الغطاء السياسى للبلطجة

لا أعرف إن كانت دعوة الرئيس محمد مرسى إلى خمس عشرة شخصية من قيادات المعارضة للحوار تعنى أن هؤلاء هم المسئولون عن الفوضى القائمة فى البلاد وأنهم هم الذين يحركون الشارع ويوفرون الغطاء السياسى لأعمال البلطجة وقطع الطرق والسرقات وحرق مؤسسات الدولة وجرائم القتل، وأن الحوار معهم يعنى أن هذه الأعمال سوف تتوقف.. أم أن دعوته لهؤلاء هى من قبيل الحوار السياسى البعيد تماما عما يحدث على الأرض؟ فإذا كان الافتراض الأول هو القائم فإن معنى هذا أن هؤلاء شركاء فى كل الجرائم التى تجرى فى مصر بما فيها جرائم القتل التى وقعت خلال الأيام الماضية ويجب محاكمتهم إن كان هناك دليل على ذلك وليس الحوار معهم، أما إذا كان الحوار معهم من قبيل الحوار السياسى فما قيمة الحوار السياسى فى هذه الأيام مع شخصيات لا تحرك الأحداث ولا تؤثر فى المشهد المحزن الذى تعيشه مصر، وما قيمة الحوار السياسى فى ظل أن ما يجرى على أرض مصر هو جرائم بكل معنى الكلمة بدءا من إغلاق الطرق والكبارى وتعطيل مصالح الناس والاعتداء على المارة ومرورا بحرق مؤسسات الدولة مثل المدارس ومبنى محطة السكة الحديد وسرقة قضبان القطارات ومنع تحركها، وتعطيل خطوط المترو وحرق السيارات وممتلكات الدولة والأفراد والاعتداء على الشرطة ومحاولة اقتحام أقسام الشرطة ومديريات الأمن ومقرات المحافظين والمسئولين فى الدولة وصولا إلى القتل وتعريض حياة المصريين للخطر؟ هل يعقل أن مثل هذه الجرائم تجد الغطاء السياسى بل والتشجيع وتصدر بيانات عن بعض قوى المعارضة تدعمها وتؤيدها وترى أنها فعل ثورى ضد نظام ديكتاتورى؟ هل دفْع عشرات الصبية والبلطجية سواء كانوا مستأجَرين أومخدوعين لقذف الشرطة بالحجارة واستنزاف طاقتها طوال الأيام الماضية وصرفها عن مهامها الأساسية فى حفظ الأمن وإغلاق ميدان التحرير الذى هو شريان حيوى لكل المصريين وكذلك مداخل كوبرى 6 أكتوبر وطريق الميرغنى أمام قصر الاتحادية والأعمال المشابهة لها فى محافظات مصر الأخرى مثل الدقهلية والشرقية والمنوفية والإسكندرية علاوة على ما يحدث فى مدن القناة هو من قبيل العمل الثورى أم البلطجة المنظمة؟ وهل توفير الغطاء السياسى لهذه الأعمال يدخل فى أعمال الجرائم أو المشاركة فيها أم المعارضة؟ تساؤلات بحاجة إلى الإجابة عليها من رجال القانون وممن يحبون مصر وشعبها.. إذا كانت الرئاسة المصرية مخطئة فى ممارسات سياسية كثيرة وعلى رأسها التمسك بحكومة ضعيفة لا بصمة لها فى حياة المصريين فما ذنب الشعب المصرى فى تعطيل مصالحه وحرق ممتلكاته وإغلاق طرقه وتدمير اقتصاده وترويع أبنائه؟ وهل توفير غطاء سياسى للبلطجية واللصوص هو الذى يصنع الزعامات السياسية ويضعها على خريطة الأحداث؟ لقد وقعت خلال الأيام الماضية جرائم سطو مسلح فى أماكن كثيرة منها مطعم وصيدلية بالقرب من ميدان التحرير!! وأصبح وجود السيوف والسنج وحتى الأسلحة النارية فى أيدى من يدعون أنهم ثوار مشابه تماما لما فى أيدى البلطجية، وكنت أود من الرئيس أن يشترط على من دعاهم للحوار أن يدينوا أعمال البلطجة ويتبرؤوا منها أولاً قبل إعلانهم القبول من عدمه، أما أن يصمتوا عليها أو يدعموها أو يوفروا الغطاء السياسى لها فهذه إن لم تكن جريمة فهى مشاركة فاعلة فى الجريمة.

Total
0
Shares
السابق

حرفة نشر الأكاذيب

التالي

تخبط الأداء الرئاسى فى مصر

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share