أيام الخزي والعار !!

تمر على الأمم أيام للمجد والفخر والعزة والنصر، وأيام اخرى للخزي والعار، وما مرت به مصر يوم الاربعاء الماضي 14 أغسطس حينما قامت قوات مشتركة من الجيش والشرطة بقتل ما يقرب من ثلاثة آلاف وجرح ما يزيد على عشرة آلاف من المعتصمين السلميين المعترضين على الانقلاب العسكري كان يوما من ايام الخزي والعار للمجرمين الذين ارتكبوا المجزرة حكاما وفاعلين، وعلى الشامتين من سياسيين فاسدين وإعلاميين مضللين، ومواطنين مخدوعين، وشعب يكتفي بمشاهدة مصيره ولا يشارك في صناعته، ان ما كشفت عنه هذه المجزرة الرهيبة حتى الآن يبدو مخيفا ومرعبا رغم ان ما عرف قليل من كثير لأن الاعلام المصري المتواطئ المضلل والاعلاميين الفاسدين الذين صنعوا من حمادة المسحول روايات وقصصا ومسرحيات امتدت على عدة أيام لم يرف لهم جفن لمقتل وجرح الآلاف من المصريين وحرق جثث الكثير منهم بل كانوا يظهرون الشماتة والسرور والمشاركة للقتلة في الوقت الذي لم يخل فيه بيت في مصر من شهيد أو مجروح لابن أو أخ أو أخت أو زوجة أو قريب أو صديق. بقي جنود السيسي اكثر من عشر ساعات على الهواء مباشرة وأمام الدنيا كلها يقتلون في المعتصمين المدنيين العزل في ميادين رابعة والنهضة ومصطفى محمود وكافة المدن المصرية ولم يجد السيسي من يقول له توقف ايها القاتل بل صمت الجميع حتى انتهى من جريمته، اما نوعية الرصاص القاتل الذي استخدم وطريقة القنص في الصدر او الرقبة او الرأس فهي تدل على ان هؤلاء القتلة مدربون تدريبا عاليا حيث كان الكثير منهم كما ظهر من اللقطات المصورة التي قام بها كثير من الصحفيين المحترفين أو الاشخاص العاديين يقتلون بدم بارد وبأسلحة أوتوماتيكية دون حاجة إلى بنادق القناصة او إلى مرشد قناص، ولم يقف الامر عند حد القتل، وإنما تجاوزه إلى الحرق فقد حرقت عشرات الجثث في مسجد رابعة العدوية والطابق الاول من المستشفى الميداني، ولم يقف الامر عند حد الحرق بل قام سفلة السفلة بنقل بعض الجثث وتصويرها على انها قتلت من المهاجمين وكانت الفضيحة مكشوفة حيث كان الشهداء في أكفانهم وكل شهيد عليه اسمه ورقم هويته وقريته او مدينته، لكن هؤلاء الذين لم يحفظوا كرامة الانسان حيا وميتا، أكملوا أركان الجريمة بأن قاموا خلال الليل بتنظيف مكان المذبحة ليظهر في الصباح وكأن شيئا لم يكن. أذكر حينما كنا صغارا كنا ندرس في كتاب المطالعة درسا عن «مذبحة دنشواي» التي قتل فيها البريطانيون أربعة فلاحين مصريين في قرية دنشواي المصرية، وسميت مذبحة، الآن نحن امام مذابح تتصاعد منذ 25 يناير وحتى الآن مذبحة بعد اخرى بدأت بالعشرات في جمعة الغضب وموقعة الجمل ومحمد محمود الأولى والثانية ومجلس الوزراء وماسبيرو ثم ارتفعت إلى المئات في الحرس الجمهوري والمنصة ثم إلى الآلاف في رابعة العدوية، والقاتل واحد في كل هذه المذابح كما اتضح الآن هو عبدالفتاح السيسي حينما كان مديرا للمخابرات الحربية في المجازر الأولى ثم وزيرا للدفاع وقائدا للانقلاب في المذابح الاخيرة، ويبدو أن شهية السيسي للدماء مفتوحة بل انه فعل في ايام ما لم يفعله كبار الطغاة في سنوات وعقود، وإذا كانت موقعة الجمل قد غيرت التوازنات في نظام مبارك وعجلت بنهايته أما تكفي تلك المجازر التي ارتكبها السيسي خلال الايام الماضية ان تعصف بحكمه وانقلابه وأن يقول له الشعب الذي يملك قراره ومصيره كفي خزيا وعارا ايها الجنرال الدموي القاتل؟!
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

الانتحار السياسي للنخبة العلمانية

التالي

أيام مصر الدامية

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share