كاميرون يدمر بريطانيا!

هذا الاتهام لديفيد كاميرون رئيس الحكومة البريطانية ليس مني وإنما من عشرات الشخصيات البريطانية المرموقة بينهم حائزون على جائزة نوبل وعلماء وفلاسفة وكتاب وفنانون بريطانيون حيث أرسل خمسة وخمسون منهم رسالة نشرتها صحيفة «الديلي تلجراف» البريطانية يوم الاثنين الماضي 21 أبريل..
اتهموا فيها رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون ببث الطائفية وزرع الشقاق في بريطانيا من خلال إصراه على أن بريطانيا بلد «مسيحي» رغم التعدد الديني والعرقي والثقافي فيها، وقد اتهم الموقعون على الرسالة ـ ومن بينهم العالمان الفائزان بجائزة نوبل السير جون سالستون في البيولوجيا والبروفيسور هارولد كروت في الكيمياء ـ اتهموا رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون بإشاعة «الإحساس بالاغتراب» والعمل بنشاط على الاضرار بالمجتمع البريطاني من خلال إلحاحه في خطاباته وتصريحاته وحواراته على أن بريطانيا دولة مسيحية وأنه لا يجوز لرئيس وأعضاء حكومة منتخبة أن يعطوا الأولوية لديانة أي مذهب بعينه في دولة متعددة الأعراق والأديان والثقافات.
وقد جاءت هذه الادانة لكاميرون من هذه الشخصيات التي من بينها العالم الفيزيائي العراقي الأصل جيم الخليلي رئيس الجمعية الانسانية البريطانية، بعدما كرر كاميرون مرات عديدة أن «بريطانيا مسيحية إنجيلية وعلينا أن نعلن ذلك دون خجل» مما أصاب المجتمع البريطاني الذي يتميز بالتعدد بالقلق، وقد اتهم الموقعون على الرسالة كاميرون بأنه أخطأ في تحديد هوية بريطانيا، وهذا له اثاره السلبية على الحياة السياسية والمجتمع البريطاني.
وقد أشارت الرسالة إلى أن ما ذكره كاميرون أصبح يمثل اتجاها داخل الحكومة البريطانية وليس كلمة أو كلمتين أو مرة أو مرتين بل أصبح هذا خطابا متكررا بكثرة من السياسيين البريطانيين خلال السنوات الأخيرة حيث يتحدثون عن بريطانيا المسيحية مما يقتضي التصدي له.
وقد جاءت هذه الرسالة الغاضبة في أعقاب إعلان رئيس الحكومة البريطانية في الأول من إبريل أن الحكومة البريطانية بصدد دراسة فلسفة الإخوان المسلمين وفكرهم لتقييم إذا ما كانوا جماعة إرهابية وقد شكل كاميرون لجنة معظمها من رجال المخابرات الذين لهم مواقف عدائية من الإخوان لتقديم تقرير قبل يوليو القادم حول الموضوع.
ورغم أن تقريرا مثل هذا يجب أن يخضع لدراسات علمية وجلسات استماع من خبراء ومختصين إلا أن كاميرون طلب في إعلان نشر في الصحف البريطانية من كل من لديه معلومات عن الإخوان المسلمين أن يرسلها لرئاسة الحكومة على ألا تتجاوز 3000 كلمة وأن يتم إيجازها في مقدمة من 500 كلمة وهذا أمر غير مسبوق في أعمال الدول لأنه يفتح المجال للجماعات الصهيونية والحاقدة على الإخوان والاسلام أن تكتب ما تشاء.
الوطن القطرية

Total
0
Shares
السابق

العزل السياسي بين ثورتي مصر وتونس

التالي
محمد محسوب

محمد محسوب ج 13 : بداية انقلاب السيسي على مرسي ..ومحاولاته لاستمالة للشرطة

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share