حرب إسرائيل على الدستور المصري (1)

لم تكن اسرائيل على الاطلاق في هدنة مع مصر فضلا ان تكون صديقا رغم توقيع اتفاقيات للتسوية تسمى باتفاقيات كامب ديفيد، فطوال العقود التي اعقبت حرب العام 1973 لم تتوقف اسرائيل عن استخدام كافة الوسائل غير المشروعة لإيذاء المصريين بدءا من التجسس ومرورا بنشر الايدز والعملات المزيفة والامراض وغير ذلك، وكان نجاح الثورة المصرية هو اكبر ما تعرضت له اسرائيل من تهديد منذ قيامها، لذلك تسعى اسرائيل بكل قوتها حتى لا تستقر مصر ولا يكون بها دستور او مجلس تشريعي او حكومة قوية، وهناك دلائل كثيرة تؤكد ان أيدي اسرائيل ليست بعيدة على الاطلاق عن إثارة الفتن والقلاقل في الشارع المصري علاوة على بث الاكاذيب والاشاعات وتهييج الشارع طوال العامين الماضيين، وهناك شواهد كثيرة على ان الشارع يهدأ حينما ترفع اسرائيل وحليفتها الاميركية يدها ويشتعل حينما يتدخلون، ولعل الطرف الثالث الذي يتحدثون عنه كثيرا طوال الاحداث الدامية الماضية له أذرع كثيرة اقواها الذراع الاسرائيلية والاميركية، وقد ارسل لي الصديق صالح النعامي ابرز الصحفيين العرب المتخصصين في الشأن الاسرائيلي رسالة من مصادر اسرائيلية حوت تفصيلات مذهلة عما تقوم به اسرائيل من حرب تجاه مصر تهدف الى عدم استقرارها وعدم اقرار دستورها او قيام مجلس تشريعي بها او نمو اقتصادي وسوف اقتطف بعض هذه الاخبار ليعرف القارئ الى اي حد مصر مستهدفة من الخارج وان العدو الرئيسي لها هو اسرائيل بإمكاناتها وامكانات حليفها الاميركي».

كشف التلفزيون الاسرائيلي ليلة 20-12- 2012 النقاب عن ان الملياردير اليهودي الاميركي شيلدونادلسون، المقرب من نتانياهو، يجري اتصالات مع نشطاء اقباط في الولايات المتحدة لشن حملة دعائية لنزع الشرعية الدولية عن مرسي، عبر استخدام وسائل الاعلام الاميركية وإقناع اعضاء الكونغرس الاميركي بسن تشريعات جديدة تحظر تقديم مساعدات لمصر بزعم ان الدستور المصري يمس بحقوق الاقباط والمرأة. ونوه مراسل التليفزيون في واشنطن الى ان أدلسون قد عقد لقاءات برفقة نشطاء اقباط مع نواب في مجلسي الكونغرس لهذا الغرض. ويذكر ان أدلسون على علاقة قوية جداً مع اعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس، سيما اعضاء الحزب الجمهوري، حيث انه ساهم بمبلغ 100 مليون دولار لدعم الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري ميت رومني؛ علاوة على انه يسخر صحيفة «اسرائيل اليوم»، التي يملك جميع أسهمها والتي تعتبر اوسع الصحف الاسرائيلية انتشاراً في خدمة الخطاب السياسي لليمين الاسرائيلي ولنتانياهو تحديداً، لدرجة ان هناك من المعلقين الاسرائيليين من يطلق على هذه الصحيفة اسم صحيفة «الثورة»، في اشارة الى صحيفة «الثورة» السورية، الناطقة بلسان حزب البعث الحاكم في سوريا. وقد أكد مراسل التليفزيون انه لا يساوره شك بأن تحرك أدلسون يأتي بالتنسيق الكامل مع ديوان نتانياهو، الذي شعر بغيظ وحنق شديد بسبب موقف مرسي خلال الحرب الاخيرة على قطاع غزة».
الخبر يؤكد على ان الحرب التي تشن على الدستور والتي من المقرر ان يتوجه ما يقرب من نصف المصريين اليوم الى صناديق الاقتراع من اجل الجولة الثانية من التصويت عليها تلعب اسرائيل دورا هاما في اشعالها وانها تستخدم الدعاية الخاصة بحقوق الاقباط والمرأة حتى تشيع الاكاذيب وتحرض اعضاء الكونغرس على شن الحرب على مصر، غير ان الامر لم يقف عند حد الدستور ولكن التحريض الاسرائيلي المباشر وصل الى حد التحريض على الرئيس مرسي والسعى لإسقاطه وإسقاط نظام حكمه بسبب موقفه من معركة غزة الأخيرة.
نكمل غدا.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق
أحمد بنّور

أحمد بنّور ج6 : مؤامرة أحمد بن صالح..وعزل الطاهر بلخوجه وبنّور وسجنهم

التالي

حرب إسرائيل على الدستور المصري (2)

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share