السفيرمحمد مرسى؟!!

ذهبت إلى السفارة المصرية فى الدوحة لقضاء مصلحة، وعادتى أن أقف فى الطابور مع الناس لأسمع وأشاهد نبضهم، فالصالة ضيقة والمراجعون كثيرون والموظفون قليلون، والكل غاضب دائماً، ويبدو أن هذا هو حال القنصليات المصرية حول العالم، صاحب الحاجة يريد قضاءها دون اعتبار لظروف الموظف، والموظف يعمل فى ظروف صعبة ومكان ضيق وكم هائل من ضغط العمل، ومثل تلك الأعمال التى تعتمد على خدمة الجمهور والتعامل معه تحتاج إلى صبر جميل وإلى طول بال. حاجتى كانت تقتضى أن أقابل القنصل، فانتظرت فى قاعة كان بها عشرة تقريبا من المراجعين المصريين، ما إن رأونى حتى بث أحدهم شكايته على مسمع من الجميع، فقلت لهم أنا لا أجيد شيئا إلا القيام بالثورات أو تذهبوا بشكايتكم عند الموظف المختص، ثم قمت لأتعجل موعدى، ولم أشعر بأنهم جميعا خرجوا ورائى، يبدو أن فكرة الثورة أعجبتهم، قبل أن أصل لمكتب الأمن وجدت أمامى رجلين كان واضحا أن أحدهما يودع الآخر، توجه الأول نحوى بالتحية وعرفنى بنفسه، ثم تبعه الآخر فقال: أنا السفير محمد مرسى سفير مصر الجديد فى قطر، قلت للسفير: هل هى مصادفة أن يكون رئيس مصر الجديد محمد مرسى وسفير مصر الجديد فى قطر محمد مرسى، قال إن لهذا الأمر حكاية أرجو أن يتسع وقتك لأرويها لك، حينئذ أخذ كل واحد من المراجعين يبث شكايته للسفير، والسفير يعدهم بأن يقضى حاجتهم ونادى على أحد الموظفين وقال له: أرجو ألا يخرج أحد منهم من السفارة إلا وقد قضيت حاجته، ارتفعت الأصوات حينها بالدعاء للسفير، إلا واحدا قال للسفير: أنا مشكلتى عويصة ولا بد أن أرويها لك، قال له: إذن، انتظرنى، صعدت مع السفير إلى مكتبه وعادتى أن ألتقى بالقناصل لا بالسفراء حيث مصالح المواطنين عندهم، وأذكر أن آخر مرة دخلت فيها مكتب قنصل مصرى كانت فى باريس فى أغسطس من العام 2010 حينما قامت المخابرات التونسية فى عهد المخلوع زين العابدين بن على بسرقة حقائبى من الفندق الذى كنت أقيم فيه حينما كنت أسجل حلقات «شاهد على العصر» مع أحمد بنور مدير المخابرات التونسية الأسبق والذى كان العدو اللدود لبن على، حينها فقدت جواز سفرى وكل هوياتى واضطررت لأن أذهب للقنصلية المصرية فى باريس، حيث استقبلنى القنصل بترحاب واحترام وعرفنى على رئيسة الفريق القنصلى، فقلت لهما مداعبا: أنتم مخابرات، أم أمن دولة؟ فقالا فى صوت واحد: والله إحنا من وزارة الخارجية؛ لأنه من المعروف أن معظم القناصل المصريين فى الخارج، ضباط تابعون لأمن الدولة أو المخابرات، منها قضاء مصالح للمواطنين ومنها تجسس عليهم، وبالمرة سبوبة لتحسين الدخل، ومكافأة للضباط المجدين والأقارب والمحاسيب، وكان الله يحب المحسنين. قال لى السفير محمد مرسى، هل تعلم أنى أسكن بجوار بيت الرئيس محمد مرسى فى التجمع الخامس فى القاهرة؟ وهل تعلم أنى أول سفير معتمد لأول رئيس منتخب فى تاريخ مصر؟ فقد وقع الرئيس مرسى أوراق اعتمادى فى 8 يوليو الماضى ووصلت الدوحة فى 9 يوليو، قلت له مداعباً: لا أعرف لو نجح أحمد شفيق، هل كان سيعتمد أوراقك سفيرا واسمك محمد مرسى؟ ضحكنا ثم قلت له: ما الذى تنوى القيام به لمصر والمصريين لا سيما وأن المصريين فى قطر غاضبون دائما من خدمات القنصلية شأنهم شأن المصريين فى كل مكان، قال: سوف ننتقل بعد ثلاثة أشهر إلى المبنى الجديد للسفارة، وأعد المصريين فى الدوحة بأن يجدوا اهتماما ومعاملة أخرى، فى كل شىء وأن تكون الخدمات على أعلى مستوى قدر المستطاع؛ لأن الموارد قليلة، لكننا سنحاول أن نقدم الخدمة الأفضل، وعدنى السفير بأنه جاء لخدمة مصر الثورة وخدمة المواطنين المصريين، قلت له هذا ما يجب أن يحصل عليه المواطن المصرى فى كل مكان، من اليوم لا بد أن يجد المصرى نفسه مكرما داخل بلده من حكومته وخارجها من السفارات وإلا على الثورة السلام.

Total
0
Shares
السابق

تدليس الجنزورى وصمت مرسى (2)

التالي

الخطاب الذى ينتظره الشعب المصرى

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share