رئيس الوزراء الليبى الجديد (1)

كنت أنتظر الدكتور مصطفى أبوشاقور الذى اختاره المؤتمر الوطنى الليبى يوم الأربعاء الماضى 12 سبتمبر رئيساً لحكومة ليبيا الجديدة فى فندق المهارى راديسون فى العاصمة الليبية طرابلس لإجراء حوار معه لبرنامج «بلا حدود» تم بثه يوم الأربعاء 5 سبتمبر، بصفته فى ذلك الوقت النائب الأول لرئيس الوزراء الليبى ليقدم كشف حساب عما قامت به الحكومة الانتقالية برئاسة عبداللطيف الكيب فى نهاية مدتها، وما آفاق ومراحل عمل الحكومة القادمة، وحينما جاء وجدته وحده دون مرافقين أو حراسة، فقلت له: أين مرافقوك؟ قال: ليس معى مرافقون، قلت له: هنا فى طرابلس وليس معك مرافقون؟ قال: نعم أنا أمشى وحدى وفى أحيان كثيرة أنزل إلى ساحة الشهداء أتمشى وأتكلم مع الناس كما أنا دون مرافقين، قلت له: وأنت النائب الأول لرئيس الحكومة؟ قال: لا أجد غضاضة فى ذلك، قلت له: والجانب الأمنى؟ قال: طرابلس آمنة وليس هناك ما يخيفنى والناس كما تراها تسهر حتى الثالثة صباحاً على البحر؟ قلت له: أليس معك سائق؟ قال: لا.. جئت أقود سيارتى بنفسى، وحتى أكون دقيقاً معك إن معدلات الجريمة فى ليبيا الآن لا تزيد كثيراً عن معدلات الجريمة فى عهد النظام السابق رغم أن الناس جميعاً يملكون السلاح تقريباً. وكنت قد اجتمعت قبل ذلك بيومين مع الدكتور أبوشاقور فى مكتبه فى مقر الحكومة، ودار بيننا حوار طويل حول الوضع فى ليبيا، وسنوات الاغتراب التى وصلت إلى واحد وثلاثين عاماً لم يرَ فيها أبوشاقور ليبيا منذ خرج منها عام 1980، حيث كان من مؤسسى الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا التى قادها الدكتور محمد المقريف الذى عاد مع أبوشاقور واختير رئيساً للمؤتمر الوطنى الليبى أعلى سلطة حالية فى البلاد، وأبوشاقور يعتبر أحد العلماء الليبيين البارزين فى مجال الفيزياء، قال لى: أحببت مادة الفيزياء مع أول درس تلقيته فيها وأنا فى الصف الأول الثانوى وكان أستاذى مدرساً مصرياً من هؤلاء الذين يجعلون الطلبة يحبون العلم ويقدمون عليه، قررت بعد الدرس الأول أن أتخصص فى الفيزياء فدرستها فى جامعة طرابلس ثم التحقت بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا فى الولايات المتحدة وهى نفس الجامعة التى تخرج فيها العالم المصرى أحمد زويل، وهى واحدة من أهم عشر جامعات فى العالم، وحصلت منها على درجتَى الماجستير والدكتواره فى الفيزياء، وتخصصى قريب من تخصصه إلى حد كبير، عملت أستاذاً لهندسة الكمبيوتر والهندسة الكهربائية والضوئية فى جامعات روتشتر وألاباما فى الولايات المتحدة، وحينما سألت الدكتور أبوشاقور عن أبحاثه العلمية واختراعاته، وجدت له عدة براءات اختراع مسجلة عالمياً باسمه، وله أكثر من مائة وأربعين بحثاً علمياً منشوراً، استفادت منها وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، ووزارة الدفاع الأمريكية وشركة «بوينج» لصناعة الطائرات، والجيش الأمريكى الصاروخى، وجهات أخرى كثيرة، وحينما سألته عن تخصص الألياف الضوئية متناهية الصغر قال: إنها لا ترى إلا بالميكروسكوبات المعظمة وليس العادية، وإن له أبحاثاً متميزة فى هذه الجوانب طورت صناعة الحواسيب والاتصالات عبر الليزر والألياف البصرية. هذه خبرته العلمية التى تضعه فى مصاف العلماء المميزين لكن إدارة الحكومة تحتاج إلى خبرة أخرى أثبت الرجل من خلال المراقبين الذين راقبوا أداء حكومة الكيب أن أداءه الحكومى كان مميزاً، وأنه كان من أقوى المرشحين لرئاسة الحكومة وقد فاز فعلاً برئاستها، سألته عن الكتائب المسلحة فى طرابلس ومخاطرها على الأمن فقال: هذا تحدٍّ كبير أمامنا، لكنى أود أن أقول لك: إن الثوار الحقيقيين عادوا إلى أعمالهم فقد كانوا أطباء ومهندسين ومدرسين وطلبة وموظفين فى الدولة، أما معظم الكتائب المنتشرة الآن فقد شكلت بعد نجاح الثورة واستقرار الأوضاع، وهؤلاء يجب أن نتعامل معهم بهدوء حتى ننزع السلاح ونعيد سطوة الدولة، إن هناك 130 ألف شرطى بحاجة إلى إعادة تأهيل وهذا ما نقوم به الآن. «نكمل غداً»

Total
0
Shares
السابق

تسويق إنجازات الرئاسة

التالي
عدنان سعد الدين

عدنان سعد الدين ج2 : محاولة عبد الناصر اختراق إخوان سوريا ..ولقائه بمصطفى السباعي

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share