حملات صناعة الديكتاتور السيسي

لم تتوقف حملات صناعة ديكتاتور جديد في مصر منذ الاطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي من خلال الانقلاب العسكري الذي قام به وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي في الثالث من يوليو الماضي، وبدءا من حملة «تمرد» الى «كمل جميلك» الى غيرها من الحملات الاخرى المليئة بالاكاذيب والتدليس ممن يجمعون ملايين التوقيعات خلال ساعات ثم يتضح ان كل ما جمع هو بعض مئات حسبما صرح كثير من الذين استيقظت ضمائرهم واستقالوا من هذه الحملات.
لكن احدث هذه الحملات واكثرها مثارا للسخرية حملة «قرار الشعب» وهي تهدف الى جمع اربعين مليون توقيع لتنصيب السيسي رئيسا دون اجراء انتخابات رئاسية، ووفق البيان التأسيسي للحملة التي اعلنت عن نفسها يوم الاثنين الماضي فان تنصيب السيسي يهدف الى بناء الدولة المدنية الاقتصادية التي حلم بها المصريون، وذلك من خلال اختيار زعيم قادر على تأسيس هذه الدولة، بعدما اسقط الشعب ما اسموه «الفصيل المعادي للوطنية المصرية».
واعلن مؤسس الحملة الذي يدعى محمد فارس ان الحملة تسعى لتقديم ديمقراطية جديدة ـ غير مسبوقة ـ ربما يتم تسويقها في العالم من بعد وهي «تنصيب الرئيس وليس انتخابه» متعللا بان تجربة المصريين مع صندوق الانتخابات كانت مؤلمة وكبدت الشعب الكثير من الدماء والاموال.
ويواصل المهرج السياسي الجديد صاحب نظرية «تنصيب الرئيس وليس انتخابه» شرحه للنظرية الثورية الديمقراطية المصرية الجديدة قائلا ان الحملة ستطبق الديمقراطية المباشرة من خلال جمع «40» مليون توقيع من اصل «52» مليون مصري لهم حق التصويت والانتخاب، وان هذا الاختراع الجديد الذي ربما يروج في انحاء العالم ويصبح هو النموذج المصري في اختيار الحكام سيجنب الدولة تكاليف اجراء انتخابات او دخول صراع بين المرشحين.
اما قمة التهريج في هذه الحملة فقد تمثلت في اجابة ما يسمى بالمتحدث الرسمي للحملة محمود الشاذلي حينما سئل عما اذا كانت هذه الحملة الجديدة قد استشارت السيسي في مسالة تنصيبه رئيسا فقال «ان توقيعات اربعين مليون مصري تمثل أمرا للسيسي بتولي المنصب كما انها تمثل الزاما لكافة المواطنين بالقبول به» وذلك على غرار الامر الذي طلب السيسي من الشعب ان يعطيه اياه حتى يقتل ويعتقل ويسجن عشرات الآلاف من المصريين طوال الاشهر الاربعة الماضية، وان يعبث في مصر كما يشاء بناء على الامر والتفويض الذي منحه اياه المتظاهرون في حفلة السواريه الذين خرجوا في 30 يونيو او بعدها.
لا استطيع ان اصف حجم القرف والغثيان التي عانيته وانا اقرا تفاصيل هذا التهريج السياسي عالي المستوى الذي تجاوز كافة الاعراف الدولية في اختيار الحكام وصناعة المستبدين والطغاة، فاكبر ميزة حققها انقلاب 3 يوليو 2013 هو انه كشف حجم الخنوع ونوعية العبيد في الشعب المصري الذين لا يريدون ان يتحرروا من ربقة الاستعباد الذي حققته ثورة 25 يناير وشباب مصر الاطهار ورجالها ونساؤها وحتى اطفالها الذين خرجوا وما زالوا يخرجون حاملين ارواحهم على اكفهم من اجل تحرير مصر وشعبها من حكم العسكر والمماليك الجدد.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

هولاند يقدم فروض الطاعة والولاء

التالي
يزيد صايغ

يزيد صايغ (2) : إلى متى يستمر الانقلاب العسكري في مصر.. وحجم اقتصاد الجيش

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share