أيام مصر الدامية

من مذبحة الى اخرى يعيش المصريون اياما دامية سوداء منذ قيام العسكر بانقلابهم في الثالث من يوليو الماضي، ولم يكن احد يتوقع ان هناك مصريين يتسمون بهذه الدموية والسادية والكراهية للشعب التي ظهرت منهم خلال الايام الماضية. فحينما وقعت مذبحة الحرس الجمهوري فجر الثامن من يوليو الماضي وهُوجم المصلون خلال صلاة الفجر فقتل من قتل وجرح من جرح واعتقل من اعتقل اعتقد الجميع ان هذا اقسى ما يمكن ان يحدث وان هذا هو قمة الدموية، لكن هذه المذبحة البشعة لم تكن سوى البداية لمسلسل دام من المجازر و المذابح التي لم يكن يتصورها احد، وتطور الامر من اعتداء على مصلين ساجدين خلال صلاتهم امام دار الحرس الجمهوري الى الهجوم على المصلين خلال صلاتهم او وجودهم داخل المساجد وتم الاعتداء على المصلين داخل المساجد في دمياط والاسماعيلية والاسكندرية ومدن اخرى وقتل الناس داخل المساجد واغلقت الجوامع ووضع الشمع الاحمر على ابوابها لاول مرة في تاريخ مصر الحديث، وحينما وقعت المذبحة الدامية في رابعة والنهضة وميدان مصطفى محمود وباقي المدن المصرية والتي قتل فيها ما يزيد على 2600 في رابعة العدوية وحدها وجرح ما يزيد على عشرة آلاف ختمت المذبحة المروعة بحرق المسجد بجثث الشهداء التي كانت فيه وهذه جرائم لم يحدث شبيه لها في العصر الحديث الا ما قام به الصرب في البوسنة والهرسك و العلويون النصيرون في سوريا، واكمل الانقلابيون جريمتهم حينما ساوموا اهالي الشهداء على جثث ابنائهم ورفضوا تسليم الناس الجثث ليدفنوها الا بعد ان يوقعوا على تقارير تفيد ان ابناءهم ماتوا منتحرين، تم احتجاز اكثر من 250 جثة في مسجد الايمان في مدينة نصر اكثر من يومين حتى حمل الناس الثلج ليضعوه على الجثث حتى لا تتحلل في سلوك يعكس حجم الدموية والسادية لدى حكام مصر الجدد . وحينما خرج الناس يوم الجمعة الماضي يهتفون غضبا ضد الانقلابيين وجريمتهم النكراء في ميداني رابعة العدوية والنهضة خاضت قوات الجيش والامن حربا طاحنة ضدهم في شوارع مصر وشاهد العالم اجمع على شاشات التلفزة الطائرات المروحية والدبابات والمدرعات وقوات المشاة وهي تقصف المتظاهرين السلميين حيث قتل المئات وجرح الآلاف، وكانت بؤرة الجريمة في ميدان رمسيس حيث قتل ما يزيد على مائة وحاصرت قوات الامن اكثر من الف من المتظاهرين بينهم نساء واطفال داخل مسجد الفتح مع عشرات الجثث، وقد بدا التحالف الشيطاني الثلاثي بين الجيش والشرطة والبلطجية واضحا عيانا بيانا على شاشات التلفزة امام العالم اجمع، وبدا ان جيش البلطجية الذي يزيد في مصر عن ثلاثمائة الف بلطجي ليس سوى رديف للشرطة الفاسدة والجيش الذي اختطفه السيسي وحول سلاحه ليقتل به ابناء الشعب بدلا من ان يقتل به اعداءه ، وكأن الانقلابيين اردوا ان يركز الاعلام العالمي على المحتجزين داخل المسجد حتى ينسوا الناس الجريمة الاكبر وهي قتل وجرح الآلاف في يوم جمعة الغضب وفي نفس الوقت يلقنوا الشعب درسا قاسيا في وقف التظاهر ضد الانقلابيين وان المساجد لم تعد لها اي حرمة بعدما اصبحت هي نقاط التجمع والانطلاق للمسيرات، وقد كشف احد المحاصرين في المسجد في اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة ان الشيء الوحيد الذي يمنعهم من حرق المسجد على من فيه كما حدث في مسجد رابعة العدوية هو ان بعض ابناء ضباط الشرطة والجيش متواجدون مع المحتجزين داخل المسجد. لم يعد للمساجد ولا للمصلين حرمة لدى الانقلابيين او من يتعاون معهم من الاعلاميين المضللين او السياسيين الفاسدين او المواطنين السلبيين في مصر، بل ان هؤلاء جميعا شركاء في تلك الجرائم التي تجرى ضد الشعب المصري، واذا كان هؤلاء يعتقدون انهم يمكن ان يفلتوا بجرائمهم فهم واهمون لأن كل ما يجري يتم رصده وتسجيله ولن يفلت احد منهم من الحساب والعقاب القانوني ولو بعد حين.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

أيام الخزي والعار !!

التالي

اختطاف الجيش المصري

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share