الأمراض النفسية في الشرطة المصرية

ما يحدث من تجاوزات بشعة من جهاز الشرطة المصري بكل أركانه بدءا من الوزير إلى أصغر مخبر أو جندي ضد أبناء الشعب المصري شيء يفوق الخيال، وهو يعكس حالة مرضية شاملة في الجهاز تقوم على السادية والكراهية للآخر والانفصام وكافة الأمراض النفسية والعقد المرضية، فالتقارير التي تتحدث عن التعذيب ومنها التقرير الذي نشرته يوم الأحد الماضي ست عشرة منظمة حقوقية مصرية موثقا بشهادات الشهود ومدعما بالوثائق عن الوسائل والأساليب الدنيئة التي يتبعها رجال الشرطة في التعامل مع المعتقلين من بني جلدتهم من المصريين ربما لا يقوم بها الصهاينة ضد الفلسطينيين في سجونهم،

لأنها تعكس حالة انفصام بين رجال الشرطة وبين المجتمع الذي يعيشون فيه بما فيه أهاليهم لأنهم في النهاية مصريون ينتمون لهذا الشعب إلا إذا كانوا قد خلعوا انتماءهم لمصر وشعبها وأصبحوا كما قال قائلهم «إحنا شعب وانتم شعب لنا رب ولكم رب».

هؤلاء الذين كانوا خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير وما بعدها لا يجرؤون على أن يرتدوا ملابسهم العسكرية في الشارع أو يعلنوا أنهم يعملون في هذا الجهاز الفاسد وكانوا منبوذين خائفين لا يجرؤ أحدهم على أن يرفع صوته على مواطن استأسدوا فجأة على الشعب وما من فاحشة إلا ارتكبوها وما من محرم إلا أقدموا عليه بدءا بالسباب والشتائم ومرورا بالتعذيب والتحرش وانتهاء باستباحة القتل، لأنهم ضمنوا ألا رقيب ولا حسيب عليهم فالقضاء سندهم وقد تم الإفراج عن كافة المتهمين في قضايا القتل للثوار وآخرهم مدير أمن الأسكندرية السابق ومساعديه.

ومن ثم لم يعد هناك ما يخيف أو يمنع من ارتكاب الفواحش والموبقات جميعا ضد هذا الشعب الذي فكر يوما أن يثور ضد الظلم والطغيان وضد فساد الشرطة وهيمنة الجيش لكن المؤامرات كانت أكبر منه وعاد الظلمة ليكونوا أكثر فتكا وظلما ووحشية مما كانوا عليه من قبل وعادوا لينتقموا ببشاعة غير مسبوقة من أبناء الشعب وهم يعتقدون أن هذا الانحطاط الذي يعشش داخل جهاز الشرطة والذي يبدأ من كلية الشرطة حيث الألفاظ البذيئة والشتائم القبيحة تنهال على الطلبة من أساتذتهم ليعلموا أن هذا هو الأسلوب الذي يتعاملون به مع الشعب حيث ان كل رتبة تهين الأقل منها وتوبخها وتحقرها وتسبها وتلعنها وقد رأيت ذلك بعيني ورآه كل من دخل إلى قسم شرطة أو مديرية أمن لقضاء مصلحة.

مؤسسة فاسدة قائمة على إهانة الأعلى للأدنى بدءا من الوزير لمديري الأمن لمن تحتهم من الضباط حتى يصلوا إلى أصغر جندي ومن الأقل بعدهم للأسف هو المواطن المصري أيا كانت درجته وموقعه بدءا من أساتذة الجامعات وانتهاء بأقل مواطن هم جميعا هم تحت أقدام أصغر شرطي في هذا الجهاز الفاسد الذي يتحكم في رقاب الشعب، وفوق هذا الجهاز الفاسد هناك جهاز أفسد منه أذله وأذل كل رجاله بعد ثورة الخامس عشر من يناير ثم ركب فوق الجميع هو قيادات الجيش الفاسدة التي تسيطر على مقادير البلاد والعباد وتعتبر نفسها وصية على الشعب وإرادته وتستخدم الشرطة لإذلال الشعب.

هذه الأجهزة الفاسدة يقودها مرضى نفسيون لا ينتمون لهذا الوطن، وليسوا جزءا من هذا الشعب، ولكنهم من شعب آخر ترعرع في الحرام والفساد لكن إرادة الله غلابة ودولة الظلم ساعة وإن طالت.

الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

انعدام الثقة القضاة في القضاء

التالي

جرائم حكومة الببلاوي

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share