موت الجسد المتعفن

أخيرا أعلن عن موت الإرهابي مجرم الحرب قاتل النساء والأطفال أرييل شارون بعد ثماني سنوات من بقاء جسده متعفنا ليكون عبرة لمن أراد أن يعتبر، ذلك أن شارون قضى حياته يقوم بارتكاب كل ما نهى الله عنه لاسيما جرائم القتل والمجازر البشعة ضد الشعب الفلسطيني وضد المصريين في الحروب المختلفة، فأراد الله أن يترك جسده جيفة وهو حي طوال ثماني سنوات، لكننا في زمن قل فيه التذكر والعبرة، وأصبح كل قاتل وطاغية وظالم يعتبر أن ما يحدث أمامه من عبر وأمثلة لا يخصه وإنما يخص غيره.
لذلك لا يتوقف الظلم ولا يعتبر الظالمون، من ناحيتها اعتبرت منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الإنسان في بيان لها وفاة شارون قبل مثوله أمام القضاء خسارة وقالت «إنه من المؤسف أن يذهب شارون إلى القبر قبل المثول أمام القضاء لدوره في مجازر صبرا في بيروت عام 1982 وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان» هذه هي نظرة منظمات حقوق الأنسان الدولية إلي شارون لكن الإسرائيليين ينظرون له نظرة أخرى فقد نعاه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قائلا «لقد كان محاربا عظيما وإن ذكراه ستظل تعيش للأبد في قلب الأمة».
قضى شارون حياته محاربا في سبيل الأمة اليهودية فقد ولد عام 1928 وشارك في كل الحروب التى قامت ضد العرب بخلاف المجازر التي ارتكبها ضد الفلسطينيين حارب في عام 1948 وبعدها قاد وحدة من القوات الخاصة الإسرائيلية كان هدفها شن هجمات انتقامية ضد الفلسطينيين حتى عام 1956 حيث شارك في الحرب كقائد لكتيبة مظلات ومن كثرة جرائمه في هذه الحرب رقي إلى رتبة جنرال، أما في حرب عام 1967 فقد كان قائد قطاع سيناء في الحرب واستطاع أن يسيطر عليها بعد هزيمة الجيش المصري بشكل كامل، وفي حرب عام 1973 نجح في عمل الثغرة وتسبب في حصار الجيش الثالث الميداني في الحرب وأدت إلى إضعاف نتائجها وكانت بداية لدخول مصر في مفاوضات مع إسرائيل انتهت بتوقيع كامب ديفيد، وبعد انتهاء الحرب فاز شارون بمقعد في الكنيسيت تركه بعد عام ليصبح المستشار الأمني لرئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين، ثم عاد للكنيسيت مرة أخرى عام 1977 وأصبح وزيراً للدفاع في حكومة مناحين بيجين، وفي عام 1982 كان المخطط الرئيسي والقائد لعملية غزو لبنان من أجل القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية وقتل مئات الفلسطينيين في مجزرة صبرا وشاتيلا ورغم إدانته في عام 1983 من قبل محكمة إسرائيلية إلا أن نتانياهو عينه في عام 1998 وزيرا للخارجية ثم أصبح بعد هزيمة نتانياهو عام 1999 رئيسا للوزراء بعدما قاد المعارضة ضد حكومة باراك في ذلك الوقت وكانت فترة رئاسته للحكومة فترة مليئة بالجرائم مثل سيرة حياته حتى ابتلاه الله بسكتة دماغية في شهر ديسمبر من عام 2005 بقي بعدها جسدا متعفنا بين الأحياء إلى أن أعلن عن موته رسميا بعد ثماني سنوات في 11 يناير 2013، حياة مليئة بالجرائم والآثام ونهاية معبرة لمن أراد أن يعتبر.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق
أحمد المستيري

أحمد المستيري ج7 : استفحال مرض الحبيب بورقيبة..واعترافه بفشل تجربة التعاضد

التالي

أحلام إسرائيل التي كانت مستحيلة

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share