الأخضر الإبراهيمى .. وسيط للإيجار

من المقرر أن يصل اليوم السبت 8 سبتمبر للعاصمة السورية دمشق وسيط الأمم المتحدة والجامعة العربية الجديد الأخضر الإبراهيمى وزير خارجية الجزائر الأسبق والوسيط المتعدد الخدمات والمهمات السابق لدى الأمم المتحدة، ورغم أن الإبراهيمى نفسه أقر بأن مهمته فى سوريا شبه مستحيلة، فإن الرجل الذى يهوى كاميرات التليفزيون والفنادق الفخمة والبدلات النقدية للأمم المتحدة لم يرفض المهمة التى أعادته إلى الأضواء بعدما كان قد استقر فى شقته الباريسية المطلة على حديقة لوكسمبورج واستسلم للتقاعد. بدأ الإبراهيمى مهمته المستحيلة بتصريح أغضب فيه الجميع حينما قال فور الإعلان عن تكليفه بأن يخلف المستقيل كوفى عنان: «إن الوقت مبكر للغاية للتعليق على ما إذا كان يتعين على الرئيس بشار الأسد التنحى لأنه ليس لديه معرفة كافية بما يجرى» وبعدما أغضب الجميع قضى عدة أيام يدلى بتصريحات ليشرح ويفسر أبعاد ما أدلى به دون أن يدرى طبيعة ما يجرى فى سوريا لأنه كان حينما كلف فى إجازة مع عائلته فى جنوب شرق آسيا، علاوة على أن الرجل مثله مثل كل الذى يقومون بهذه الأدوار لا يدرون شيئا عما يجرى فى الدنيا حولهم طالما أنهم ليسوا فى دائرة الضوء الخاصة به أو يتقاضون المال حتى عن كلامهم الذى لا معنى له، وهنا أتذكر قصة طريفة رواها لى أحد أصدقائى الكويتيين قال: حينما تم تحرير الكويت بعد احتلال صدام حسين لها فى أغسطس من العام 1990، وكان هذا فى عهد جورج بوش الأب، دعته الكويت لزيارتها لكن بوش الأب حرص ألا يذهب للكويت إلا بعد انتهاء ولايته بسبب الكرم الكويتى المنتظر للرجل الذى يعتبرونه صاحب الفضل فى تحرير بلادهم، وبعدما ذهب للكويت عاد بوش الأب إلى الولايات المتحدة محملا بهدايا ثمينة وتحف فاقت فى حجمها أكثر من طائرة نقل جامبو 747 ولأنه لم يعد رئيسا فأصبحت الهدايا من حقه وكان الكويتيون يعتقدون أن بوش لا ينام الليل والنهار من أجل قضيتهم وبقى صدام يمثل خوفا لديهم حتى بعد تحرير الكويت، وقد قام بعد ذلك وفد كويتى بزيارة جورج بوش الأب فى مزرعته الخاصة فى الولايات المتحدة لتقديم الشكر، وحينما تحدثوا معه عن بعض الأمور الخاصة بالكويت والمنطقة وجدوا الرجل لا يعرف شيئا عما يدور خارج الولايات المتحدة منذ أن ترك منصبه وهكذا هؤلاء جميعا، ومثلهم الأخضر الإبراهيمى فطوال حياته المهنية ومهماته الكثيرة يتحدث ولكن فى النهاية لا يقول شيئا ودائما كلامه ليس له لون أو طعم أو رائحة لأنه لو أدلى بكلام له لون أو طعم أو رائحة سوف يغضب هذا أو ذاك وسوف يخسر المهمة والأضواء التى يركض وراءها حتى وهو على أعتاب الثمانين، وفى كل المهمات التى كلف بها الإبراهيمى سواء فى العراق أو أفغانستان أو حتى فى هاييتى أو دول أخرى لم يكن سوى صوت الولايات المتحدة والغرب، فالدول الغربية تدرك حساسية العرب والمسلمين لوجود وسيط غربى يحمل اسما غربيا للوساطة فى أى من مشاكلها أو نزاعاتها لذلك لجأت لبعض من يحملون الأسماء العربية ليحققوا من خلالهم ما يريدون، وقد أثبت الأخضر الإبراهيمى أنه أحد الذين يمكن أن يعتمد عليهم الغرب للقيام بهذه الأدوار ولإثبات ذلك ما علينا إلا أن نعود للقضايا التى قام الإبراهيمى فيها بوساطات سابقة وعلى رأسها أفغانستان والعراق هل تم فيها شىء بخلاف ما تريده الولايات المتحدة والغرب، وحتى المهمات الأخرى التى قام بها الإبراهيمى فى أفريقيا وهاييتى هل قام فيها بأى إنجازات لصالح شعوب هذه الدول؟ كل ما قام به ويقوم به من أجل من يدفعون له، وهؤلاء حينما تنتهى مهماتهم يتوارون عن الأضواء حتى تلوح فى الأفق مهمة أخرى فتجدهم سرعان ما يتلقفونها ثم يدورون فى نفس العجلة والإطار الذى يدورون فيه دائما حيث يتحدثون إلى وسائل الإعلام ويركبون الطائرات وينزلون فى الفنادق الفخمة ويتقاضون البدلات الكبيرة وفى النهاية لا يفعلون شيئا ولن يعلن الإبراهيمى عن فشل مهمته مادامت البدلات تُدفع والكاميرات تسلط عليه، فهم دائما جاهزون وليسوا سوى وسطاء للإيجار

Total
0
Shares
السابق

أصغر نائبتين فى ليبيا والمغرب

التالي
عدنان سعد الدين

عدنان سعد الدين ج1 : نشأة الإخوان المسلمين فى سوريا.. وانعكاسات اغتيال حسن البنا .. وانقلاب حسني الزعيم

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share