الصندوق الأسود لجمال عبدالناصر 2

كتب المقال بتاريخ 25 سبتمبر 2012

بقيت أتردد على النائب حسين الشافعى زائراً من آن لآخر وأذكر أنى ذهبت إليه مرة بصحبة أبرز الشخصيات العسكرية المصرية فى القرن العشرين، الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس الأركان المصرية الأسبق، وقائد الجيش فى حرب أكتوبر، وبعدما شربنا الشاى فى الحديقة وتحدثنا فى مواضيع مختلفة، سأله الفريق سعد الدين الشاذلى قائلاً: إلا فين الكلب يا سعادة النائب؟ وكان النائب حسين الشافعى لديه كلب بوليسى كبير الحجم فى بيته، ولما كنت أخاف من الكلاب بسبب كلب عضنى وأنا صغير، فكنت حينما أذهب إليه أقول له: لو سمحت قول للكلب يبعد، فكان يشير للكلب فيبتعد، إلا حينما كنت أسجل معه الحلقات حينما يغضب منى ويأتى الكلب يترك الكلب حتى يقترب منى ويخيفنى ولا يطلب منه أن يبتعد إلا حينما يفكر الكلب فى إيذائى، وفى مرة أغضبته غضباً شديداً خلال التسجيل وقرر ألا يكمل تسجيل الحلقات وخرج للحديقة غاضباً وصوته مرتفع وخرجت وراءه فجلس صامتاً تحت تكعيبة عنب فى الحديقة، وجلست أمامه صامتاً أتحين الفرصة للحديث حتى أعيده للتسجيل مرة أخرى، لكنه بقى صامتاً وبقيت جالساً أمامه، وجاء الكلب فقلت له لو سمحت يا سعادة النائب خلّى الكلب يذهب، لكنه لم ينطق ببنت شفة، كررت طلبى فبقى صامتاً والكلب يتجه صوبى، تجمدت على الكرسى مكانى وتعوذت من شر ما خلق، فجاء الكلب ثم نام عند قدمى وأنا لا أتحرك، ثم رفع النائب رأسه ونظر لى نظرة شماتة وقال لى: «جوه عاملى سبع وبطل فى الحوار وعمال تقولى كانى ومانى وتقلب عليا المواجع ودلوقت خايف من الكلب، مش هقوله يمشى»، قلت له: قلبك أبيض يا سعادة النائب ده أنا غلبان، وكنت أول ما أقوله أنا غلبان تنفرج أساريره ويغرق فى الضحك، لكن هذه المرة قال لى: إنت غلبان إنت؟ قلت له: والدليل إنى خايف من الكلب، ضحك حينها وانفرجت أساريره لكنه أصر على عدم التسجيل، وخلال دقائق كنت قد صفيت نفسه واتفقنا أن نكمل التسجيل فى اليوم التالى، أعود للفريق الشاذلى وسؤاله عن الكلب، حينها أجابه النائب قائلاً: ده الكلب مات ودفناه هنا فى الجنينة، ثم نظر لى وقال: طبعاً إنت فرحان ما إنت كنت بتخاف منه؟ قلت له وأنا أكتم الضحك: خالص العزاء يا سعادة النائب، فضحكنا جميعاً. مرة أخرى ذهبت لزيارته مع الفريق سعد الدين الشاذلى فى فيلته فى المعمورة فى الإسكندرية، وكنا نجلس فى الصالون نتحدث، حينها نزلت من الطابق العلوى السيدة الفاضلة زوجته وسألته وهى تنزل من على السلم عن ضيوفه، فقال لها: «تعالى هذا الفريق سعد الشاذلى وهذا بلدياتك أحمد منصور؛ لأنها أيضا من المنصورة»، فقالت بصوت غاضب: أحمد منصور؟ إيه اللى دخله بيتنا ده بعد اللى عمله معاك فى «شاهد على العصر»، فضحك من قلبه وقال لها: «تعالى ده بره الحوار طيب غير اللى بتشوفيه على التليفزيون»، لكنها بقيت غاضبة وقالت لى بحدة: «ما هذا الذى فعلته مع سعادة النائب، هل يليق أن تتحدث معه بهذه الطريقة؟»، فأخذ هو يدافع عنى وعن طريقتى فى الحوار، ثم تحدثت بعده وطال الحديث مع القهوة، ثم فوجئت بها تقول لى: «يابنى ما إنت طيب أهو أمال إيه اللى بتعمله مع ضيوفك فى التليفزيون ده؟» قلت لها: بصراحة اللى بيطلع فى التليفزيون ده شخص شرير معرفوش، فضحكنا وصارت تضيفنى وترحب بى كلما ذهبت لزيارة النائب بعد ذلك. لكنى أتذكر أنى فى إحدى الجلسات فى حديقة فيلته، التى كانت فى بداية شارع البطل أحمد عبدالعزيز وهدمت بعد وفاته وقامت مقامها عمارة شاهقة الآن، قلت له: أريد منك خدمة يا سعادة النائب، امتلأ وجهه بالجدية ونظر لى نظرته الحادة وقال لى: ماذا تريد يا أحمد؟ نكمل غداً.

Total
0
Shares
السابق

الصندوق الأسود لجمال عبدالناصر (1)

التالي

الصندوق الأسود لجمال عبدالناصر 3

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share