القرارات المطلوبة من الرئيس مرسى

يتميز الرئيس محمد مرسى بالبطء الشديد فى اتخاذ القرار، ربما بطبع شخصيته أو المحيطين به أو تردده أو مخاوفه أو حساباته الكثيرة المعقدة أو أمور أخرى لا نعلمها، وللدلالة على ذلك على سبيل المثال لا الحصر فإن الرئيس أعلن عن التغيير الحكومى ولم يتم هذا التغيير إلا بعد ثلاثة أسابيع،  وأعلن عن تغيير فى المحافظين لم يتم حتى الآن رغم مرور ما يقرب من شهر، وأعلن المتحدث باسم الرئاسة فى 30 إبريل الماضى أن الرئيس سيوقع فى هذا اليوم على قرار تعيين المجلس الاستشارى للمصريين فى الخارج لكن الرئيس لم يوقع عليه إلا فى العشرين من الشهر وهذا يعنى أن البريد يتراكم على مكتب الرئيس أو أنه متردد وبطىء فى اتخاذ القرار فى وقت تحتاج فيه مصر إلى حزمة من القرارات السريعة والناجزة حتى تخرج من أزماتها المتلاحقة، والأمثلة التى ضربتها تتعلق بالشهر الجارى فقط شهر مايو أما ما يتعلق بالقرارات المصيرية الكثيرة الأخرى التى تراكمت على مدى الأشهر الماضية ولم يتخذ الرئيس فيها قرارا حتى الآن فهى أكثر مما يمكن حصره ولعلها سبب مباشر فى الحالة الضبابية والانسداد السياسى الذى تعيشه البلاد، فالمعارضة المفلسة تلعب على وتر بطىء وضعف الرئيس فى اتخاذ القرارات وتتضخم عشرات الأضعاف أكبر من حجمها لأن الرئيس يضع حسابات لها ليست موجودة على أرض الواقع، فقد بلغنى أن أحد مستشارى الرئيس أو مساعديه اعتبر المؤتمر الهزيل الذى عقده رئيس نادى القضاة فى فندق الفور سيزون فى القاهرة فى الأسبوع الماضى شيئا ذا قيمة وسط كل التقييمات التى اطلعت عليها والتى أظهرت الضعف والأرتباك الشديد والفوضى التى تميز بها هذا المؤتمر.

 إن أمام الرئيس محمد مرسى فرصة تاريخية الآن بعد عملية الإفراج عن الجنود السبعة الذين اختطفوا فى سيناء فى الأسبوع الماضى وحالة الارتياح العامة فى المجتمع المصرى بعد الإفراج عنهم دون قطرة دماء مع ظهور التنسيق والترتيب بين مؤسسة الرئاسة والجيش والشرطة هو أن يتخذ كثيرا من القرارات التى تأخر فى اتخاذها فى مجالات كثيرة، لاسيما أن الشعب بعدما حدث يكون مهيئا لتقبل أشياء لم يكن ليتقبلها فى الظروف العادية، أما سياسة التحسيس والطبطبة والتلكؤ والتباطؤ والتأخير والدراسة تلو الدراسة ومراعاة أشياء ليس لها قيمة على أرض الواقع فهى من قبيل الضعف فى إدارة الدولة، مما يشجع الفلول ومن على شاكلتهم لمحاولة النيل من هيبة الدولة ومكانة من يحكمها.

إن أسلوب إدارة الدولة من قبل الرئيس مرسى خلال الاشهر الماضية هو الذى لعب دورا كبيرا فى حالة الفوضى السياسية القائمة فى البلاد، ولو تميز الأداء بالحسم الذى يبديه الرئيس فى خطاباته لكان هناك وضع آخر أفضل بكثير مما هى عليه مصر الآن، إن أمام الرئيس فرصة ذهبية بعد الأنجاز الذى حققه  فى الأسبوع الماضى أما إذا كان ما حدث رمية بغير رام وخطوة رتبتها الأقدار دون جهد وترتيب لما بعدها فإن مصر سوف تعانى كثيرا خلال السنوات التى بقيت من حكم الرئيس مرسى.

Total
0
Shares
السابق

التنظيم السرى لجمال عبدالناصر داخل القضاء (2)

التالي

أكبر فضيحة للقضاء المصرى

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share