يتناول أحمد منصور مع رئيس الوزراء التونسي الأسبق الهادي البكوش ج4 من حواره في برنامج شاهد على العصر الذي جرى بثه فى 8 يونيو 2014 تفاصيل أحداث بنزرت بين القوات الفرنسية والجيش التونسي عام 1961 كما تناول استبداد بورقيبة وتأثير بطانته النسائية على قراراته إضافة إلى تفاصيل المحاولة الانقلابية ضده عام 1962
مقتطفات من حوار الهادي البكوش ج4
تحدث الهادي البكوش -رئيس الوزراء التونسي الأسبق- مع أحمد منصور عن الأحداث التي سبقت خروج فرنسا من “بنزرت” وقيامها باستخدام ترسانتها العسكرية تجاه المتظاهرين السلميين، مما أوقع عددا كبيرا من الضحايا، وتدخل مجلس الامن بعدها بقرارات لصالح تونس أدت الى جلاء فرنسا من بنزرت.
أحداث بنزرت
وفي مؤتمر بنزرت عام 1964، كانت هناك قرارات حاسمة لإعطاء صبغة قانونية للتسلط وبروز الحزب الواحد، وفق ما يقول البكوش، الذي أوضح أيضا أنه بين عامي 1962 و1964 كرّس مؤتمر الحزب الدستوري في صفاقس الحزب الواحد ودولة الاستبداد.
من جهة أخرى، كشف ضيف “شاهد على العصر” أن الجلاء عن بنزرت جاء بفضل “ضغط شعبي على جيش عصري”، حيث تظاهر شباب تونس بشكل سلمي عام 1961ضد الجيش الفرنسي بهدف دفعه للكف عن أعماله وإعلان انسحابه من بنزرت.
وأكد أن الجيش الفرنسي قام بقمع الجموع التي لم تكن مسلحة، وعلق البكوش قائلا “ما كان إنسان عاقل يتصور أن دولة متحضرة تأذن لجيشها بأن يقتل آلاف الناس أو أن يضرب آلاف الناس بالسلاح”. في إشارة منه إلى فرنسا وجنرالها شارل ديغول الذي أعطى أوامر لجيشه بقمع المظاهرات.
واعتبر أن ما قام به الجيش الفرنسي ضد التونسيين يعد “جريمة”، وهو ما جعل الجمعية العامة للأمم المتحدة تتدخل وتصوت في 25 يونيو/حزيران 1961 لصالح انسحاب فرنسا من بنزرت.
ترسيم الحدود بين تونس و الجزائر
وأشار “البكوش” إلى المفاوضات التي تمت بين تونس والجزائر لترسيم الحدود والتي استمرت 14 عاماً، فيما نفى أن يكون بورقيبة قد تنازل عن جزء من الأراضي التونسية لصالح الجزائر.
وكشف البكوش أيضا في شهادته أن بورقيبة حاول الضغط على ديغول لتسوية الحدود بين تونس والجزائر قبل استقلال الأخيرة، وذلك تجنبا لأي مشاكل مع الجزائر، ونقل البكوش عن الراحل الطيب المهيري (أول وزير للداخلية التونسية في عهد الاستقلال) قوله “أختار خلافا مع فرنسا أحسن من خلاف مع الجزائر”.
وقد أعلن الجزائريون عن استعدادهم -بحسب البكوش- لتسوية الحدود مع تونس بعد الاستقلال، ووعد بذلك الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بلة. ونفى البكوش في نفس السياق أن يكون بورقيبة قد تنازل عن بعض المناطق الغنية بالنفط للجزائريين.
تأثير بطانة بورقيبة النسائية على قراراته
كما تحدث عن تأثير بطانة بورقيبة عليه في تسيير الحياة السياسية في تونس، خاصة ابنة اخته “سعيدة بن ساسي” وعشيقته التي تزوجها بعد ذلك “وسيلة بنت محمد بن عمار” واللتان كانتا من أسباب عدم وجود علاقة جيدة بين “بورقيبة” و “البكوش”.
وسيلة بن عمار وسعيدة ساسي
وقال إن بورقيبة كان كلما تقدم في السن أصبح للبطانة دور كبير في حياته، وأكد أن امرأتين كان لهما دور كبير، هما ابنة أخته سعيدة ساسي، وزوجته السابقة وسيلة، وأضاف أن هذه الأخيرة كانت لها رؤية سياسية ونفوذ قوي، وأنها كانت العنصر الأساسي في البطانة حتى بعد 1984.
محاولة انقلاب 1962
وفي تفاصيل المحاولة الانقلابية، يؤكد البكوش أن جماعة تشمل ضباطا من المدرسة الفرنسية وآخرين في الشرق، إضافة إلى مقاومين كبار في المقاومة التونسية وشباب نشيط في الحزب الدستوري، كل هؤلاء اجتمعوا لإنهاء حكم بورقيبة بعد خمس سنوات من ولايته.
وكانت الجماعة خليطا من العسكر والمدنيين وواحد واثنين من اليوسفيين (نسبة إلى صالح بن يوسف)، ويشير البكوش إلى أن الاختلاف في تركيبة المجموعة عطّل المحاولة الانقلابية، فباح أحدهم بالخبر الذي وصل إلى الكاتب العام لوزارة الدفاع الحبيب بن عمار قبل يومين من المحاولة عام 1962.
وأدت المحاولة الانقلابية إلى إلقاء القبض على عشرات المدنيين وأربعين ضابطا، وحكم بالإعدام على ستة مدنيين وستة عسكريين.
محاور حلقة الهادي البكوش ج4
00:00 مقدمة
00:30 قصة خروج الجيش الفرنسي من بنزرت
10:57 كيف تم ترسيم الحدود بين تونس والجزائر وهل تنازل بورقيبة عن أراضي تونسية لصالح الجزائر
15:26 علاقة الهادي البكوش بالحبيب بورقيبة
18:25 أسباب فساد الحزب الدستوري بعد الاستقلال
20:27 تأثير بطانة بورقيبة (بنت اخته وزوجته) عليه في مواقفه السياسية
25:16 زواج وسيلة بنت محمد بن عمار من بورقيبة
27:18 ازدياد نفوذ السيدة وسيلة في الحياة السياسية في تونس
29:35 علاقة الهادي البكوش بالحبيب بورقيبة وبطانته
37:32 محاولة الانقلاب على بورقيبة عام 1962م وكيفية افشالها
43:19 رد فعل بورقيبة على محاولة الانقلاب عليه واثرها على طريقة حكمه
46:04 علاقة الجيش بالسياسة في نظر بورقيبة وكيف تغيرت