أحلام إسرائيل التي كانت مستحيلة

يعود رئيس الوزراء الأميركي جون كيري للمنطقة للمرة العاشرة ومعه ملف واحد هو مشروع نتانياهو والإسرائيليين لتمكين إسرائيل من تحقيق كل ما تصبو إليه من أحلام مقابل سلطة فلسطينية خادمة للمشروع الصهيوني، كما بدأت المفاوضات سرية قبل ما يقرب من ثلاثين عاما بين الفلسطينيين والإسرائيليين
وكانت حنان عشراوي والدكتور عبد الشافي يحضران لقاءات وحوارات ومشاورات واجتماعات علنية هنا وهناك بينما المفاوضات السرية تجري في أوسلو ، نفس المشهد يظهر الآن حوارات علنية فيما يجرى إعداد الطبخة على نار هادئة في دهاليز إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والطبخة باختصار تقوم على اعتراف السلطة الفلسطينية بيهودية الدولة الإسرائيلية وتبادل الأراضي والسكان، بحيث تتخلص إسرائيل من المواطنين العرب من سكان فلسطين 1948 الذين لا تريدهم وتتخلص كذلك من كل المناطق التي هي خارج مخططات المستوطنات وتأمين إسرائيل مقابل أن تأخذ كل ما تحت أيديها من أراض قامت بتهويدها بعد العام 1967 وتصبح إسرائيلية خالصة لا وجود فيها للفلسطينيين وتدخل ضمن خريطة إسرائيل الموسعة، والأكثر من ذلك أن تتحول السلطة الفلسطينية وفق المخططات والاتفاقات المعروضة إلى خادم لسلطات إسرائيل وحارس أمني لها، دوريات مشتركة لحراسة أمن إسرائيل، وإلقاء القبض ومحاكمة كل من يهدد إسرائيل وأمنها من رعايا السلطة، ومساعدة إسرائيل على أن تكون دولة العرق اليهودي الخالص وتصبح مناطق السلطة هي المنافي الجديدة لتفريغ إسرائيل من العرب الذين تزداد أعدادهم بشكل يهدد النمو الديمغرافي لإسرائيل، هذه الاطروحات ليست وليدة اليوم، وفي أول يوم طرحت فيه كانت مستبعدة تماما من الطرف الفلسطيني بشكل علني ثم بدأ التفاوض تحت الطاولة وبقي السؤال كيف يتم إخراجها إلى الناس حتى يقبلوها ؟ إسرائيل هي الطرف الأقوى الذي يفرض ما يريد والسلطة هي الطرف الضعيف الذي قبل الدخول في مسيرة التنازلات التي لا يستطيع التراجع عنها، قد يرفض قد يؤجل قد يقدم السيد عريقات استقالته مرات ومرات لكنه في النهاية يجلس على الطاولة ويعطي الإسرائيليين ما يريدون المشكلة أن الملاعين الإسرائيليين لا يسترون على عملائهم بل يفضحونهم ويفخرون بما يحققوه من إنجازات وموافقات، المشروع الحالي ومطالب إسرائيل التي تبدو مستحيلة أخذت طريقها للتطبيق لكن إسرائيل لا تتعجل كل أحلام اليهود التي بدأت بفكرة حلم قومي لهم في المؤتمر الذي عقد في مدينة بازل السويسرية عام 1897 تحقق بعد خمسين عاما بعدما أقاموا دولتهم على أنقاض فلسطين، ثم أخذوا يتوسعون فيها يوما بعد يوم ثم هزموا العرب في عدة حروب ثم صالحوهم بعد ذلك وأصبحت مهمة الدول العربية هي حماية إسرائيل وأمنها.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

موت الجسد المتعفن

التالي

حرفة تزوير الانتخابات والاستفتاءات

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share