حتى لا يتحول الضحايا والشهداء إلى مجرد أرقام(1)

نُشر المقال فى 19 أغسطس 2014

حجم المآسي التي تعم دول المنطقة العربية أكبر من أن تحصى ومن تصفحي لمصادر التاريخ وجدت أحداثا عظاما تحولت إلى مجرد سطور في كتب التاريخ، لأنها افتقدت التدوين الدقيق والواسع للأحداث الكبرى لاسيما القصص والمآسي الإنسانية التي عادة ما تظل عالقة بالأذهان، فصفحات التاريخ هي سجل الأمم في مسيرتها البشرية، وخلال الشهر الماضي عشنا جميعا حربا طاحنة قام بها الكيان الصهيوني ضد قطاع غزة، استشهد فيها حتى الآن وفق آخر تقرير من وزارة الصحة في غزة 2000 شهيد و10 آلاف جريح وهي أرقام كبيرة بكل المعايير.
حجم المآسي التي تعم دول المنطقة العربية أكبر من أن تحصى ومن تصفحي لمصادر التاريخ وجدت أحداثا عظاما تحولت إلى مجرد سطور في كتب التاريخ، لأنها افتقدت التدوين الدقيق والواسع للأحداث الكبرى لاسيما القصص والمآسي الإنسانية التي عادة ما تظل عالقة بالأذهان، فصفحات التاريخ هي سجل الأمم في مسيرتها البشرية، وخلال الشهر الماضي عشنا جميعا حربا طاحنة قام بها الكيان الصهيوني ضد قطاع غزة، استشهد فيها حتى الآن وفق آخر تقرير من وزارة الصحة في غزة 2000 شهيد و10 آلاف جريح وهي أرقام كبيرة بكل المعايير، لكن الشاهد هنا هو أن عائلات بأكملها قد باتوا شهداء وبعض العائلات لم يبق منها إلا أب أو أخ أو طفل صغير، كما أن هناك قصصا هائلة للضحايا من المهم أن يعرفها الناس الآن وأن تتوارثها الأجيال لتعرف حجم التضحيات التي بذلها الأجداد من أجل العقيدة والدين وحرية الإنسان ولنا في القرآن الكريم المثل الأعلى «لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب» وكم من آيات تظهر مع المستضعفين حينما يواجهون القوى الغاشمة تكون دعما لمن في الميدان، ما أقوله عن حرب غزة الأخيرة ينطبق على الجرائم التي قام ويقوم بها النظام السوري المجرم ضد الشعب السوري منذ ما يقرب من أربع سنوات وكذلك النظام الانقلابي في مصر منذ أكثر من عام، لاسيما ونحن الآن نتذكر المجازر والجرائم التي وقعت قبل عام في ميدان رابعة العدوية والنهضة ومجزرة المنصة ورمسيس الأولى والثانية وقبلها مجزرة الحرس الجمهوري الأولى والثانية، كل هذه الجرائم صنعت قصصا للتضحية والفداء من أجل الحرية يجب أن تدون حتى تبقى نبراسا للأجيال القادمة وحتى تكون نورا لهذا الجيل الذي يدركه الوهن أحيانا وهو يواجه قوى غاشمة تملك كل عناصر القوة والبطش، بينما لا يملك هو سوى عزيمته وإصراره على أن يتحرر من ربقة الاستعباد والديكتاتورية والاحتلال وما يؤخذ على جيلنا قلة التدوين للأحداث، فعلى سبيل المثال حينما أخذت أبحث عن فترة حكم القذافي التي امتدت أربعين عاما من الفساد والظلم والجنون في ممارسة الحكم لم أجد إلا كتبا محدودة، حتى أن جرائم كبيرة ارتكبها القذافي بحق الشعب الليبي طيلة أربعين عاما لم أجد ما كتب عنها سوى سطور قليلة أو كتيبات صغيرة لم تكتب باحتراف أو أسلوب يتناسب مع حجم تلك الجرائم، وتحول الآلاف من أبناء الشعب الليبي من ضحايا القذافي إلى مجرد سطور في كتب التاريخ.
وما حدث لأهل العراق خلال حكم صدام حسين لا يقل في أحداثه وجرائمه عما وقع في عهد القذافي، لكن التدوين للأحداث لم يكن بحجمها على الإطلاق.
كما أن جرائم النظام في سوريا ليست قاصرة على ما يقوم به النظام الآن، ولكن الجرائم بدأت في وقت مبكر من ستينيات القرن الماضي حينما سيطر البعث على السلطة ثم حولها حافظ الأسد إلى دولة طائفية وارتكب مجازر ضد الشعب السوري، من أكبرها مجزرة حماة التي راح ضحيتها ما يزيد على أربعين ألفا، علاوة على تدمير المدينة وتاريخها وما كتب عن حماة من كتب أقل بكثير من حجم المأساة التي وقعت لها ولأهلها. (نكمل غداً)
الوطن القطرية

للمزيد:

Total
0
Shares
السابق

خسائر إسرائيل الخارجية

التالي

حتى لا يتحول الشهداء والضحايا إلى مجرد أرقام (2)

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share