«عربية» الكتاتنى وراتبه ( 1)

أثناء إعدادى للحوار مع الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب لبرنامجى «بلاحدود» فى شهر أبريل الماضى، وجدت موضوعات كثيرة منشورة حول «عربية الكتاتنى»، أى السيارة التى يركبها الدكتور الكتاتنى رئيس مجلس الشعب، وأن برامج تليفزيونية لزملاء فى محطات فضائية مصرية قد تناولت هذا الأمر على نطاق واسع، فقررت ألا أكتفى بالمادة المكتوبة وإنما بحثت عن المادة الفيلمية التى يتناول فيها الزملاء هذا الأمر وشاهدتها، فوجدت أحد مقدمى البرامج يؤدى «وصلة ردح» من العيار الثقيل حول «عربية الكتاتنى اللى نهب أموال الشعب واشترى سيارة جديدة ماركة (بى.إم.دبليو) بمليون ونصف المليون جنيه من دم الشعب المصرى»، وسمى وصلة الردح هذه استجوابا يقدمه لرئيس مجلس الشعب ويطالب بإجابات عليه، ووجدت الثانى ينقل عن الأول ما ذكره فى موضوع «العربية» وقال إنه سمع أن الكتاتنى يركب عربية من أموال الشعب بمليون وشوية، وإن «كلنا بنركب عربيات غالية لكن من فلوسنا مش من فلوس الشعب فما ينفعشى إن الكتاتنى كان يقبل عربية بالفخامة دى»، ويضيف الزميل: «اللى أسوأ من العربية إنى سمعت إنهم سفلتوا له الشارع بتاعه وقفلوه من الناحية دى ومن الناحية دى، ودى المصيبة خلاص يبقى الكتاتنى خلق لكى يكون مثل سرور.. خلاص خلصنا.. خلصت الحدوته.. لما الكتاتنى يركب عربية بى إم 700 بمليون و400 ألف جنيه ويبقى قدامه حرس ووراه حرس وينزل وشارعه مسفلت والشوارع اللى حواليه مش مسفلتة، وقافلين له الشارع من الناحية دى والناحية دى، يبقى كل سنة وإنتم طيبين». هناك زملاء آخرون هاجموا الكتاتنى وقالوا إن الكتاتنى يتقاضى ما كان يتقاضاه سرور كل شهر من مخصصات تصل إلى 750 ألف جنيه شهريا، هذا ما قرأته وكان متداولا ومنشورا وما زال على نطاق واسع، لكنى سعيت لتقصى الحقائق من الداخل فقضيت عدة جلسات للتحضير مع الدكتور الكتاتنى ولم تكن هذه الموضوعات على رأسها وإنما كانت من بينها، ولم أتطرق لها فى الحوار الذى امتد على حلقتين لأنى كما أفعل دائما كنت أبحث عن الجدية والفائدة وليس الإثارة والفراغ، وكانت المرة الأولى فى حياتى التى أتحدث فيها مع الكتاتنى فقد التقيت معه فى مناسبات عامة عدة مرات ولم أتحدث معه، لكنى حينما قضيت عدة ساعات فى مكتبه فى المجلس فى أكثر من زيارة أستطيع أن أؤكد من خلال لقاءاتى مع عشرات أو مئات من السياسيين من رؤساء وزعماء وصناع قرار حول العالم طوال خمسة وعشرين عاما أننى رأيت رجل دولة من الطراز الرفيع، ووجدت موظفى المجلس الذين يتهمون بالفلول يتعاملون مع الرجل باحترام وتقدير شديد ويتحدثون عنه بذهول وإعجاب قال لى أحدهم: «لقد رافقت فتحى سرور فى زيارة سابقة إلى الكونجرس الأمريكى والتقى خلالها مع نانسى بيلوسى حينما كانت رئيسة لمجلس النواب وكانت مدة الجلسة عشرين دقيقة فقط لم يتم التطرق فيها على الإطلاق للعلاقات المصرية الأمريكية وإنما تحدثت بيلوسى عن رغبتها فى زيارة الأقصر وأسوان وأى الأوقات أفضل، مع بعض المجاملات لرجل يمثل نظاما خادما للولايات المتحدة وليس ممثلا للشعب المصرى، بينما حينما التقت بيلوسى فى شهر مارس الماضى مع الدكتور الكتاتنى فى المجلس حيث جاءت على رأس وفد كرئيسة للأقلية فى مجلس النواب الأمريكى، قال لها الكتاتنى فى بداية الجلسة إن هذا المجلس منتخب بشكل حر ويمثل إرادة الشعب ولا بد أن يكون معبرا عن صوته ورأيه الحقيقى، وكانت بيلوسى تدرك وهى تنصت للكتاتنى والحضور من الأعضاء طوال عدة ساعات أنها تنصت إلى الممثل الحقيقى للشعب المصرى وسمعت من الكتاتنى ما لم يسمعه مسئول أمريكى من مسئول مصرى طوال ستين عاما فقامت وهى مذهولة ومعجبة ومقدرة ومتخوفة».. أما لقاء الكتاتنى مع الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى على هامش لقاءات الاتحاد البرلمانى الدولى فى شهر مارس الماضى فله قصة أخرى نتابعها غدا.

Total
0
Shares
السابق

أهم وظيفة فى مصر

التالي

عربية الكتاتنى وراتبه (2)

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share