المبشرون بنهاية إسرائيل ! (1)

نُشر المقال فى 23 سبتمبر 2014

كان الدكتور عبد الوهاب المسيري ـ رحمه الله ـ مؤلف موسوعة «اليهود واليهودية والصهيونية» يقول إن إسرائيل مشروع استيطاني مثل المشروع الاستيطاني الغربي الذي كان قائما في جنوب إفريقيا، وهذا المشروع سوف يتآكل ويتفكك وينتهي تماما مثل مشروع جنوب إفريقيا وسوف تعود فلسطين لأهلها.
قال المسيري ذلك في أكثر من حوار أجريته معه وكان هذا الكلام في العام 1999 وما بعده لا يؤيده كثير من الناس أو يرونه دربا من الخيال، لكن جماعة ناطوري كارتا اليهودية التي أسست في العام 1935 وتقوم معتقداتها على أن اليهود يجب عليهم أن يلتزموا بعهدهم من الله الذي كتب عليهم الشتات إلى يوم الدين ومن ثم فإن تجمعا لليهود هو تجمع ضد الله وضد عهده مع اليهود، لذلك حينما بدأت الهجرة اليهودية نحو إسرائيل وأعلن عن قيامها على أنقاض فلسطين قامت ناطوري كارتا ضدها معلنة أن هذا معناه نهاية اليهود، وأن هذه الدولة التي أسست هي دولة صهيونية وليست يهودية وأن الصهاينة استخدموا اليهود ألعوبة ليحققوا من خلالهم أهدافهم ومطامعهم، هذا الكلام لم يكن ينصت له كثير من الناس لأنه كان يخالف اللحظة التي كانت عليها إسرائيل في هذا الوقت وهي لحظة القوة والتمكن والنفوذ في كل أركان دول العالم، فالصهيونية التي تخترق معظم مراكز صناعة القرار في العالم هي العمود الفقري لدولة إسرائيل ومن ثم فإن إسرائيل ليست قوية بذاتها وإنما بالدعم الصهيوني الدولي لها.
لكن الموقف تغير تماما بعد حرب غزة الأخيرة وهزيمة إسرائيل أو على الأقل عدم تمكنها من الدخول إلي غزة أو هزيمة حركة حماس أو فرض شروطها على المقاومة، وارتفعت الأصوات داخل إسرائيل وخارجها من إسرائيليين مؤيدين لإسرائيل تؤيد ما ذكره عبد الوهاب المسيري قبل سنوات أو ما تردده جماعة ناطوري كارتا من عشرات السنين وحتى الآن، ففي ندوة نظمها مركز «المساواة» في الناصرة في فلسطين في منتصف سبتمبر الماضي ودعا لها ثلاثة من المثقفين والقانونيين الإسرائيليين ونشرت تفاصيلها صحيفة «القدس العربي» في 15 سبتمبر نقلت عن المحامي الإسرائيلي أفيغدور فيلدمان قوله عن المجتمع الإسرائيلي «إن إسرائيل مجتمع مغلق، رأسمالي، مادي، يعيش مع الإنكار، يضعف ويتسع فيه الجهل بالتدريج وإن مثل هذا المجتمع سيزول». ولا يستغرب فيلدمان ما جرى في الحرب الأخيرة على غزة ويوضح أن «إسرائيل لم تنتصر في أي حرب منذ 1967 لأنها تخلو من الإبداع والتجديد وتشهد أجيالا جديدة جاهلة، سطحية وتلهث وراء الحياة الاستهلاكية. ويتابع «هذا جيل سيضيع ومجتمع سيزداد ضعفه وربما هناك من يفرح لذلك أو ينتظره».
أما المحاضر في كلية الحقوق في جامعة حيفا د. إيلان سابان فيقول «إن إسرائيل تدنو من نظام فصل عنصري (أبرتهايد) على غرار صربيا وجنوب إفريقيا بالماضي، منبها أن الأمم المتحدة لم تنعتها بهذا التوصيف حتى الآن بفضل الفيتو الأميركي. ويشير إلى أن إسرائيل قوتها محدودة وتعتمد على الآخرين مؤكدا أن الحل إما تقسيم البلاد أو دولة واحدة باتفاق. كما أكد استحالة وجود نظام ديمقراطي في إسرائيل طالما أنها دولة محتلة وطالما تدير ذاتها على مبدأ إثني».
أما المعلق السياسي الإسرائيلي البارز غدعون ليفي فقد قال «إن الأحوال السيئة الراهنة ستزداد سوءاً لعدم وجود من يوقفها. وينوه ليفي إلى إضعاف أجهزة الرقابة والكبح في إسرائيل بشكل منهجي ويقول إن إسرائيل ليست دولة فاشية لكن في حال ظهور زعيم فاشي لن يجد فيها من يوقفه فالجميع إما معطلون وإما داعمون».. نكمل غدا.
الوطن القطرية

للمزيد:

Total
0
Shares
السابق

نكبة صنعاء وأثرها على المنطقة

التالي

المبشرون بنهاية إسرائيل ! (2)

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

اشترك الآن !


جديد أحمد منصور في بريدك

Total
0
Share