سيناريو تخريب مصر

بعد صدور الحكم من محكمة جنايات بورسعيد على المتهمين في مذبحة الاستاد يوم السبت الماضي 9 مارس 2013 كان من المفترض أن تنفض تجمعات ما يسمى ألتراس الأهلي وتنتهي الفوضى القائمة في شوارع مصر وينظر الجميع إلى المستقبل لاسيما وأن هناك 21 حكما بالاعدام قد صدرت، وللمرة الأولى يحكم بالسجن المشدد على مدير أمن وعدد من قيادات الشرطة بأحكام مشددة، إلا أن الفوضى انتشرت بشكل هستيري بعد ذلك وتم حرق مبنى اتحاد الكرة وسرقة ما فيه وكذلك حرق أكاديمية الشرطة في الجزيرة وقطع الطرق، مما يعني أن هذه الفوضى والحرائق كانت معدة سلفا من قبل الذين قاموا بها بغض النظر عن طبيعة الأحكام سواء كانت مشددة أو غير مشددة، وقد اتصلت بأحد الأصدقاء من أعضاء مجلس إدارة النادي الأهلي وحاولت أن أفهم منه ما يحدث، فقال : كما تعرف ليس لدينا أية سلطة على الالتراس فهم جمهور المشجعين لفريق كرة القدم، وقد كان مجلس الإدارة في اجتماع خارج النادي صباح صدور الحكم، والتعليمات التي أصدرناها هي ألا يفتح النادي للالتراس، لكن أحد هؤلاء المحتجين دخل بمسدس على مدير النادي وطالبه بفتح البوابات تحت تهديد السلاح، فاتصل بنا وقال إنه الآن تحت تهديد السلاح حتى يفتح البوابات قلنا له : افتح بوابات الملعب وليس النادي لأن هناك أعضاء كثيرين يجلسون مع عائلاتهم ويجب ألا يزعجهم أحد، دخلوا إلى الملعب وأخذوا يهللون ويتصايحون وفجأة نشب خلاف وشجار فيما بينهم ما بين فريق قانع بالحكم ويدعو إلى الهدوء وفريق آخر يدعو للخروج وإثارة الفوضى والحرائق، ومع انقسامهم إلى فريقين خرج الفريق الذي يدعو للفوضى إلى الشارع وقاموا بحرق أكاديمية الشرطة بالجزيرة ومبنى اتحاد الكرة وأغلقوا كوبري أكتوبر وما حدث بعد ذلك من توابع الفوضى.
السؤال هنا من الذي يحكم مصر في هذه المرحلة؟ الالتراس أم الحكومة والرئيس الذي انتخبه الشعب؟ وماذا يريد الالتراس من وراء بث الفوضى في مصر؟ وهل هذه أخلاق الرياضيين؟ وهل يمكن أن يقبل أحد أن يتحول الالتزام بتشجيع فريق كرة قدم إلى تنظيم يشيع الفوضى ويحرق ممتلكات الشعب ويتحدى النظام ويعطل مصالح الناس ويغلق الطرق؟ إن ما تم ارتكابه يوم السبت الماضي 9 مارس هي جرائم جنائية والذين ارتكبوها معروفون للأمن ومعروفون للجميع، ومع ذلك لم يقبض على أحد ولم يحاسب أحد، إن المباني التي أحرقت هي مباني الشعب وحرقها وسرقة ما فيها هو اعتداء على الشعب المصري أيا كان الفاعل، والتهاون في القبض على هؤلاء ومحاسبتهم على جرائمهم معناه ترك الفوضى تكبر وتترعرع في مصر يوما بعد يوم دون حساب أو عقاب لمثيريها.
إن ضعف هيبة الدولة وضعف اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب، وإضعاف مؤسسات الأمن والمؤامرات الداخلية والخارجية التي تحاك لمصر، تساعد في صناعة هذه الفوضى، ومع الاخلاص الموجود لدى كثيرين إلا أن المندسين هم الذين ينجحون دائما في تحريك المشهد وجر الجميع إلى حالة الفوضى والهيجان والأفعال الجنونية والحرائق وتعطيل مصالح البلاد وتخريب الاقتصاد، كما أن جذور الدولة العميقة التي نشأت وترعرعت في كل ربوع مصر خلال العقود الستة الماضية تسعى جاهدة لعرقلة أي خطوة للأمام، تساندها منظومة الإعلام الفاسد وصحافة الاثارة والتهييج ونشر الأكاذيب، هل يعقل أن يتصدر الصفحة الأولى لإحدى الصحف مانشيتات رئيسية سرعان ما يتم نفي وتكذيب معظم أخبارها، ويتكرر الأمر في اليوم الثاني والثالث والرابع وكل يوم دون أن يجد هؤلاء الأفاقون أي حسيب أو رقيب على ما ينشرونه، وخبر واحد من هذه الأخبار الكاذبة يؤدي إلى خسائر في البورصة بالمليارات أو يحرك التظاهرات والمسيرات هنا وهناك.
لا أشك لحظة واحدة أن هناك مايسترو يحرك هؤلاء المخربين في كل المواقع والأماكن سواء كان بعلمهم أو عدم علمهم وإلا فماذا يريد هؤلاء إلا شيئا واحدا أصبح يراه الجميع .. هو الفوضى من أجل الفوضى والتخريب من أجل التخريب.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

لا أقول وداعاً!!

التالي

الجهل بقرار النائب العام

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share