التغيير الوزارى فى مصر

بعدما يقرب من ثلاثة أسابيع على إعلان الرئيس المصرى محمد مرسى عن إجراء تغيير وزارى وتغييرات وتعديلات فى مناصب المحافظين فى مصر أعلن الثلاثاء الماضى عن التغيير الوزارى وكان من الطبيعى أن يثير ردود أفعال كثيرة وأن يعكس المعاناة التى ولد فيها هذا التغيير والظروف السياسية التى دفعت الكثيرين للاعتذار عن المشاركة فى هذه المرحلة الضبابية والصعبة التى تمر بها البلاد، فالتغييرات الوزارية فى عهد المخلوع مبارك لم يكن يحفل بها أحد لأنها فى النهاية كانت مكافآت لهذا وامتيازات لذاك، أما التغييرات الوزارية الآن فإن الكل يترقبها وينتقدها أو يبدى الرضا عنها وسط معركة ضارية تشارك فيها وسائل الإعلام والأيدى الداخلية والخارجية من أجل تقويض دعائم التجربة والنظام القائم عليها، وقد أثبت التغيير الوزارى الذى جرى فى شهر يناير الماضى 2013 أن الوزير إذا كان صاحب رؤية ومشروع وقرار فإنه فى خلال أشهر وجيزة يستطيع أن ينجز كثيرا من الأمور التى بقى غيره فى المنصب سنوات طويلة ولم يحرك فيها ساكنا، وقد برزت إشكالية الوزراء المرتعشين أو الضعفاء أو الفلول الذين كانوا يعملون من خلال مواقعهم ضد أى مصلحة للشعب أو الدولة وأصبح الوزير الذى يعمل يكشف الوزير الذى لا يعمل، من ثم فإن المنصب الوزارى فى هذه المرحلة مغرم لا مغنم ومسئولية لا حدود لها.

الأمر الآخر والمهم أن الحكومة عبارة عن منظومة، فوزير التموين مثلا لا يستطيع أن يحقق أى نجاحات فى عمله دون مشاركة ودعم من وزير الزراعة ووزير التجارة ووزير الصناعة ووزير البترول أو غير ذلك من الوزراء، لذلك حينما عمل باسم عودة قام بتعرية الوزراء المرتعشين والفلول فى باقى الحكومة وظهرت أزمات استدعت تغيير الوزراء الذين يعرقلون المسيرة أو يعجزون عن تقديم الحلول، لكن ليس معنى ذلك أن الذين جاءوا هم الأكفأ بل إنهم جميعا تحت الاختبار من أحسن منهم نقول له أحسنت وسوف يصنع لنفسه مكانة سياسية وموقعا مميزا لدى الشعب لأنه خادم للشعب، ومن أساء نقول له أسأت ونطالب بتغييره ولن يكون له موقع أو مكان يذكره الشعب له، من ثم لا ينبغى أن ننتقد أو نمتدح أى وزير أو مسئول إلا بعد أن نرى ماذا سيحقق من إنجازات وما هى رؤيته خلال الأشهر القادمة لنقل إلى نهاية العام فى وزارته، وأتمنى من كل وزير جديد أن يفعل مثل ما فعل وزير النقل الحالى حينما تولى الوزارة أن يخرج على الشعب خلال أيام ويخبره بالحال التى تسلم عليها وزارته ورؤيته للانجازات التى سيقوم بها والمدة التى سيحقق من خلالها هذه الانجازات والوزارات المعنية المرتبطة بوزارته حتى يكون النجاح جماعيا وملموسا من الشعب وحتى يعرف الشعب على أى شىء سوف يحاسب كل وزير والحكومة بشكل عام أما أن نقف عند التصنيفات السياسية لهذا والانتماءات الأيدلوجية لذاك فإننا بذلك لن نخرج من دائرة النقد والانتقاد التى عادة لا تقود إلا إلى الحالة المذرية التى أوصل الإعلام الهابط المجتمع المصرى إليها.

Total
0
Shares
السابق

سر الهدوء الحذر فى شوارع مصر (2)

التالي

أقباط مصر.. وأرثوذكس تركيا

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share