان يوليوس قيصر وكراسوس وبومباى يحكمون روما فى سنة 60 قبل الميلاد فيما عرف بنظام «الترايموفيرات» triumvirate وتم تكرارها بين أنطونيو وأوكتافيوس ولابيدوس فى سنة 43 قبل الميلاد، وتكرر هذا الأمر وما زال يتكرر فى دول كثيرة حينما تمر بظروف عصيبة مثل التى تتعرض لها مصر الآن، حيث يقوم نظام «الترايموفيرات» على توزيع الاختصاصات فى إدارة الدولة على ثلاث قيادات، والاقتراح أن يكون فى مصر لمدة واحدة مدتها 4 سنوات حتى يتم وضع الدستور واستقرار البلاد وأن تكون على النحو التالى: 1- قائد سياسى «رئيس الجمهورية ويكون معه وزارة الدفاع والخارجية والداخلية». 2- قائد تنفيذى أو نائب أول أو رئيس وزراء يقود الوزارات المحركة لكيان الدولة من ناحية الاقتصاد والخدمات. 3- قائد للتحول الثورى أو نائب ثان للرئيس «يدير قضية وضع الدستور وسن القوانين ويتابع المحاكمات الثورية وتطهير البلاد من الفساد والتصدى للثورة المضادة ويرسخ دعائم الثورة بالقانون ويدير وزارة العدل والتشريع». وبإسقاط هذه الخطة على أرض الواقع يكون كل من مرشحى الرئاسة اللذين حظيا باختيار الشعب بعد مرسى وهما عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى ضلعى المثلث مع مرسى بما يملكان من كاريزما وحضور واحترام لدى الشعب، ولا ينتظر أن يطرح الدكتور مرسى هذا الأمر -وفق رأى عمرو حلمى- بل يجب وفق قاعدة يوسف (عليه السلام): «اجعلنى على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم»، بمعنى أن يتقدم كل من حمدين وأبوالفتوح بهذا الأمر بدعم من الحكماء والمثقفين والقوى الثورية وأن يؤخذ على أيدى الإخوان ويجبروا عليه لأن المصلحة الآن هى مصلحة مصر كلها وليست مصلحة الإخوان أو يتخلى الشعب عن الإخوان ويحملهم المسئولية أمام الله والتاريخ. أعتقد أن ما طرحه عمرو حلمى هو من أدق الاقتراحات وأكثرها واقعية لإنقاذ مصر وثورتها ودماء شهدائها، وهو الحل الوحيد الآن لاستكمال الثورة لاسيما أنه طُبِّق وما زال يطبَّق.. فهل يتحمل الإخوان مسئوليتهم التاريخية ويقبلون هذا الحل ويجلس الجميع على طاولة إنقاذ الوطن قبل فوات الأوان؟!

Total
0
Shares
السابق

لغة القاضى.. وأحكامه

التالي

حيرة المصريين وقلقهم

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share