المطار يا سيادة الرئيس؟

من المؤكد أن الرئيس محمد مرسى كان يسافر قبل رحلته الأولى خارج مصر مثلنا جميعا وليس من الصالة الرئاسية أو من أحد المطارات العسكرية التى يمكن أن يكون قد سافر منها إلى السعودية، ولأن المطارات هى الواجهة الأولى والرئيسية للدول، فعلى الرئيس أن يجعل مطار القاهرة الدولى من أولوياته، لأن المشكلة الأزلية لمطار القاهرة يجب أن تجد حلا سريعا وجذريا وحاسما يؤكد لكل من يزور مصر أنها قامت بها ثورة، ونجح بها رئيس منتخب للمرة الأولى من قبل الشعب، وأن واجهتها الرئيسية وهى المطار أصبحت تعبر عن الثورة وعن الشعب المصرى وعن الرئيس المنتخب وليس عن النظام السابق كما هى الآن. لو أدرج السيد الرئيس مطار القاهرة واجهة مصر أمام شعبها وأمام العالم على رأس أولوياته لتغيرت أشياء كثيرة خلال فترات وجيزة، لأن المظاهر السلبية بالمطار بدءا من التسول من بعض الموظفين لا سيما عاملى النظافة وانتهاء بالمعاملة غير اللائقة من بعض رجال الأمن يجب أن تنتهى. كنت مسافرا قبل عدة أسابيع عبر مصر للطيران إلى باريس، وجاءنى موظف فى صالة السفر وقال لى: إننا بصدد استطلاع آراء بعض المسافرين حول الخدمات التى نقدمها ورأيهم فيها، وفرصة أننا وجدناك فأرجو أن تسمح لى بالكتابة والتسجيل حتى أرفع الأمر للمسئولين، قلت له: رغم قناعتى بأن شيئا لن يتغير سريعا لكنى سأخبرك بملاحظاتى، وجلس الموظف يسجل ويسمع لمدة نصف ساعة تقريبا ملاحظات جوهرية نقلتها له من كل مطارات العالم التى أصل إليها وأسافر منها، وكل ملاحظة كنت أضرب له مثلا بمطار معين من حيث النظافة والنظام والمعاملة الكريمة وصالات السفر الفخمة لشركات الطيران الوطنية، وما تعجبت له أن كل هذه الملاحظات حضرتنى بأمثلتها فى حينها، لكنى قلت إننى مثل كل مصرى كلما رأيت شيئا مميزا فى بلد أو مطار قلت: يا إلهى! لماذا لا يكون هذا فى مصر لا سيما أنه غير مكلف ولا يحتاج لميزانيات بل فقط إلى قرار وإلى مسئولين يحبون بلدهم مصر؟ هل من المكلف علينا أن نوقف التسول العلنى والمقزز فى المطار من الموظفين والموظفات الذين يقومون بالنظافة والذين تحولوا إلى متسولين رسميين وعلى لسانهم على مدار العام للمصريين وللسياح وللجميع: «كل سنة وانت طيب يا بيه»؟ وهل حقا يتقاسم هؤلاء ما يحصلون عليه من التسول مع المسئولين فى المطار الذين يرون هذا عيانا بيانا جهارا نهارا ولا يمنعونه؟ ثانيا: بالنسبة للأمن.. هل عجزت مصر كما قال لى أحد الأصدقاء من غير المصريين، أن تجد ألف ضابط وأمين شرطة ورجل أمن مدربين منتقين بشكل جيد يرتدون ملابس مميزة ويتقنون لغة إلى جوار العربية ويعرفون كيف يتعاملون سواء مع المصريين أو الأجانب بطريقة لائقة، بدلا من النوعيات التى نراها تتعامل مع المسافرين كأنهم مذنبون فى مخفر شرطة أو سجن طرة، ويستخدمون أحيانا ألفاظا سوقية مع الناس، حتى إنى كدت فى آخر مغادرة لى من مصر قبل أيام أن أشتبك مع أحدهم بعدما وجدته يتعامل بطريقة غير لائقة مع راكبة غير مصرية؟ ثالثا: هل إدارة أمن المطار عاجزة عن تنظيم سيارات التاكسى وشركات الليموزين لتقف فى صف مثل كل مطارات العالم بدلا من خطف الركاب والسياح بطريقة مهينة بعد وصولهم؟ رابعا: لماذا يتم التعامل مع الفلسطينيين بهذه الطريقة المهينة بحيث يتركون ساعات مطولة فى المطار حتى ينقلوا إلى الحدود فى سيارات خاصة وكأنهم مجرمون؟ وأمور أخرى كثيرة لا حصر ولا نهاية لها بحاجة إلى تكوين هيئة فعالة من كل الجهات العاملة فى المطار لحل هذه المشكلات لواجهة مصر الأولى. من المؤكد أن الرئيس مرسى كان مثلنا يغضب لما نغضب له، أما الآن فهو يسافر من صالة الرئاسة أو المطارات العسكرية ولن تقع عيناه على ما تقع عليه عيوننا ويؤذينا فى سفرنا ووصولنا، لكننا نقول للرئيس مرسى: لا تنس المطار يا سيادة الرئيس، يجب أن يكون من أولوياتك، نريد كمصريين أن نفخر كما يفخر غيرنا بمطاراتهم والأمر ليس بحاجة لميزانية وإنما لقرار ومساءلة.

Total
0
Shares
السابق

المغرب ومصر وإصلاح القضاء

التالي

من السجن إلى كرسى الرئاسة

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share