صناعة الفتن في ليبيا

«حرصا على وحدة الوطن ولم الشمل ودرء الفتنة وعملا بتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف يناشدكم مجلس طرابلس المحلي التهدئة وضبط النفس، وعدم التعرض للاشخاص وايذائهم وعدم التعرض للممتلكات الخاصة والعامة وخصوصا في شهر محرم الحرام».
كان هذا جزءا من البيان الذي اصدره مجلس طرابلس المحلي الذي هو بمثابة مجلس محلي للمدينة يوم السبت الماضي 16 نوفمبر مناشدا اهل طرابلس عدم الانجرار للفتنة التي احدثتها الاشتباكات المسلحة التي وقعت في المدينة يوم الجمعة الماضي وخلفت عشرات القتلى والجرحى بعد مظاهرات قام بها اهالي المدينة مطالبين بخروج الميليشيات المسلحة منها، واعلن المجلس المحلي الحداد والاضراب العام في المدينة لمدة ثلاثة ايام احتجاجا على سقوط هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى على ان تبقى المخابر والمرافق الصحية والصيدليات ومحطات البنزين خارج اطار الاضراب.
المشكلة في طرابلس بدأت مع تحرير العاصمة وسقوط نظام القذافي بها حيث بدأت معركة تحرير طرابلس صباح السبت 20 اغسطس 2011 واعلن المجلس الوطني الانتقالي تحرير المدينة بالكامل في 27 اغسطس، وقد بدأت المعركة متزامنة بين ثوار طرابلس الذين كانوا داخلها والذين كانوا منتشرين في احيائها المختلفة وبين ثوار الخارج الذين كانوا يتواجدون في المناطق المحيطة بطرابلس سواء في الجبل الغربي او المناطق الشرقية، وفي النهاية تمكن الثوار سواء الذين كانوا داخل طرابلس او الذين جاؤوا من خارجها من السيطرة على كافة احيائها وقواعدها العسكرية لاسيما قاعدة معيتيقة الجوية او احياء تاجوراء وفشلوم والسبعة والظهرة وبن عاشور وغيرها من احياء العاصمة ومناطقها المختلفة.
وبقيت المشكلة التي هي مشكلة كافة حروب التحرير اين يذهب هؤلاء المسلحون لاسيما وان كل مجموعة مسلحة تنتمي الى منطقة ما في بلد قبائلي عشائري ، كما ان هذه المجموعات كانت تسيطر على مناطق حيوية وجيوب النظام مازالت منتشرة هنا وهناك كما ان القذافي الذي هرب من المدينة لم يكن قد سقط بعد ولم تسقط بعض المناطق التي لازالت موالية له قد سقطت؟
بقيت كل مجموعة مسلحة تسيطر على ما تحت يدها من مناطق، واذكر اني حينما ذهبت لطرابلس بعد ايام من سقوطها كانت المظاهر المسلحة في كل انحاء المدينة والسلاح في ايدي الجميع وطلقات الرصاص من الاسلحة المضادة للطائرات كانت تطلق في الهواء من آن لآخر، في البداية اسس ما يسمى باللجنة الامنية العليا لادارة الجوانب المدنية ووضع هذه المجموعات تحت ادارة واحدة، لكن بقي هناك تنافس لاسيما بين القادمين من خارج المدينة لاسيما مجموعات مصراته والزنتان والجبل الغربي، لكن بقيت كل مجموعة تدير منطقة، وحينما بدأت الجوانب السياسية تدور كان لابد من البحث عن حلول للمجموعات المسلحة التي لعبت ـ دون شك ـ دورا مهما في استتباب الامن داخل المدينة وتصفية جيوب القذافي بها لكنها بعد ذلك تحولت الى عبء بسبب الاخطاء التي تجرى من بعض افرادها.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق
عبد الغفار شكر

عبد الغفار شكر ج4 : أسباب هزيمة يونيو1967

التالي

هولاند يقدم فروض الطاعة والولاء

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share