جهل الحكومة بسياحة المؤتمرات

أسفت حينما بلغنى اعتذار الحكومة المصرية عن استضافة مؤتمر نواب العموم العرب الذى كان من المقرر أن يقعد فى مدينة شرم الشيخ فى أواخر الشهر الحالى، لكنى أسفت أكثر حينما علمت أن هذا ليس المؤتمر الأول الذى تعتذر عنه الحكومة بل إن السيد رئيس الحكومة أعطى أوامر لكل الوزراء المصريين بالاعتذار عن استضافة أية مؤتمرات فى مصر بحجة أن أوضاع مصر لا تسمح وهو بذلك يشارك فى تشويه صورة مصر أمام الحكومات والمنظمات الدولية من حيث يدرى أو لا يدرى بأنها دولة غير آمنة وغير قادرة على عقد المؤتمرات الدولية أو الإقليمية مما يساعد فى تدمير السياحة العامة لأن مثل هذه الاعتذارات عن استضافة المؤتمرات التى كانت مقررة فى مصر يعنى أن حكومات هذه الدول التى قيل لها إن مصر غير آمنة للمؤتمرات سوف تقوم بالتنبيه على مواطنيها بعدم الذهاب إلى مصر، فقد اعتذرت مصر عن استضافة مؤتمرات كثيرة وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد اعتذرت مصر عن المؤتمر الدولى للاتصالات الذى كان من المقرر أن يعقد فى مصر فى العام القادم 2014 وهو المؤتمر الذى يضم جميع المؤسسات العالمية التى تعمل فى مجال تكنولوجيا الاتصالات، وقد تدخل أحد الأصدقاء الذين أعرفهم وسعى لإقناع الحكومة المصرية بسحب اعتذارها لأن هذه فرصة تاريخية يجب ألا تضيع، وإذا كان هناك مجلس نواب منتخب كنت سأطالب نوابه بتوجيه استجواب لرئيس الحكومة المصرية عن عدد المؤتمرات التى اعتذرت عنها الحكومة المصرية وما هى الفرص التى أضاعتها على مصر وشعبها؟

هل يمكن أن نتخيل العوائد التى تجنيها المؤتمرات على الدول التى تنظمها، أولا معظم الدول التى تستضيف المؤتمرات تجنى عوائد لا نهاية حيث تتحمل الوفود جميع تكاليفها وإذا كان المؤتمر إقليميا أو دوليا فكل ما تقوم به الدول المضيفة هو توفير قاعة المؤتمرات وبعض الضيافة وهذا يعنى أن الوفود ستقوم باستخدام الطائرات والفنادق والسيارات التى يتم استئجارها من الشركات الخاصة والأسواق وغيرها أضف إلى ذلك البعد السياسى والأمنى والدعائى والسياحى لمصر، وعلى سبيل المثال فإن دولة صغيرة مثل قطر تقوم بترتيب أكثر من ثمانين مؤتمرا عالميا وإقليميا على أراضيها كل عام فتحولت مع الوقت إلى واحدة من أهم الدول فى سياحة المؤتمرات، ومدينة مثل دبى تستضيف كل عام عشرات المؤتمرات ودول أخرى كثيرة لا تملك إمكانات مصر ولا موقعها ولا طقسها ولا شعبها الطيب الخدوم فلماذا تتعامل الحكومة المصرية بهذا الغباء مع المؤتمرات وبدلا من أن تعرض هى استضافة المؤتمرات وتوجه الدعوات لعقدها على أرضها إذا بها تعتذر حتى عن المؤتمرات التى كانت مجدولة للانعقاد فى مصر، لقد أدركنا حجم الفوائد التى جنتها مصر من وراء عقد مؤتمر القمة الإسلامى فى القاهرة رغم الاضطرابات الأمنية التى كانت قائمة آنذاك، وهذا المؤتمر الذى ضم وفودا رئاسية من أكثر من خمسين دولة أثبت أن مصر قادرة على تنظيم مؤتمرات على أعلى مستوى فلماذا تعتذر الحكومة عن المؤتمرات ولا تتخذها مدخلا للترويج لاستقرار مصر وزيادة دخلها ووضعها على خريطة العالم من جديد؟

Total
0
Shares
السابق

كنائس إسطنبول القديمة

التالي

«الأهرام» تبيع الوهم للشعب؟

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share