هولاند يقدم فروض الطاعة والولاء

في الوقت الذي تمر فيه علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل بمنعطف ليس بالخطير فيما يتعلق بالموقف الأميركي من إيران الذي ترفضه إسرائيل وصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يوم الأحد 17 نوفمبر إلى مطار بن جوريون في تل أبيب في زيارة للكيان الصهيوني تستمر حتى يوم الثلاثاء، وفور وصوله إلى المطار أعلن هولاند دعمه الكامل للموقف الإسرائيلي من إيران متجاوزا بذلك الموقف الأميركي.
وقال هولاند في كلمة ألقاها في المطار يوم الأحد «فرنسا لن تقبل بانتشار الأسلحة النووية وطالما لم نتيقن من أن نية إيران التخلي عن السعي لامتلاك أسلحة نووية سنواصل الأصرار على مطالبنا وعلى فرض العقوبات على طهران» هذا الموقف الفرنسي المتشدد لفرنسا يؤكد ازدواجية المعايير وسياسة الأكاذيب، ففرنسا هي التي أنشأت المفاعل النووي الإسرائيلي منتصف الخمسينات من القرن الماضي وكان الرئيس الإسرائيلي الحالي شمعون بيريز هو الوسيط الإسرائيلي في المسألة وفرنسا هي التي ساعدت إسرائيل على امتلاك السلاح النووي وفرنسا إحدى أكبر الدول الداعمة للكيان الصهيوني وسياساته، وهي ضد السلاح النووي حينما تحاول أية دولة عربية أو إسلامية تمتلكه لكنها مع السلاح النووي حينما حاولت إسرائيل امتلاكه وامتلكته بالفعل بدعم فرنسي كامل في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وفرنسا هنا تحاول المزايدة على الموقف الأميركي الداعم بالكلية لإسرائيل في جانبين الأول هو ملف طهران حيث اصطحب هولاند معه في زيارته لإسرائيل وزير الخارجية لوران فابيوس الذي يسعى إلى رفع سقف الشروط في المفاوضات المتعددة الأطراف مع طهران حول برنامجها النووي، وهو الأمر الذي حاز على رضا إسرائيل والجانب الآخر هو السعي للضغط على الطرف الفلسطيني الرسمي للقيام بتسويات مع الإسرائيليين حيث سيجتمع هولاند مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله الاثنين من أجل الدفع في هذا الاتجاه، ولأن عباس شعر أنه سيكون تحت ضغوط فرنسية هائلة فقد قال عباس في مقابلة نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية الأحد «هذه الزيارة للرئيس هولاند هي الأولى له ونعتبرها من أهم زيارات الزعماء الذين أتوا إلى فلسطين منذ سنوات ونحن نعتز بالعلاقة التي تربطنا بفرنسا» وتابع قائلا «نحن نعرف أن العلاقة بين فرنسا وإسرائيل قوية وهذا طبيعي غير أنه لا يمكن أن يخطر ببالنا أن هذه العلاقة ستكون على حساب العلاقة الفرنسية الفلسطينية» والجملة الأخيرة لعباس هي الهامة في كل هذا الكلام لأن فرنسا واحدة من الدول التي تآمرت لصالح إسرائيل ضد القضية الفلسطينية وهولاند جاء حتى يدعم إسرائيل ويضغط على الفلسطينيين في هذه المسألة وليس لشيء آخر.
وقد أسعد الموقف الفرنسي الإسرائيليين حيث خاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو هولاند ردا على كلمته قائلا «انت تبدي موقفا حازما ضد محاولات إيران للحصول على سلاح نووي لأن امتلاك إيران سلاح نووي لا يشكل خطورة على إسرائيل فقط وإنما على فرنسا وأوروبا» .

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

صناعة الفتن في ليبيا

التالي

حملات صناعة الديكتاتور السيسي

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share